تواصلت، أمس، لليوم الرابع على التوالي المباحثات اليمنية في الكويت، التي تهدف لإنهاء النزاع الدائر منذ أكثر من عام، وسط تفاؤل حذر أكده دبلوماسيون أوروبيون، فيما أكد قيادي حوثي ل"الوطن" أن التوصل إلى لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار و"فك الحصار" خطوة مبدأية لمناقشة الملفات السياسية المعقدة في النزاع. وأكدت مصادر دبلوماسية أوروبية لقناة "العربية" الإخبارية حالة التفائل الحذر، بأن المفاوضات عكست في ثالث أيامها التزام الجانبين بالقضايا المدرجة في جدول الأعمال، واصفة ذلك بالعمل المثمر. إلا أن اليوم الثالث، أمس الأول، لم يخلُ من مراوغة وتعنت وفد الحوثيين في كثير من الملفات وإن توصل الفريقان في نهاية المطاف إلى اتفاق بشأن تكليف ممثلين عنهما في مهمة الإشراف ومتابعة لجان التهدئة المحلية والتواصل فيما يخص الخروقات العسكرية. تشكيل لجنة لمتابعة وقف إطلاق النار.. وقيادي حوثي ل"الوطن": توقف القصف السعودي شرط لإنجاح المباحثات وجاءا تغريدة للمبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لتعكس حالة من التفاؤل قال فيها إن "المناخ الذي جرت في ظله الجلسات الأولى كان واعداً". وحمل اليوم الثالث اتفاق الفريقين الحكومي والمتمردين على تكليف ممثلين عنهما في وفدي التفاوض، إذ سيتولى ممثلا الوفدين مهمة الإشراف ومتابعة لجان التهدئة المحلية والتواصل فيما يخص الخروقات العسكرية. بينما الإخفاق تجسد في عدم التوصل إلى إصدار بيان مشترك حول تثبيت الهدنة وفك الحصار عن تعز بعد تعنت وفد الانقلابيين ورفضهم فتح ممرات إغاثية. ونفى مانع المطري عضو لجنة الحوار اليمني سابقاً تشكيل أي لجان مشتركة جديدة لبحث الملفات الأمنية والسياسية، مؤكداً أن العمل القائم فقط هو على لجنة التهدئة المعنية بتثبيت وقف إطلاق النار. المصادر ذاتها أثنت على الدور السعودي الإيجابي في هذه المفاوضات. من جهته، قال القيادي بجماعة "أنصار الله" الحوثيين حامد البخيتي، في اتصال ل"الوطن"، إن "ما تم التوصل إليه حتى الآن في مفاوضات الكويت هو تشكيل لجنة مهتمتها مراقبة وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وفك الحصار على المدن اليمنية المحاصرة". وأضاف "البخيتي": "لم يتم حتى الآن في المفاوضات التطرق إلى أي من الملفات السياسية الأخرى، وإنما التفاوض الآن مرتبط بالالتزام بوقف إطلاق النار، وفك الحصار وإذا ترجم ذلك غلى واقع فيمكن الانطلاق إلى الملفات السياسية الأخرى المتعلقة بالتسوية السياسية". وقال القيادي الحوثي إن "توقف السعودية عن غاراتها على اليمن، التي نعتبرها (حرب) شرط أساسي لإنجاح المفاوضات". وتابع: "ليس لدينا تصور حتى الآن بشان تسوية سياسية، وإنما توقف (القصف السعودي) أولا، وبالنسبة لعودة عبدربه منصور هادي (الرئيس اليمني) إلى البلاد مرة أخرى، فهذا سابق لأوانه". واتهم السفير خالد اليماني مندوب اليمن في الأممالمتحدة وفد الحوثيين بإضاعة الوقت، قائلا: "وفد المتمردين الحوثيين في مشاورات الأزمة اليمنية المنعقدة في الكويت يعمل على إضاعة الوقت من أجل التقدم على الجبهات لتحسين وضعهم التفاوضي" . وأضاف "اليماني"، في تصريحات أمس، أن "المتمردين الحوثيين يفسرون نص قرار مجلس الأمن الدولي 2216 بالطريقة التي تحلو لهم، حيث يريدون العودة إلى الحياة السياسية قبل الرجوع عن الإجراءات الانقلابية ودون تقديم أية خطوة لتثبيت الثقة". وعلى صعيد العلميات القتالية، أعلنت قيادة قوات التحالف العربى في اليمن بدء حملة عسكرية بالمشاركة مع قوات الجيش والأمن في محافظة "حضرموت"، لاستعادة مدينة "المكلا" وباقي مدن ومناطق المحافظة من قبضة العناصر الإرهابية المتطرفة، وأكدت أن الحملة ستكون من عدة محاور وبمختلف الاتجاهات برا وبحرا وجوا. وسقطت أربعة قذائف على محافظة "صامطة" السعودية الحدودية مع اليمن، مساء أمس الأول، دون خسائر بشرية أو إصابات، إلا أن بعض المنازل تضررت.