اعترفت مديرية تموين القاهرة بوجود عجز 65% فى حصة الأرز التموينى لكل المستفيدين، لدى أغلب بقالى التموين بالمحافظة، مشيرة إلى أنه سيتم صرف الحصة لكل أصحاب البطاقات خلال فترة المد، وهى ال10 أيام الأولى من الشهر. سيدة محمد «ربة منزل» إحدى المتضررات، تضطر لصرف حصة الأسرة من الأرز كل 3 أشهر، بعد ترددها أكثر من مرة على محل البقال التموينى المغلق بصفة مستمرة، مؤكدة سوء حالة الأرز ووجود نسبة كبيرة من الكسر فى الأكياس المعبأة، وأنه «فلبينى مش بلدى». لم يبرر محمد فتحى، عضو شعبة السلع الغذائية بالقاهرة، النقص فى الأرز، بل زاد عليه نقصاً فى سلع أخرى: الشهر الماضى شهد نقصاً كبيراً فى بعض السلع التموينية، مثل الزيت والسكر، وصل إلى 50% فى حجم التوريد للبقالين. أما جلال عمران، نائب رئيس شعبة المواد الغذائية، فأشار إلى أنه ليس هناك عجز كلى فى صرف مقررات السلع التموينية للمستفيدين، ولكن صرفها يتم خلال فترة المد، إضافة إلى يومين بعدها لإجراء المحاسبة بمعرفة البقال وتسليمها إلى مكاتب التموين. ووعد المهندس محمود عبدالعزيز مدير مديرية التموين بالقاهرة بمد فترة الصرف لمليون و700 ألف مستفيد من 1127 بقالاً تموينياً بالمحافظة، حتى يوم 10 من كل شهر، لحين توافر كل السلع التموينية خاصة الأرز.. وأضاف: سيتم صرف الحصص لأصحاب البطاقات التموينية الجديدة، إضافة إلى البطاقات التى كانت متوقفة عن الصرف، بدءًا من أول يونيو المقبل. «إحنا متعودين على الرز البلدى.. إنما الفلبينى ولا يسوى حاجة».. تقولها أم خالد - ربة منزل - منددة بسوء حالة الأرز الفلبينى الذى تحصل عليه بواقع 6 أكياس شهرياً، وتُضيف: «الرز الفلبينى أغلبه مكسر.. وبقالنا زمان مصرفناش البلدى.. ده غير إن التعبئة بتاعته سيئة وكل الأكياس دايماً مفتوحة». بالقرب من منطقة بولاق الدكرور وفى أحد الشوارع الجانبية، يصطف المواطنون طوابير أمام بقال التموين فى انتظار حصتهم التموينية، التى تحتوى على أرز وسكر وزيت، تنفى المسئولة عن الجمعية نقص الأرز: «دلوقتى مفيش أزمة فى الرز.. الأزمة كانت من شهرين بالظبط، لأن الكمية كانت ناقصة فكنا بنصرف للناس نُص التموين مع العلم إن النُص التانى بنصرفه الشهر اللى بعده». «الأرز الفلبينى» مصدر شكوى المواطنين.. تقول عنه المسئولة عن بقالة التموين «عبارة عن صفقة عقدتها وزارة التضامن الاجتماعى خلال عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وكل محلات التموين لازم تخلص كمية الرز الفلبينى المتفق عليها عشان الرز البلدى يرجع تانى».. تعتبر الأزمة مجرد رفاهية: «المشكلة مش نقص الأرز، لكن فى نقص الأرز البلدى، والناس دايماً بتطلبه.. لكن الموردين بينزلولنا الفلبينى..وطبعا البلدى يوكل». عم «رجب أحمد» - الرجل السبعينى - يجلس على الرصيف يتفقد الحصة التموينية التى حصل عليها، يؤكد عدم وجود أزمة فى الأرز، والدليل داخل ذلك الكيس الذى أخرج منه كيس أرز: «مش مهم بقى فلبينى ولا بلدى.. المهم ناكل رز وخلاص». يتفق معه الحاج رفعت لكنه يترحم على أيام الرز البلدى: «الرز الفلبينى لا بيستوى على النار ولا بينفع فى المحشى.. هوه منظر وبس.. فين أيام البلدى».