أعلنت الجبهة الحرة للتغيير السلمي مقاطعتها لجولة الإعادة من انتخابات رئاسة الجمهورية المقررة بين الفريق "أحمد شفيق" والدكتور "محمد مرسي"، تحت شعار "شارك وابطل صوتك". وذكرت في بيان لها أن موقفها جاء بعد النظر إلى عدة عوامل صاحبت هذه الانتخابات، والتي تقف عثرة أمام استكمال الثورة بشكلها النقي البعيد عن تلوثات السياسية ولعبة الصفقات وأطروحات المصلحة التي تسعى وراءها بعض القوى؛ إذ رأينا أن كلا المرشحين لا يمثلان الثورة بالمفهوم الذي نراه، فأحدهما هو الفريق "أحمد شفيق" يعتبر أحد فلول النظام الماضي، والشخص الذي وضع "مبارك" ثقته فيه بعد قيام الثورة، حتى إنه لا يخجل من ذكر أن "مبارك" قدوته رغم كل الكوارث التي مرت بها البلاد طوال 30 عامًا. وأوضح البيان أن السبب الثاني وهو الدكتور "محمد مرسي"، فهو وإن كان يلقى كل احترام لشخصه لكنه لا يمثل نفسه في هذه الانتخابات وإنما يمثل جماعة لم تجد حرجًا في توجيه برقية شكر للمجلس العسكري في أولى جلسات البرلمان، وكأنها لم تر سوء إدارته للبلاد طوال المرحلة الانتقالية ومسؤوليته المباشرة في كثير من الأحداث التي سألت خلالها دماء المصريين. يرى البيان أن الإخوان طالما لم يكونوا ضلعًا في التوافق الوطني منذ البداية؛ من جهة استقلال قرارهم طوال المرحلة الانتقالية عن قرار باقي القوى السياسية، والتواطؤ مع المجلس العسكري وعقدهم صفقات معه على دماء الشهداء، لهو أمر يقدح في ثوريتهم ويصم سياستهم البرجماتية ويعيب نظرتهم الانفرادية، بما لا يمكن معه أن نأمن وعودهم وقد خانوا الجميع عند مفترق الطرق وتخلوا عن الإجماع الوطني وذهبوا لتنفيذ أجندتهم، مشيرا إلى أننا لا زلنا نمد يد الوفاق لهم وندعوهم للبت في "تأسيسية الدستور" وتشكيلها فورًا قبل انتخابات الإعادة بالصورة التي ترضي الإجماع الوطني بعيدًا عن المعايير السابقة التي وضعوها، إذا ما أرادوا إظهار حسن النية للقوى الوطنية؛ حيث من الممكن وقتها أن نغير نظرتنا لهم. وأشار البيان إلى أنه في ظل التجاوزات التي حدث في الجولة الأولى من الانتخابات ووجود بعض الاتهامات ب"تزييف" وليس "تزوير" العملية الانتخابية وإرداة المصريين، وعدم أخذ هذه التجاوزات في الاعتبار، فإنه دليل على أن ثمة نية مبيتة لتزوير الانتخابات والخروج بها لصالح الفريق "أحمد شفيق"، وهو ما نرفض المشاركة فيه، لافتا إلى أنه تأسيسًا على ما مضى وحتى لا يتم التلاعب بأصواتنا ندعوا المصريين إلى "المقاطعة الإيجابية"، بمعنى أن نذهب إلى صناديق الاقتراع ونكتب على استمارة الانتخابات "الثورة مستمر" حتى تكون ظاهرة يعرفها الجميع، وليدركوا أن الثورة ستكتمل ولن تنتهي أبدا، وذلك في حملة منظمة ستقوم بها الجبهة تحت شعار "شارك وابطل صوتك".