أصبحت منطقة الاغوار الفلسطينية الواقعة على التلال شمال شرقي الضفة الغربية منطقة صراع بجانب منطقتي باب الشمس وباب الكرامة التان اقامهما الشباب الفلسطيني لمقاومة امتداد المشروع الاستيطاني الاسرائيلي E1. وفي الوقت الذي تحاول فيه قوات الاحتلال الاسرائيلي اجلاء الاهالي عل ى اعتبار ان منطقة الاغوار منطقة عسكرية اسرائيلي يستخدمها جيش الاحتلال الاسرائيلي لاقامة العديد من التدريبات العسكرية ، يصر سكان مضارب بدوية فلسطينية في اقصى الشمال الشرقي للضفة الغربية، على البقاء في أماكنهم رغم المحاولات الاسرائيلية المتكررة لترحيلهم منها وهي محاولات شبه يومية ويتخللها عادة اشكال حملات من التنكيل. واضطر عدد من العائلات التي صادرت قوات إسرائيلية خيامها لافتراش الأرض بانتظار وصول مساعدات من مؤسسات محلية وأجنبية تمكنهم من اعادة بناء غيرها. وذكرت وكالة فلسطين اليوم نقلا عن المواطن الفلسطيني علي الفقير، الذي دمرت قوات الاحتلال الخيمة التي كانت تأويه وعشرة من أفراد عائلته :"حضروا في ساعة مبكرة صباح اليوم، وبدأ الجنود بإزالة الخيام وتحميلها في سيارات شحن كبيرة بعد ان اعدنا بناء ما دمروه قبل يومين". واضاف "أن جيش الاحتلال يريد طردنا من هذه المنطقة ولكننا سنبقى هنا مهما فعلوا و لا يوجد مكان اخر نذهب اليه". وتصنف اسرائيل المنطقة على انها مناطق مخصصة للتدريب العسكري، وبالتالي عند إجراء كل تدريب عسكري يتم إجلاء سكان المنطقة وتركهم في العراء. وتسكن مئات العائلات من البدو في خيام على اراض ممتدة على سفوح وتلال ما يعرف بالأغوار الشمالية، بحثا عن الماء والعشب لعشرات الالاف من رؤوس الاغنام والابقار اضافة الى عدد محدود من الابل. وتنتشر في هذه المنطقة التي يعيش فيها البدو داخل خيام ويستخدمون الحطب للطهي وإعداد الخبز، عدد من المستوطنات التي اقيمت على حساب اراضي الفلسطينيين وكان اخرها الاعلان عن اضافة ما يقارب من مئتي وحدة استيطانية لمستوطنة "روتم" المقامة على اراضي المنطقة. واعلنت اسرائيل مرارا انها لن تخلي هذه المنطقة التي تمتد لتصل الى نهر الاردن لأسباب امنية ويرفض الفلسطينيون ذلك ويقولون انهم يقبلون بوجود قوات دولية عليها لفترة محددة من الزمن. وينتظر عدد من سكان المضارب القريبة ان تقوم اسرائيل بمحاولة جديدة لترحليهم وقال الشاب عدي عليان (22 عاما) فيما كان يقف على باب خيمته على بعد عدة كيلومترات من المنطقة التي تم هدم الخيام فيها "ربما سيأتون الينا نحن ايضا ولكننا ولدنا هنا وسنبقى هنا".