تلقيت هذه الرسالة بخط اليد من مجموعة تسمى نفسها «وطنيون مخلصون».. أنشرها هنا كما هى استجابةً لطلب أصحابها.. ورغم أنهم استخدموا العبارة التمهيدية الشهيرة «نحن لسنا إخوان»، فإن ما أدهشنى هو عدم توقيعهم أو ذكر أسمائهم، فضلاً عن عبارات التكفير والتخوين لقوى المعارضة والإعلام..! والأغرب أنهم طلبوا أن أكتب رداً على رسالتهم، ولأن الرد فى عقيدتهم ينبغى أن يتوافق مع رأيهم بطريقة «الإملاء» و«السمع والطاعة»، فقد كتبوا لى «إن كنت فعلاً تعتقد أنك وطنى مخلص فلتنشر هذه الرسالة فى جريدتك وترد عليها بمنتهى الصدق وتكتب لهذه الجبهة الشيطانية...»، والمشكلة هنا أننى لا أؤمن بمبدأ «السمع والطاعة العمياء»، لذا فإليكم رسالتهم.. وسأترك الرد لك وحدك عزيزى القارئ المحترم.. وسأنشر كل الردود إعلاءً لفضيلة التعبير عن الرأى.. وجاء فى نص الرسالة التالى: باسم الشعب المصرى المظلوم نخاطبك لأننا، وللأسف، اعتقدنا أنه لا تزال هناك ضمائر حية ووطنيون مخلصون لمصر، ولهذا كنا نقرأ لك ونشاهد برامجك ونصدّقك، ولكنك للأسف ضيّعت هذه الثقة بأفعالك وأقوالك، وخاصة عندما ساهمت مع «جبهة الإغراق» التى لا تخاف الله ولا تتقيه ولا تبحث إلا عن مصالحها وأغراضها الخاصة، ولو على حساب دماء الشعب المصرى. لعنهم الله فى كل الأديان، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ويريدون استمرار الفوضى والمشاحنات، واليهود يموّلون هذه الجبهة الملعونة من أجل بقائهم وفناء مصر. ولكن الله لن يمكّنهم أبداً من هذه البلاد التى حماها ووصفها بالأمن، والتى خسف فيها بفرعون وقارون وأعوانهما من قبل. وهو وحده القادر على كل شىء وإليه المصير.. فإن كنتم لا تعلمون أنكم مغيبون لتنفيذ مخططات صهيونية وأمريكية وخونة لا ذمة لهم، فتلك مصيبة، وإن كنت تعلم وتتغافل بإرادتك، فالمصيبة أكبر. ولهذا قررنا -نحن المخلصين المحبين الوطنيين بحق ولسنا من الإخوان ولكننا نرى أنه لا خوف منهم وإنما الخوف الحقيقى ممن يدّعون الإخلاص للوطن وهم أبعد ما يكونون عن هذا- أن نخبرك ونطالبك بأن تعود وتعيد حساباتك وتتقى الله وتتعظ من آياته ولا تخون هذا الشعب وتساهم بقلمك فى بقاء الوضع القديم وإعادة الطاغية أو أعوانه أو ابنه أو أى من هؤلاء الخونة الذين باعوا الآخرة، التى هى خير وأبقى، بالدنيا الفانية من أجل المال الحرام، واستحلوا لأنفسهم أن يدهسوا هذا الشعب من أجل مصالحهم وأغراضهم الدنيئة. الحقيقة أصبحت واضحة للجميع، فإن كنتم تحاولون تقسيم الشعب إلى فريقين، فهذا لن يحدث، لأن الغالبية العظمى تخاف الله وتتقيه ولن يخذلها الله أبداً. والبقية القليلة هى الفئة التى لا تريد لمصر أن تنهض وتعيد أمجادها وأموالها التى استحلوها لأنفسهم بدون وجه حق وبعض المغيبين الذين يصدقونهم وسيلعنهم الله ويخسفها بهم كما خسفها بمن قبلهم بإذنه تعالى. لأن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة. ولن تتمكنوا من إيذاء مصر واستغلال شعبها أبداً وذلك لأنكم تظنون أنكم أشد قوة من الله سبحانه وتتحدَّونه بكفركم بآياته وعصيانكم لتعاليم دياناته السماوية وتخالفون ما أمركم به وبمنتهى البجاحة. لهذا نقولها لك: لن تفلحوا فى تنفيذ مؤامرتكم وخططكم الدنيئة وياريت تكفّوا أيديكم عنا وتعودوا إلى رشدكم وتحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا.. فإنكم لا بد وأن تعودوا إلى الله يوماً لا تعلمون متى هو. وإن كنت فعلاً تعتقد أنك وطنى مخلص فلتنشر هذه الرسالة فى جريدتك وترد عليها بمنتهى الصدق وتكتب لهذه الجبهة الشيطانية أنهم لا بد وأن يعلموا أن هذه البجاحة التى يتحدثون بها مرفوضة، فهم لا يمثلون هذا الشعب ولا يستطيعون تقسيمه مهما فعلوا، بل لقد ظهروا على حقيقتهم وعلم الجميع من هو اللهو الخفى.. الذى تآمر وقتل أبناء الشعب المظلوم الذى ضحى بالأرواح من أجل الخلاص من أسيادهم الطغاة، ولن يسمح الشعب لهم ولا لمن هم أقوى منهم أن يعيدونا لما رفضناه وخلعناه، وسنحاسبه هو وأعوانه وسنعزلهم عن حياتنا، ومن لا يريد ذلك فليرحل ويترك مصر فى سلام. «وطنيون مخلصون»..!!