يبدو الدكتور عصام العريان، مستشار الرئيس، ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وشوية مناصب كده جنبهم، عاشقاً للأضواء بدرجة مخيفة، لا يمر يوم إلا وتجده فى قلب الحدث، يدلى بدلوه بتصريح يقلب الدنيا عليه وعلى الإخوان، واللى يحصل يحصل، لا يهمه الهجوم الذى تتعرض إليه الجماعة التى وقف أحد أهم قياداتها مرات أمام طموحه، كانوا كلهم فى السجن، وخرجوا إلى سدة الحكم لتباعد بينهم المناصب، هذا للرئاسة وهذا ل«الشورى» وذاك إلى «الشعب»، حتى رئاسة الحزب بصوا له فيها، العريان هو أول من فتح أعين الجماعة على مقعد الرئاسة، ودخل السجن بسبب هزار فى مكالمة تليفون قال فيها لزوجته «دول بيقولوا إنى هرشح نفسى رئيس الجمهورية».. دخل العريان السجن وخرج بعد ضغوط الإعلام إلى القنوات الفضائية، حتى عندما قامت الثورة، دفعت الجماعة بخيرت الشاطر مرشحاً لها، ومحمد مرسى بديلاً له، ونسوه تماماً.. القيادات تعتبره «لسه خفيف»، والشباب يعتبرونه حد كويس لكن لا يمكن مقارنته بعبدالمنعم أبوالفتوح، حتى عندما أتاه برلمان على طبق من زيت وسكر، ضاع بحكم محكمة. يصعب أن تجد نفسك مهمشاً تضيع منك المناصب واحداً تلو الآخر، هذه إشكالية الدكتور العريان، أنه دائما خارج الإطار، لذا يحاول أن يضع نفسه داخله مع التاتش بتاعه، تارة بتغريدات على تويتر، حوّلها رواد مواقع التواصل إلى وسيلة للسخرية و«أين برلمانى»، وتارة بتصريحات «تضرب كرسى فى الكلوب»، وتحوّل أيام اللجان الإلكترونية إلى ليالى كالحة السواد، لتبييض الوجه، والرد عليها، والهجوم على المنتقدين الذين تتسع انتماءاتهم، باتساع خريطة مصر التى نسى «الحرية والعدالة» أن يضع نهر النيل فيها على صفحته الرسمية، لكن كله كوم وتصريحاته عن عودة اليهود كوم تانى، العريان راهن بفرصته الأخيرة، أو مقامرته الأخيرة للصعود إلى أعلى، من خلال مخاطبة من يصنعون القرار فى الكونجرس والبيت الأبيض وبيوت المال بأوروبا، وعناصر الضغط المنتشرة فى كل مفاصل العالم، وجه رسالته مباشرة إلى اليهود، مطالباً من ترك مصر أن يعود إليها آمناً فى سربه، معافى فى بلده، وسترد إليه أمواله التى أخذها منهم عبدالناصر قبل أن يطردهم ويشتتهم -ما زال عبدالناصر يشكل هاجساً يقلق منام الجماعة من «الستينات» وحتى «الميليشيات»- أموالهم موجودة فى الحفظ والصون والإخوان يفتحون أيديهم والبلد من قبلها إليهم - ولو فيه حاجة تانى تتفتح مافيش مشكلة تيك إت إيزى - ليأتى الرد سريعاً من يهود أوروبا على الرسالة بتأييد للرئيس ومستشاره، ومن حسناوات إسرائيل اللاتى خرجن فى تظاهرات حب ل «الفرعون العاشق اللى جاهز للاحتفال». قامر العريان بمستقبل جماعة بنت تاريخها السياسى على الوعيد لليهود بجيش محمد الذى سيعود، فإذا بالجيش يعلن حالة الاسترخاء ويدعو الأعداء إلى الرجوع، واللى ليه حق هياخده.. وكله بالمحبة بيفك.