بعد مقتل قائد عسكري في حماس واصلت إسرائيل غارتها على قطاع غزة، كما استمرت عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل، وفي رد فعل سريع استدعت مصر سفيرها في تل أبيب، وحثت الأممالمتحدة وبرلين ولندن وموسكو جميع الأطراف على وقف التصعيد. أكد موقع "دويتشة فيليه" على تواصل التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس، بعد اغتيال القائد العسكري لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، احمدي الجعبري الأربعاء 14 نوفمبر الجاري. كما أشار إلى تواصل الغارات الجوية الإسرائيلية المستهدفة عدداً كبيراً من مواقع الصواريخ طويلة المدى التابعة لحركة حماس، حسب بيان للجيش الإسرائيلي، مضيفاً أن "الهدف من استهداف هذه المواقع هو عرقلة قدراتهم على إطلاق الصواريخ". وحسبما ذكرت حركة حماس، أسفرت هذه الغارات عن مقتل ثمانية فلسطينين، بينهم أحمد الجعبري القائد البارز في كتائب القسام، وأكثر من 60 جريحا وصفت حالة عدد منهم بالحرجة. من جانبها أعلنت كتائب "القسام" شروعها بإطلاق عشرات القذائف على جنوب إسرائيل وقالت الكتائب على موقعها الإلكتروني إنها قصفت بعشرات القذائف الصاروخية مدينة بئر السبع وبلدات إسرائيلية في منطقة النقب الغربي. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن منظومة (القبة الحديدية) الدفاعية اعترضت 15 صاروخا من طراز (جراد) روسي الصنع باتجاه مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل. وذكرت الإذاعة أن انفجار القذائف لم يسفر عن وقوع إصابات إلا أن أحد الصواريخ أصاب مركزاً تجاريا مما أدى إلى إلحاق أضرار مادية، فيما أطلقت صواريخ باتجاه أماكن أخرى في النقب الغربي. وأشار "دويتشة فيليه" إلى تصريحات المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي، بأن الرئيس محمد مرسي قرر "سحب السفير المصري لدى إسرائيل" وطلب من وزارة الخارجية استدعاء السفير الإسرائيلي في القاهرة للتعبير عن الاحتجاج على "الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة". وقال "دويتشه فيليه" تحت عنوان (إسرائيل تهدد بتوسيع العملية) أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال "إسرائيل مستعدة لتوسيع" العملية في قطاع غزة في حال اقتضى الأمر. وأضاف في خطاب متلفز بعد الغارات "وجهنا اليوم رسالة واضحة إلى حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى، وهي أنه في حال اقتضى الأمر فنحن مستعدون لتوسيع العملية" في غزة، وأعلن الجيش الإسرائيلي استعداده لتنفيذ عملية برية في قطاع غزة "إذا اقتضى الأمر" بعد اغتيال الجعبري. ونقل مكتب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيري في بيان له إن بيريس أطلع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن اغتيال إسرائيل للقائد العسكري لحماس واصفا الجعبري بأنه كان يمارس "القتل الجماعي"، وقال البيان إن بيريس ابلغ أوباما بأن قتل الجعبري هو رد إسرائيل على تصاعد إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر عبر الحدود من غزة. وتابع أن إسرائيل لا تريد إذكاء اللهب لكن على مدى الأيام الخمسة الأخيرة كان هناك إطلاق مستمر للصواريخ على إسرائيل ولم يعد بإمكان الأمهات والأطفال النوم ليلا. أما الولاياتالمتحدة فقد أدانت "بشدة" إطلاق صواريخ فلسطينية من قطاع غزة على جنوب إسرائيل وأيدت حق الدولة العبرية في الدفاع عن نفسها. وعلق مارك تونر مساعد المتحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان "ليس هناك أي مبرر للجوء حماس ومنظمات إرهابية أخرى إلى العنف ضد الشعب الإسرائيلي"، مؤكدا دعم واشنطن لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. كما أوضح الموقع ذاته إلى الدعوات الدولية لوقف التصعيد داعياً الرئيس الفلسطيني محمود عباس جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع طارئ. وأعلنت حكومة حماس المقالة، أنها بعثت بشكوى إلى الأممالمتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، حيث أكد دبلوماسي رفيع بالجامعة العربية إن الجامعة ستبحث الهجوم الإسرائيلي على غزة في اجتماع خاص يعقد الخميس أو السبت. كما طالب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله "جميع الأطراف للحفاظ على أعلى درجات ضبط النفس"،دعا ايضا وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي في الرياض، لوقف العنف في قطاع غزة. و قال متحدث باسم الأممالمتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون دعا إسرائيل وحركة حماس لمنع تصعيد العنف وحث الجانبين على ضمان حماية المدنيين. وقال ايضا المتحدث مارتن نسيركي "الأمين العام يدعو لوقف تصعيد التوتر فورا"، كما دعت وزارة الخارجية البريطانية "كافة الأطراف إلى التحلي بضبط النفس لتفادي تصعيد خطير" في قطاع غزة.