اللهم إنا على وشك أن نخسر وطناً، فأعده إلينا ممن سلبوه. اللهم إن أرضنا تشربت دماء الطيبين فأنبتت أشجاراً يقتات على ثمارها اللصوص والسوقة والقتلة، فامدد يدك وأعد الأرض إلى شهدائها والأشجار إلى أصحابها. اللهم إن هواءنا صار ملوثاً بأنكر الأصوات، ونحن نستجير بك أن تقطع الألسنة الكافرة بنعمتك والألسنة التى لا تسبح بجلالك والألسنة التى تكذب باسمك. اللهم إن البلد الذى منحته النيل والشمس والهواء والبحر والطين والرمل، وأسبغت على شعبه نعمة العقل والفهم، وملأت أركانه بالسعادة، خرجت له الخفافيش وحجبت عنا ضوء الشمس، فأنزل عليهم غضبك حتى يتوبوا أو تقضى فيهم أمراً كان مفعولاً. اللهم إن كل شىء جميل فى هذا البلد الأمين، صار مهدداً بالوجوه القبيحة، يحصون علينا أنفاسنا ودقات قلوبنا، يقفون بجاهليتهم على نواصى أفواهنا، يكفرون أقوالنا، ويحرمون ما حللته لنا. اللهم إنهم يتترسون بك، فأظهر آيتك فينا وفيهم. اللهم إن شياطين آخر الزمان ظهروا فى شوارعنا، قادمين من أزمنة سحيقة تسبق أيام انبلاج نور أديانك السماوية، ويلوحون بالويل والثبور وعظائم الأمور. اللهم إنك قيضت لنا هذه الحياة، فلا تترك غيرك يسلبها منا. اللهم إنك العادل، نستجير بك ألا تأتى بالكاذبين صناع الباطل ليقيموا العدل والحق. اللهم إنك نفخت فى بلادنا روح الحب والجمال، فأبطل دستورهم الذى يكره الخير والحب والحق والجمال. اللهم إنهم يتحايلون بك عليك، وأنت العليم الرقيب، فاكشفهم لعبادك الغافلين، وأغمد خناجرهم المسلولة قبل أن يسيلوا بها دم مصر. اللهم إننا عشنا فى تلك الأرض منذ أجريت فيها ماءك فى نيلك، تظللنا بأشجار وأكلنا وشربنا من نفحات كرمك، تطورنا مع الزمن وسرنا فى البلاد نسبح ونشكر، نصيب حينا ونخطئ أحياناً، بنينا بيوتاً ومدناً وشوارع وحضارة عظيمة، بإذنك وأمرك غيرنا شكل الحياة، حتى وصلنا اليوم إلى لحظة صرنا فيها مهددين فيما كتبت لنا، نستجير بك أيها المنتقم أن تضرب الظالم كما ضربت فرعون وجنده، وأن تحفظ لنا حقنا فى بلادنا التى منحتنا. اللهم إن الخير فى خطر. اللهم إن الحب فى خطر. اللهم إن الجمال فى خطر. اللهم إن العدل فى خطر. اللهم إن الحق فى خطر. اللهم، إن دماء الذين ماتوا من أجل حلم جميل، لم تعد مجدية بل راحت هباء، والحناجر التى هتفت لم تعد مجدية، والطموحات تبخرت، والهمم أثبطت.. ولم يعد لنا عاصم إلاك، لك الأمر من قبل ومن بعد فأنفذ أمرك.