وسط اضطرابات داخلية وحدود ملتهبة تزيد الأوضاع الاقتصادية تفاقما، تجددت مخاوف المستثمرين من عودة العمليات الإرهابية في المناطق السياحية، خاصة في سيناء والتي شهدت العديد من عمليات الاختطاف للسائحين، مرورا بهجوم مسلحين استهدف عدد من كمائن الشرطة والجيش، وأخيرا اختطاف عدد من قوات حفظ السلام وإطلاق سراحهم في نفس اليوم، وباتت الاستثمارات بكل صورها مهددة في هذه المنطقة، وتوقفت العديد من المشروعات السياحية في منطقة طابا نويبع، بقيمة 10 مليارات جنيه، بالإضافة إلي حوالي 200 ألف غرفة فندقية ما بين البحر الأحمر وشرم الشيخ بقيمة 200 مليار جنيه معطلة، الأمر الذي يثير العديد من التساؤلات حول مصير هذه الاستثمارات، ومستقبل السياحة في سيناء خلال المرحلة المقبلة. أكد عادل زكي عضو غرفة الشركات السياحية، أن عمليات الاختطاف المستمرة للسائحين في سيناء، والهجوم علي كمائن الشرطة والجيش مؤخرا، تهدد استثمارات المنطقة خلال المرحلة المقبلة، مشيرا لوجود 200 ألف غرفة فندقية تحت الإنشاء ما بين البحر الأحمر وجنوب سيناء، بقيمة استثمارية 200 مليار جنية. وأضاف أن هناك خطورة كبيرة علي الاستثمارات في حالة استمرت الأوضاع الحالية خاصة في سيناء، وستشهد عزوف كبير من جانب المستثمرين، خاصة أن البنوك تراجعت عن تمويل العديد من هذه المشروعات نتيجة انخفاض معدلات السياحة علي مدار العامين الماضيين. وأكد عادل راضي رئيس جمعية مستثمري مرسي علم، أن انهيار الأمن في سيناء أحد أهم أسباب تراجع التنمية السياحية خلال الفترة الماضية، مشيرا لتراجع أعداد السائحين على أثر زبادة عمليات اختطاف السائحين من وقت لآخر، وهو ما يترتب عليه تشويه لصورة المنطقة خلال الأشهر الماضية. وأشار إلي أن هناك مخاوف من قبل المستثمرين من عودة العمليات الإرهابية في سيناء، والتي ستدمر السياحة نهائيا، مطالبا بضرورة التصدي لعمليات الاختطاف والقتل في هذه المنطقة الحساسة. أضاف أن التشريعات التي تمنع ملكية الأراضي في هذه المنطقة، تسببت في تراجع عمليات التنمية، وتختلف عنها في منطقة البحر الأحمر والتي ساهمت في تنميتها خلال السنوات الماضية. أكد سامي سليمان رئيس جمعية نويبع- طابا، أن تراجع البنوك عن تمويل المشروعات السياحية، تسبب في توقف العديد من المشروعات السياحية، والتي تبلغ قيمتها الاستثمارية 10 مليار جنيه، مشيرا إلي أن حالة الانفلات الأمني في سيناء خاصة في منطقة الشمال، تسببت في تدهور السياحة خلال العامين الماضيين، وأن استمرار الأوضاع الحالية سيؤدي إلي انهيارها تماما. وأكد علي غنيم عضو غرفة الشركات السياحية، أن هناك إتاوات يفرضها البدو علي المشروعات السياحية، الأمر الذي يهدد مستقبل الاستثمارات السياحية في سيناء. أضاف أن الأحداث الأخيرة تسببت في إلغاء العديد من الحجوزات السياحية خلال الأسبوع الماضي، مشيرا إلي نسب الإشغال الفندقية تتراوح بين 30% و35% بجنوب سيناء، مؤكدا تأثير الأوضاع الأمنية في سيناء بصورة مباشرة علي معدلات السياحة في مصر.