قررت جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة التابع لها، طرح مبادرة للمصالحة مع القوى الثورية والسياسية للتهدئة قبل الاحتفال بذكرى ثورة يناير، وعلمت «الوطن» أن الجماعة تدرس المقترح الذى قدمه محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، الذى عرضه على الرئيس محمد مرسى، ويتضمن تنظيم احتفالات ومسيرات، ترفع شعارات المشاركة والمصالحة والتهدئة والحوار وبناء الوطن. وقال السادات، ل«الوطن»، إن دعوته للمصالحة التى عرضها على الرئيس تنطلق من أن يصدر توجيهاته للحكومة لإقامة احتفالية شعبية كبيرة تجرى بحضوره فى ميدان التحرير قبل يومين أو ثلاثة من ذكرى الثورة، للمّ الشمل ومشاركة المصريين مشاعرهم باعتباره رئيساً لكل المصريين، وأن ترفع تيارات الإسلام السياسى شعار «المشاركة لا المغالبة» بحيث تشارك كل القوى السياسية فى بناء الوطن. وأشار الدكتور ناجى نجيب جبرائيل، عضو الهيئة العليا للحرية والعدالة، إلى أن محاولات الصلح يقودها الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس الحزب، لفتح صفحة جديدة، فيما أشار المهندس أسامة سليمان، عضو الهيئة العليا، إلى أن الهيئة اتفقت فى اجتماعها الأخير، على تشكيل لجنة لوضع رؤية كاملة بشأن المصالحة وعرضها على جميع القوى. من جهة أخرى، رفضت قوى ثورية، اعتذار الدكتور محمد بديع، المرشد العام، الذى بثته قناة الإخوان «مصر 25» وقال فيه إن الجماعة تعتذر إذا كانت أخطأت فى حق أحد، وأشاد فيه بالجيش المصرى، ووصفه ب«الوطنى الذى يستحق بقياداته وجنوده الشكر». وقال تقادم الخطيب، القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير: «إحنا مش فى خناقة عشان يعتذر، هناك دماء أريقت وانقسام حدث»، وأضاف: «أسلوب خداعى من الجماعة لعلمها بتصاعد غضب الشعب تجاههم»، مشدداً على تمسك الثوار بمحاسبة مكتب الإرشاد لمسئوليتهم عن دماء الاتحادية، وأن اعتذار المرشد للجيش، بمثابة محاولات لإرضائه، بعد إعادة المحاكمات العسكرية للمدنيين، فيما أشار محمد عواد، منسق شباب من أجل العدالة والحرية، إلى أن عادة الجماعة هى الهرب من الانتقادات والغضب ضدها بالاعتذار والمفاوضات. ورحب سامح عاشور، نقيب المحامين والقيادى بجبهة الإنقاذ، باعتذار بديع، ووصفه ب«الخطوة الجيدة»، مضيفاً: «ستثبت الأيام المقبلة جدية اعتذار المرشد، وحينها سترد الجبهة على مبادرته، فالوطن لا يحتمل الصراعات، وإذا لم ننج اليوم سنهلك غداً».