رفضت المعارضة السورية في الداخل والخارج والدول الغربية، الحل الذي اقترحه الرئيس السوري بشار الأسد للأزمة في بلاده أمس، وبدا فيه واضحا عدم استعداده للتخلي عن السلطة بعد 21 شهرا من نزاع دموي حصد أكثر من ستين ألف قتيل. وقال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي حسن عبد العظيم، في مؤتمر صحافي عقده في دمشق، "لن نشارك في أي مؤتمر للحوار الوطني قبل وقف العنف أولا وإطلاق سراح المعتقلين وتأمين الإغاثة للمناطق المنكوبة المتضررة وبيان مصير المفقودين". وأوضح عبد العظيم، الذي يمثل أهم تجمع للمعارضة السورية في الداخل، أن "أي تفاوض وليس حوار يجب أن يكون بإشراف مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي"، مؤكدا أنه لن يكون هناك "حوار أو تفاوض بيننا وبين النظام مباشرة"، لأن "مرحلة الحوار السياسي والحل السياسي فات وانها وزمانها ومكانها". وفي بيان باسمها تلاه أمين سرها رجاء الناصر، اعتبرت الهيئة أن خطاب الأسد جاء "ليقطع الطريق على ما حمله الإبراهيمي من مبادرة لحل سلمي يجري العمل على تحقيقه وعلى مساعيه لتأمين توافق دولي أميركي لضمان نجاح هذا الحل". فقد دعا رئيس الوزراء وائل الحلقي، الاثنين، "أعضاء الحكومة إلى اجتماع نوعي لوضع الآليات اللازمة للبرنامج الوطني الذي أعلنه الرئيس بشار الأسد" من دون تحديد موعد لذلك. لكن صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام، نقلت الاثنين عن مصادر على اطلاع بالموقف الرسمي، أن مفهوم الغرب عن "المرحلة الانتقالية" هو الانتقال "من مرحلة الرئيس الأسد إلى مرحلة ليس فيها الرئيس الأسد"، رافضة ذلك "شكلا ومضمونا". ورأت أن طرحا مماثلا يهدف إلى "استحواذ هذه الحكومة على صلاحية قيادة الجيش من الرئيس الأسد تمهيدا إلى تقسيمه وتمزيقه"، مؤكدة أن "هذا لن يحدث، سوريا ستظل تقاتل بهذا الجيش حتى النهاية ولن تسمح بتمزيقه". ولقي طرح الرئيس السوري إدانة دول غربية عدة، آخرها فرنسا التي اعتبرت الاثنين على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو، أن تصريحات الأسد "تعكس مجددا إنكار الواقع الذي يتمسك به لتبرير قمع الشعب السوري". وكانت واشنطن ولندن وبرلين رأت أن خطاب الأسد يعبر عن انفصال عن الواقع ومحاولة جديدة للتشبث بالسلطة. واقتصرت الردود العربية حتى الآن على الرئيس المصري محمد مرسي، الذي قال إن الشعب السوري يرغب بمحاكمة رئيسه على غرار ما كان الشعب المصري يريده، ونحن ندعم الشعب السوري". ولم يصدر أي تعليق عن الدول الخليجية الداعمة للمعارضة السورية، والتي اعترفت بالائتلاف ممثلا شرعيا للشعب السوري. وعلى جبهة الدول الحليفة للأسد، رحبت طهران بالخطة التي "ترفض العنف والإرهاب والتدخل الخارجي، وتشكل حلا شاملا للأزمة"، بينما لاذت روسيا والصين بالصمت. وفي روما، جدد البابا بنديكت السادس عشر نداءه إلى "حوار بناء" في سوريا، محذرا من أنه "لن يكون هناك منتصرون وإنما فقط خاسرون" إذا استمر النزاع.