تجربة مختلفة لفتت إليها الأنظار، مسرحيات لا يتطلب مشاهدتها الذهاب إلى المسرح ودفع تذاكر أسعارها مرتفعة، ولا ارتداء ملابس أنيقة، التجربة أنقذت المسرح من حالة الركود الذى يعانيه، قدّمها الفنان أشرف عبدالباقى عام 2014، مع مجموعة مغمورة من الشباب، مسرحيات أسبوعية تُعرض على شاشات التليفزيون، نجحت فى جذب الجماهير وتحقيق نسب مشاهدات مرتفعة، ومعها تحولت تجربة «مسرح مصر» إلى أيقونة فى النجاح وأبطاله الشباب إلى نجوم معروفين. «عبدالباقى» بدأها على قناة «الحياة» وانتقلت إلى «mbc» و«النهار» نجاح التجربة دفع عدداً من المنتجين إلى استثمارها، منها قناة «MBC مصر»، التى أنشأت فرقة أطلقت عليها «إم بى سى مصر المسرحية»، لإحياء مسرح التليفزيون، من خلال عدد من المسرحيات، قام ببطولتها الفنان سامح حسين، فى الوقت الذى تمسّكت فيه قناة «الحياة» باسم «تياترو مصر»، وأسست فرقة لتقديم مسرحيات يلعب بطولتها ممثلون شباب، بقيادة عدد من الفنانين، مثل هالة فاخر ومحمد لطفى وبيومى فؤاد، كما تعاقدت قناة «النهار» مع نقابة المهن التمثيلية لتقديم عروض مسرحية أسبوعية، يشارك فيها أعضاء النقابة، بجانب عدد من الفنانين. «الفكرة فى حد ذاتها ليست مُستحدثة»، حسب الناقد طارق الشناوى، فقد تم تقديمها منذ عام 1960 على يد المخرج السيد بدير، الذى كان يُقدم عرضاً مسرحياً كل أسبوعين، يُعرض على شاشة التليفزيون، مثل «نمرة اتنين يكسب»، و«لوكندة الفردوس»، وشهدت تلك المرحلة تألق هذا النوع الفنى، وتم تأسيس مجموعة من الفرق المسرحية التابعة للتليفزيون، لكنها سرعان ما اختفت ليظهر «مسرح مصر». المشكلة التى يرصدها «الشناوى»، فى هذا النوع من الفن أنه لن يستمر طويلاً: «تعدد التجارب سيخلق نوعاً من التشبُّع لدى المشاهد، خصوصاً أن المضمون متقارب إلى حد كبير، دون وجود ما يُميز كل تجربة على انفراد، وهو مثل ما حدث خلال السنوات الماضية مع تجربة مسلسلات (الست كوم)، حتى وصل الأمر إلى تقديم ما يتجاوز ال15 عملاً فى الموسم الواحد، مما أدى إلى تشبُّع الجماهير، لتختفى تلك الظاهرة بشكل كامل».