بعد مرور أسبوعين منذ توليه مهام منصبه، يجري الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند مساء اليوم أول مقابلة تلفزيونية كرئيس دولة يتطرق خلالها إلى المستجدات على الساحة الدولية والملفات السياسية عشية موعد الانتخابات التشريعية. وكما وعد خلال حملته الانتخابية، بأن يكون "رئيسا عاديا"، انقلب هولاند على التقاليد المعمول بها مع كافة وسائل الإعلام الفرنسية عندما قرر الانتقال إلى ستوديوهات قناة "فرانس2" لإجراء المقابلة، بدلا من مطالبة الصحفيين بالحضور إلى قصر الإليزيه لإجراء المقابلات. وبسبب أزمة منطقة اليورو وجدول الأعمال المحدد مسبقا، واجه أولاند خلال أسبوعين نشاطا دبلوماسيا مكثفا، فقد زار برلين والبيت الأبيض وشارك في قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد ثم قمة حلف شمال الأطلسي في شيكاجو والقمة الأوروبية غير الرسمية في بروكسل، حتى أنه زار أفغانستان، وهى اللقاءات التي ساعدته في إبراز تعهداته عندما ترشح للرئاسة الفرنسية، وهما النمو الاقتصادي وانسحاب القوات الفرنسية من أفغانستان. أولاند الذي حظي بدعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعواصم أوروبية عدة، أعاد التفاوض بشأن معاهدة الاستقرار الأوروبي وأعرب عن ارتياحه لنجاحه في فرض النمو على جدول أعمال الاجتماعات الدولية خصوصا أمام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المتمسكة بضرورات ضبط الموازنة. وعلى خلفية القلق المستمر من خروج اليونان من منطقة اليورو، والقلق من انهيار النظام المصرفي الأسباني، سيخصص أولاند قسما كبيرا من حديثه للشأن الأوروبي، كما يتوقع تطرقه لظروف السحب المبكر للقوات الفرنسية من أفغانستان، بعد أن برر ذلك لحلفائه في حلف شمال الأطلسي ثم للمسؤولين المعنيين على الأراضي الأفغانية. إلى جانب الحديث عن الملف السوري بعد إعلانه طرد لمياء شكور سفيرة سوريا في باريس وانعقاد مجموعة دول "أصدقاء سوريا" مطلع يوليو في العاصمة الفرنسية. وقبل أسبوعين من الدورة الأولى للانتخابات التشريعية (10 و17 يونيو) سيكون أمام أولاند فرصة للرد على هجمات اليمين الذي دعاه إلى التخلي عن وعوده بسبب أزمة منطقة اليورو.