استيقظت مصر على «مقتل 20 وإصابات تعدت ال150، بينها حالات فقء للعين، فى ليلة هى الأعنف والأكثر دموية فى المواجهات بين معتصمى «وزارة الدفاع» ومجهولين مسلحين، بالرصاص الحى والعصى والمولوتوف والخرطوش»، حسبما كشف الدكتور صالح محمد، كبير أطباء المستشفى الميدانى الموجود هناك. وشهدت الليلة الخامسة من الاعتصام، «القبض على 5 بلطجية بعد صلاة العشاء ليلة أمس، وهم محتجزون لدى أمن الاعتصام، واعترفوا بتلقيهم أموالاً للهجوم على المعتصمين فى العباسية»، حسب قول محمود حسين -أحد المعتصمين، وأثناء عرض حملة «كاذبون» –فى شارع الخليفة المأمون أمام وزارة الدفاع- لاشتباكات بين قوات الجيش والمتظاهرين فى أحداث متفرقة، على شاشة عرض كبيرة أمام الحاجز الحديدى، حاول بعض البلطجية الهجوم على المعتصمين من مدخل الاعتصام بميدان العباسية وأطلقوا بعض أعيرة الخرطوش والرصاص الحى أمامهم، لكن تجمهر المعتصمين أمام باب المدخل أفشل محاولات البلطجية لاختراق الاعتصام. ويقول ممدوح مرعى، أحد المشاركين فى الاعتصام، إن اتصالا جاءه من أحد أصدقائه أخبره فيه بمحاصرة البلطجية للمسجد فجر اليوم، لنخرج ونجد البلطجية يحاصرون المسجد ويحملون القنابل والمولوتوف والأسلحة البيضاء، ونحن نرد عليهم بالحجارة. وأكد أن «الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل كان موجودا فى الاعتصام صباح أمس». الأول: بدء الهجوم بقيادة «قطة».. وغياب للإسعاف في الواحدة والنصف صباحاً، بدأت الاشتباكات واعتلى البلطجية «كوبرى العباسية» مشكلين خطاً للنار عند مسجد النور، وهجموا على المعتصمين مستخدمين المولوتوف والخرطوش والألعاب النارية والحجارة، ورد المتظاهرون بالحجارة والشوم والدروع الخشبية دفاعاً عن أنفسهم. وتساقط كثير منهم بين قتلى ومصابين بعد احتلال البلطجية جميع المداخل الملاصقة لمقر الاعتصام، وقنصهم بالرصاص الحى واختطافهم عند مسجد النور وفى المناطق الداخلية بالعباسية. وبحلول الساعة 2 صباحاً، انتقلت الاشتباكات تدريجياً إلى شارع امتداد رمسيس، وتزايد عدد الإصابات ما بين اختناقات وإصابات بالخرطوش وتم نقل المصابين بدراجات بخارية إلى المستشفى الميدانى في شارع الخليفة المأمون، فى غياب تام لسيارات الإسعاف. واستخدم البلطجية الخرطوش بعيد المدى المصنوع فى إسكندرية، بجانب استخدام الحجارة والسلاح الآلي وتواصلت الاشتباكات التى يقودها شخصية اسمها «قطة» المعروف عنه أعمال البلطجة فى منطقة العباسية، على رأس مئات البلطجية من منطقة «أبى حشيش» و»الوايلي» و»الشرابية» و»شبرا الخيمة». عند الثالثة، تزايدت حدة الاشتباكات وسادت حالة من الرعب بعد سماع أصوات أعيرة نارية صادرة من أسلحة آلية، بجانب القنابل المسيلة للدموع والحجارة، فيما نجح المتظاهرون في إخماد حريق نشب في «بنزينة» قريبة من الأحداث. وفى الرابعة، أصيب عدد من المتظاهرين برصاصات، ونُقلوا إلى المستشفى الميدانى. الثاني: هدوء حذر للاشتباكات عند صلاة الفجر.. وانتصار محدود للمعتصمين فى الرابعة والنصف عند صلاة الفجر، هدأت المعارك نوعاً، وطارد عدد من المعتصمين البلطجية المسلحين فى الشوارع الجانبية لمسجد النور، مستخدمين سيارتين، فى محاولة لتأمين المسجد خلال الصلاة؛ وألقوا القبض على أحد المجندين، كان واقفاً مع البلطجية ويدعى «محمود وليد حسين» من الشرابية. فى الخامسة والنصف، ألقى العشرات من المعتصمين الحجارة على قوات الجيش المتمركزة فى شارع الخليفة المأمون، رداً على سقوط حالات وفاة بينهم، ورد عدد قليل من الجنود عليهم بالحجارة، فيما احتمت قوات الجيش خلف دروعهم. وحاول عدد من المتواجدين فى ساحة الأحداث التفريق بين المتظاهرين وقوات الجيش، وتنظيم دروع بشرية. وفى السادسة والنصف، أعلن أحد المعتصمين من خلال مكبر صوت بأن هناك أشخاصاً من البلطجية متمركزون فى مداخل محطة مترو الأنفاق على طريق شارع الدمرداش يطاردون أى أحد من المعتصمين فى محاولة للقبض عليه. الثالث: ذبح لمن يحاول الانضمام.. و«البلطجية» يسيطرون على المحطات مع طلوع النهار، احتل البلطجية «مترو الأنفاق» وموقف الأتوبيسات، لمنع وصول الدعم للمعتصمين، وحاول المعتصمون إبعادهم دون جدوى، واختطفوا عدداً من الناشطين الذين حاولوا الانضمام للاعتصام من اتجاه مترو الأنفاق ومحطة العباسية، وأعدموا أحدهم «ذبحاً»، وأعاقوا حركة السير تماما فى «ميدان العباسية»، والاعتداء على من يحاول الخروج من المعتصمين بالأسلحة البيضاء؛ كما اعتدوا على سيارات الإسعاف وقتل من فيها. عاطف محمد، لفظ أنفاسه الأخيرة بعد قتله بالرصاص الحى داخل السيارة. وعند الصباح، توافد طلاب جامعة «عين شمس» لمساندة المعتصمين، وجاءت مسيرة من «مسجد الفتح» يواجهها البلطجية بالرصاص الحى والخرطوش. وأعلنت «6 أبريل» عن وفاة العضو أبو الحسن محمد، قتُل بالرصاص الحى أثناء الدفاع عن الاعتصام، وفقد اثنان آخران أعينهما بسبب «الخرطوش» بجانب الإصابات العديدة الواقعة فى صفوف المعتصمين. ورأي شهود عيان نزول عدد من البلطجية من سيارات تابعة للأمن المركزى عند مسجد النور وعند منطقة الوايلى، وربطها المعتصمون بإفراج الداخلية أمس عن 1300 مسجون واعتبروها محاولة من المجلس العسكرى لتصفيتهم قبل الجمعة المقبلة.