شهدت الساعات الأخيرة قبل انطلاق المرحلة الثانية، للاستفتاء بمحافظة القليوبية، استعدادات مكثفة من القوى السياسية المختلفة بمختلف انتماءاتها للحشد للتصويت. وتصاعد الخلاف بين الإسلام السياسى الممثل فى ائتلاف القوى الإسلامية، والذى يسعى لإعادة المحافظة إلى صفوف المؤيدين له، ومحو ذكرى هزيمة مرسى أمام شفيق بها فى انتخابات الرئاسة الماضية. وعقدت قيادات جماعة الإخوان المسلمين، اجتماعاً بحضور عدد من القيادات، وتمت مناقشة خطة حشد الناخبين للمشاركة فى الاستفتاء على الدستور الجديد. وصدرت التعليمات بتدبير سيارات بكل قرية لحشد الناخبين، ونقلهم إلى مقرات اللجان مجاناً، كما تمت الدعوة فى المساجد إلى التوجه للاستفتاء، على اعتبار أن الأمر واجب وطنى وشرعى. وأكدت مصادر مطلعة أنه تم توزيع موارد مالية على وحدات الجماعة والحزب للإنفاق منها على نقل الناخبين، وتأجير الأتوبيسات ومصروفات عناصر الجماعة التى ستوجود أمام اللجان، وتوزيع مكافآت عليهم، كما تم الانتهاء من توزيع كميات من السلع على محدودى الدخل والبسطاء، خاصة بالقرى. وكثّف التيار السلفى بالمحافظة من ندواته ومؤتمراته لجذب الناخبين للتصويت ب«نعم»، من خلال حملة «لماذا نعم للدستور؟» التى شن فيها الدعاة والمنتمون إلى التيار، هجوماً حاداً على الرافضين للدستور ووصفوهم بالجهلاء ودعاة التضليل. فى المقابل واصلت جبهة الإنقاذ بالمحافظة جهودها للحشد بالتصويت ب«لا»، وأعلن عدد من القوى الثورية، ومنها أحزب «المصريين الأحرار، والتيار الشعبى، و6 أبريل والوفد والدستور»، تشكيل غرف عمليات موازية لمراقبة التصويت، والتصدى للأساليب الممنهجة لجماعة الإخوان المسلمين لتعطيل التصويت. وشهدت مدن بنها وشبرا الخيمة وكفر شكر، مسيرات حاشدة للجبهة لرفض الدستور، طالب المشاركون خلالها المواطنين بعدم الاستسلام لدعاوى الإخوان المسلمين، وأن الدستور الجديد هو الاستقرار لمصر. كما تم توزيع كميات كبيرة من المنشورات المعارضة للدستور، التى حثت المواطنين على التصويت ب«لا»، على الدستور، وركزت المسيرات على توعية المواطنين، خصوصاً الفقراء والبسطاء والأميين، الذين يعدون هدفاً سهلاً لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة للتأثير عليهم باسم الدين من أجل التصويت ب«نعم» تحت زعم من يقول نعم «يدخل الجنة»، ومن يقول «لا» ف«جهنم مصيره». كما شهدت المسيرات تقديم عروض «بروجيكتور» تحت عنوان «إخوان كاذبون»، ردد المشاركون خلالها الشعارات المناهضة لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والرئيس محمد مرسى، ومنها «بيع بيع الثورة يا بديع»، و«يا واحد يا أحد هنوريهم الغضب ونعلمهم الأدب»، و«الشعب يريد إسقاط النظام». على الجانب الآخر، تسببت تعليمات مديرية أمن القليوبية باستبدال أعضاء اللجان من المدرسين بالإداريين، بعد أن قامت مديرية التربية والتعليم بتسكين 4 مدرسين فى كل لجنة على مستوى القليوبية البالغ عددهم 608 لجان على مستوى المحافظة، فى حالة من الارتباك والغضب بين المدرسين المستبعدين، فيما يعد أولى أزمات الاستفتاء قبل انطلاقه بساعات. من جانبه أكد المحافظ، أنه تم ربط غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة بكل المقرات الانتخابية، على مستوى القليوبية، البالغ عددها 608 مقرات، لتلافى السلبيات التى شابت المرحلة الأولى. كما أعطى المحافظ تعليماته لرؤساء المدن والوحدات المحلية بتسوية وتمهيد الطرق المؤدية إلى اللجان حتى يسهل وصول السيارات إليها.