فرحة كبيرة تتملك قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين وهم يصوتون بالموافقة فى استفتاء الدستور، أثناء الذهاب إلى اللجان تكاد أجسادهم تطير من السعادة، حالة النشوة الإخوانية يقطعها ضجيج وصراخات الناخبين والناخبات أمام اللجان: «يسقط يسقط حكم المرشد»، يسقط الهتاف فى سكينة قيادات الإخوان فيكدر صفوهم.. ويقلب أمزجتهم قلقا وتوترا. هتاف المعارضين للإخوان والرافضين للرئيس محمد مرسى لم يقتصر ترديده فى المظاهرات والمسيرات فقط، ولكن يطارد قيادات الإخوان فى الطرقات وأمام اللجان الانتخابية «عينى عينك»، الرئيس مرسى الأكثر قصدا بهتاف سقوط حكم المرشد.. معارضو الدستور أمطروه على أذن الرئيس عند الخروج والدخول إلى الاتحادية، رغم محاولات تكميم الأفواه التى يتضمنها الدستور الجديد.. لم يفلت مرسى من «يسقط حكم المرشد» وهو بين حراسته، هتف الناخبون ضده عند الدخول والخروج من مدرسة مصر الجديدة الإعدادية بنين للإدلاء بصوته فى استفتاء المرحلة الأولى. المهندس خيرت الشاطر -نائب المرشد العام للجماعة- سمع بأذنيه وعن مقربة «بروفة» للهتاف ضده بصوت ناخبات أمام لجنته الانتخابية «يسقط حكم المرشد».. لم يجد «الشاطر» مفرا سوى تكذيب نفسه والمضى مترجلا بعجالة إلى مدرسة مكرم عبيد بالقاهرة للتصويت فى الاستفتاء، الدكتور سعد الكتاتنى -رئيس حزب الحرية والعدالة- خاض التجربة بنفسه أيضاً أمام حشود كاميرات المصورين والصحفيين والإعلاميين.. لعنة المعارضة طالته أمام مدرسة «جيل 2000» بمدينة 6 أكتوبر بمناسبة مشاركته فى الاستفتاء فى المرحلة الثانية، «الثلاثى الإخوانى» ليسوا وحدهم أبطال عرس الاستفتاء؛ لأن فرق عزف المعارضين تطارد كل الإخوان البارزين وحتى المغمورين أينما ذهبوا، بكلمات غير محببة إلى قلوبهم: «يسقط حكم المرشد». «الناس لديها إدراك أن الحاكم الفعلى هو المرشد العام محمد بديع وليس الرئيس»، يقولها الدكتور سعيد صادق أستاذ الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، موضحاً: «المواطنون بعدوا عن الرسميات وسابوا الرئيس وركزوا على اللى عنده السلطة الفعلية وهو المرشد ورجالته»، «صادق» يضيف أن المصريين تعاطفوا كثيرا مع تنظيم الإخوان فى السابق، لكنه خذلهم بما يخالف أهداف الثورة «أصر على بناء دولة دينية مرفوضة شعبيا»، يقول أستاذ الاجتماع السياسى إن التضامن والتعاطف معهم كجماعة محظورة سابقا تحول إلى غضب ونقمة عليهم «والإخوان متعودين على الشتيمة من أيام ماكان يتقال عليهم عدو صهيونى داخلى».