قبل بضعة شهور، قامت مجموعة من العابثين على شبكة الإنترنت، بإطلاق شائعة إصابة المغني الأمريكي الشاب جاستن بيبر، 18 عامًا، بالسرطان، ومن ثم أطلقوا حملة طالبت معجبيه بقص شعرهم للتضامن معه وإظهار الدعم. الحملة نجحت بشدة، رغم نفي بيبر إصابته بالسرطان، ما جعل مستخدمي أحد المنتديات المتخصصة في نشر الشائعات، يقوموا بإطلاق حملة أخرى على مستوى أكبر من التحدي. حيث استغلوا نشر صورة للمغني الشاب وهو يدخن الماريجوانا على موقع TMZ، ليبدأوا حملة أطلقوا عليها عنوان: Cut For Bieber، وهي عبارة عن نشر صورتك بعد قطع وجرح ذراعك، لتخبر بيبر: "توقف عن تعاطي المخدرات، نتوقف عن تشويه أنفسنا". بدأت الحملة من حساب وهمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، لفتاة اسمها "بريتني سكرابمان"، حيث نشرت صورة يدها الدامية وإلى جوارها شفرة حادة مغطاة بالدم. رغم هزلية الحملة، وعبث أصحابها، إلا أن معجبي بيبر صدقوها تمامًا، وبدأت حمى جرح الأذرع ونشر الصور الممتلئة بالدماء، مرفقًا معها عنوان الحملة على "تويتر". أثار الأمر استياء وانتقاد الكثيرين، من رواد "تويتر" وكذلك الكثير من المواقع الإخبارية الأمريكية والإنجليزية وغيرها. واندفع بعض رواد "تويتر" للسخرية من هذه الحملة، حيث نشروا صورا ساخرة لهم مع عنوان الحملة، ظهر فيها أحدهم ممسكا بمقص استعدادا لقطع يده، قبل أن يقرر قص أظفاره بدلا من ذلك. ونشر آخر صورة له وهو يقص فرع من نبات القنب من أجل بيبر، بينما نشر ثالث صورة لمعصمه وهو مغطى بالكاتشب، قبل أن يغطيه بعد ذلك بالمايونيز وانتهاءًا بجعله أقرب للسندوتش. وعلى صحيفة "هفنجتون بوست" انتقد الكاتب الأمريكي كريستيان بيات هذه الحملة، حيث تساءل عن حقيقة الصورة التي نشرت لجاستن بيبر، لأنها من المحتمل أن تكون سيجارة عادية وليست ماريجوانا، والأخطر أن الحملة التي أطلقت بناء على ذلك أمرًا للدعابة، فجرح اليد بهذه الصورة ليس انتحارًا بالتأكيد، ولكنه سيخلف ندبًا وآثارًا لن تمحى، كما أن استخدام آلات حادة في جرح وخدش الجلد يضع الفاعل عرضة للإصابة بإدمان إيذاء الذات وهو الأمر الأكثر خطورة. أما صحيفة "الإندبندنت" فقالت عن هذه الحملة، إنها عار على المجتمع، وحادثة تتقلص لها الأمعاء مثلما كان تأثير فيلم Fight Club. الخبر نشره موقع "ديلي ميل"، الذي انتقد هذه الحملة قائلا "إيذاء وجرح النفس ليس أمرا يمكن المزاح حوله". ومن ناحيته، التزم المغني الأمريكي جاستن بيبر الصمت تماما حيال هذه الأزمة، وبدلا من ذلك قام بالتغريد عبر حسابه على "تويتر" عن حفلته في دنفر وألبومه القادم، دون الإشارة من قريب أو بعيد لتلك الحملة.