افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بنمحمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس الجامعة القاسمية، فعاليات المؤتمر الدولي الأول للجامعة القاسمية، الذي يقام تحت شعار "هويتنا في ذاكرة تاريخنا وتراثنا"، وذلك في مسرح الجامعة القاسمية بالشارقة . بدأ حفل الافتتاح بوصول صاحب السمو حاكم الشارقة وافتتاحه لمعرضين مصاحبين للمؤتمر، وهما معرض المخطوطات الذي نظمه مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث ومعرض متحف الحضارة الإسلامية الذي نظمته إدارة متاحف الشارقة حيث تجول سموه في المعرضين، متوقفا عند المقتنيات التاريخية والتراثية الهامة التي يحتويها المعرضان. وضم معرض مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث عددا من المخطوطات الهامة الإسلامية والعربية في التراث والقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأمهات الكتب العربية الأصيلة، إلى جانب عرض لطرق عمل المخطوطات في المركز والذي يعد أحد أهم المراكز العالمية، في ترميم المخطوطات إلى جانب نماذج لمختلف المخطوطات، التي يقوم المركز بترميمها مثل المخطوطات الأدبية والعلمية والجغرافية والتاريخية وفي الكيمياء وعلم الفلك. وشمل معرض الحضارة الإسلامية عددا من المصاحف المخطوطة في عصورمختلفة مثل الدولة العثمانية في العام 1869م، ومنضدة من النحاس المكفتة بالفضة من جمهورية مصر العربية، يرجع تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشرالميلادي إلى جانب مخطوط كامل للقرآن الكريم بخط الخطاط الشهير حافظ عثمان يرجع تاريخه إلى 1664م، وغيرها من المقتنيات التاريخية الهامة. وتوجه صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور إلى مسرح الجامعة القاسمية، حيث ألقى الدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية كلمة رحب فيها بحضور المؤتمر، وقدم أسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو رئيس الجامعة القاسمية على جهود سموه الكبيرة في العمل على دعم جهود نشر رسالة الأمة العربية والإسلامية انطلاقا من إيمان سموه بوسطية الإسلام وسماحته. وأشار إلى أن اختيار موضوع المؤتمر، يأتي تعبيرا عن رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في صياغة المنظومة الحضارية لإمارة الشارقة التي تقوم على ثبات التوجه وعمق الاختيار في صياغة حاضر المجتمع واستشراف مستقبله وترنو به إلى دروب العلا. وأضاف الدكتور رشاد سالم، أنه "لطالما كان تراث الأمم وتاريخها ركيزةأساسية من ركائز هويتها الثقافية والحضارية والمدنية وعنوان اعتزازها بذاتها الحضارية في ماضيها وحاضرها ليكون مقياس التطلع نحو مستقبلها". من جانبه أثنى معالي الدكتور فهد السماري المستشار في الديوان الملكي السعودي، أمين عام إدارة الملك عبدالعزيز خلال كلمته في حفل الافتتاح على جهود صاحب السمو حاكم الشارقة في دعم المبادرات الرامية، إلى الحفاظ على التراث الثقافي العربي والاسلامي في جميع أنحاء العالم. وأكد على أهمية هذا المؤتمر بقوله، "دعت الضرورة إلى توعية الفردوالمجتمع في فضائنا العربي والإسلامي بأهمية ارتباطه بتاريخه المجيد وتمسكه بقيمه الغراء من خلال عقد هذه المؤتمرات العلمية التي تعيد إلى هذه الأمة هويتها الحقيقية وتشدها بحبال وثيقة إلى ذاكرتها الناصعة وماضيها المتألق". وأوضح السماري، أن العالم يشهد انفتاحا كبيرا وواسعا جعل من هذاالكون قرية صغيرة من خلال الوسائل التكنولوجية المتنوعة وهذا ما يمثل تعددا كبيرا لمصادر الثقافة ومما قد ينتج عنه التأثير السلبي علىالثقافة والتاريخ العربي، داعيا الجامعات والمؤسسات إلى بذل الجهودلربط شباب المجتمع العربي بتاريخهم وهويتهم العربية الأصيلة. كما دعا إلى إقامة مؤتمر ثاني عالمي يواكب هذا المؤتمر وتقدم فيهالتجارب العربية والعالمية، ليتم عبره تلاقح الأفكار للحفاظ على الهويةالعربية ويشكل تقارب فكري بين الدول والثقافات.