شهدت محافظة أسوان، فى جنوب مصر، حالة من الغليان والاستياء الشديد لعدد من القبائل، خاصة من النوبيين، بعد القرار الجمهورى بتعيين 90 عضواً بالشورى لم يكن من ضمنهم نوبى واحد. ومع تجاهل مؤسسة الرئاسة للنوبيين بدأ الشارع النوبى بأسوان يتحدث عن التصعيد، وبدأت خطوات الاستقلال والانفصال من خلال دعوات عدد من مثقفى ورموز المجتمع فى النوبة، وقال عبيدة محمد أحمد، رئيس مجلس إدارة جريدة «أسوان المستقبل»: «كنا فى السابق لا تراودنا فكرة الانفصال، مستنكرين ما يردده البعض، سواء من ينتمى إليها أو سواهم، لكن فى القلب غُصة من وعود لم تنفَّذ، وهذا الحال كدنا نفقد به الهوية، ونفكر الآن جدياً بالانفصال؛ لأننا ضد التهميش والإقصاء من الدستور ومن التعيين بالشورى، ومن حقنا اتخاذ أى إجراءات ضد هذه القرارات، ومنها المطالبة بالحكم الذاتى». وأشار إلى أن النوبيين ليسوا أقلية، وتتجاوز أعدادهم 7 ملايين، ومع ذلك لم يمثلهم بالشورى أحد؛ لأن مؤسسة الرئاسة «سمك لبن تمر هندى»، وبهذه السياسة يدفعون النوبيين لحمل السلاح للدفاع عن حقوقهم. وأضاف عبيدة محمد: «نحن شعب أصيل وإن لم تأت حقوقنا النوبية، فسوف ندوّل القضية ونلجأ للقضاء الدولى؛ حيث إن لنا حقوقا منذ بداية بناء خزان أسوان عام 1898 وحتى 2012، واقتلعنا من أماكننا من أجل مشاريع قومية وضحينا من أجلها، ومن المفروض أن نعود مرة أخرى كما فعل بمدن القناة، الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، لكن للأسف تم تجاهلنا». وأكد أنهم سوف يعقدون مؤتمراً نوبياً موسعاً لشرح ما سيتخذون من إجراءات ضد القرارات الأخيرة الصادرة من الرئاسة من تهميش النوبيين فى الدستور والشورى بالرغم من أن هناك 16 شخصية نوبية من أرقى الشخصيات فى العلم والثقافة، رشحوا للرئاسة لكنهم استبعدوا جميعاً. وقال إبراهيم دهب، أحد مؤسسى الاتحاد النوبى العام بأسوان: إننا لا نعترف بهذا الدستور، وإن دستورنا هو مجالسنا العرفية؛ لأن القانون الدولى يقول إن اللجنة التأسيسية لا بد أن تمثل فى الدستور جميع الأطياف والأعراق والأديان والهيئات، ونحن نرفض كنوبيين تهميش الحكومات المتعاقبة لنا، وإننا كمصريين لنا ما للمصريين وعلينا ما عليهم، كما هو منصوص فى حق المواطنة. وأكد المهندس عبده سليم، رئيس الاتحاد النوعى للجمعيات النوبية «المجلس الأعلى للنوبة»: إننا نترحم على السادات الذى استطاع أن يفهم النوبيين وما جرى لهم من الاقتلاع القسرى منذ عهد الخديو وعبدالناصر بعد أن أنشأ جمعيات زراعية على ضفاف بحيرة النوبة (ناصر) على أمل توطينهم فى قراهم الأصلية طبقاً للموقع الجغرافى بعد ازدياد البحيرة، وما فعله مبارك من تجاهل وتهميش النوبيين وإلغاء الجمعيات الزراعية، ومحاولة بيع الأراضى النوبية للمستثمرين الأجانب، وهذا ما أثار غضب النوبيين الذين حمدوا الله على قيام ثورة 25 يناير، واعتقدوا أن الثورة الكريمة سوف تعيد الحقوق النوبية إلى أهلها، إلا أن الأمر لم يكن كذلك، وزادت حالة التهميش للنوبة والنوبيين. وأضاف سليم: أقول للذين يهاجمون النوبة والنوبيين: فلتبحثوا عن أصولكم ولتذهبوا إلى بلادكم الأصلية التى جئتم منها «غُزاة» على أرض مصر، ومن يتوافق معنا فهو منا ومن لم يتوافق فسوف يأتى الوقت الذى يحرر فيه أبناء النوبة مصر من الغزاة، الذين عاشوا بيننا ويرفضوننا، وهذا إنذار، وإن غداً لناظره لقريب، وكما قال عصام العريان إن النوبيين غزاة فنحن نقول إننا لم نتحرك من أرضنا ومن مصرنا، إلى أى مكان آخر.