أحد أهم أركان نظام الملالى فى إيران، والصندوق الأسود لملف الدولة الشيعية النووى.. سياسى بدرجة عالم وأكاديمى لم يسلم من السياسة وألاعيبها، إنه على أكبر صالحى وزير خارجية إيران الذى بدأ زيارة لمصر فى توقيت مثير للتساؤل، بعد زيارته للإمارات، وعقب زيارة رئيس الوزراء القطرى لمصر. يخفى وراء مظهره السياسى والدبلوماسى الوقور تاريخاً طويلاً فى خدمة الثورة الإسلامية فى طهران، تخرج فى الجامعة الأمريكية فى بيروت عام 1977، توجَّه بعدها إلى الولاياتالمتحدة، وتحديداً إلى معهد ماساتوشستس للتكنولوجيا، ليحصل على الدكتوراه، وفى هذه الأثناء اندلعت الثورة الإيرانية وعاد «الخمينى» إلى طهران ليتولى «صالحى» مهمة تدريب أول جيل من العلماء النوويين فى إيران.. ومنذ هذا التاريخ أصبح الحارس الأمين لطموح إيران النووى والمفاوض الأول باسمه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التى أسندت إليه توقيع اتفاق الضمانات معها حول برنامج بلاده النووى، وبعد هذه المهمة بأسابيع تم تعيينه مستشاراً لوزير الخارجية للشئون العلمية. فى نهاية عام 2010 وبإقالة مثيرة لوزير خارجية إيران آنذاك «منوشهر متكى» الذى أبلغ بالقرار أثناء قيامه بجولة دبلوماسية خارجية، وقع اختيار الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد عليه، وأجمع المحللون وقتهاً على أنه الاختيار الأنسب لشغل هذا المنصب، بعدما انحصرت أجندة إيران الخارجية فى بند وحيد: ملفها النووى. يعتبر من الشخصيات غير المرغوبة غربياً ويضعه عدد من الدول الأوروبية على قوائم الشخصيات المطلوبة لديها، مما تسبب فى محاولة الشرطة القبرصية إلقاء القبض عليه يونيو الماضى، وكادت أزمة دبلوماسية عنيفة تشتعل بين نيقوسيا وطهران لولا تدخُّل «الخارجية» القبرصية لإنهاء فتيل الأزمة. باندلاع الثورات العربية مطلع 2011 كان على أكبر صالحى مهندس احتواء إيران للربيع العربى، والمصرى على وجه الخصوص، برسائل دعم مباشرة من النظام الإيرانى لإسقاط نظام مبارك الذى كانوا يعتبرونه عدوَّهم الأول فى المنطقة، وبلغت الرسالة قوتها عندما دعت إيران «الإخوان المسلمين» إلى التقدم لحكم مصر قُبيل تنحى «مبارك» بأيام. يريد فتح صفحة جديدة مع مصر، ولكنها غير مشروطة، تنحصر فيما بين القاهرةوطهران ولا تمتد لترتيبات إقليمية، خاصة أمن الخليج العربى الذى ترفض بلاده هذا الاسم وتنعته بالخليج الفارسى.. وبينما قالت مصر إن أمن الخليج بالنسبة لها خط أحمر، رفضت «الخارجية» الإيرانية إثارة الجامعة العربية لملف الجزر الإماراتية الثلاث، المتنازع عليها مع إيران. كان هو وبلاده فى طليعة المرحبين بنتائج الانتخابات المصرية وفوز الدكتور محمد مرسى، وتلقفت مبادرته تجاه سوريا باهتمام، ولكنها أفرغتها من مضمونها، فعلى مدار الاجتماعات الأربعة التى انعقدت لهذه المبادرة كان على أكبر صالحى وكيلاً حاضراً لطرف غائب اسمه بشار الأسد، الحليف الذى لن تفرط فيه طهران أبداً. أحمد الطاهرى