أعرب عدد من قيادات اليسار تعجبهم من التقليل من قيمة تظاهرات الأمس تحت عنوان "مصر مش عزبة"، والتي أكدوا علي كونها بمثابة نهاية شهر العسل بين جماعة الإخوان المسلمين والشارع المصري، بسبب اصرار جماعة الإخوان علي اتباع نفس سياسات العهد السابق، وسعيها لاقصاء المعارضين، منوهين أن تظاهرات 19 أكتوبر أثبتت أن روح 25 يناير مازالت في الشارع المصري الذي لن يقبل بعودة دولة القمع و الاستبداد مرة اخرى. قال عماد عطية عضو المكتب السياسى لحزب التحالف الشعبى الاشتراكى ان تظاهرات امس وجهت عدة رسائل هامة وواضحة الى جماعة الاخوان المسلمين، أولها أن القوى المدنية والثورية فى مصر لن تقبل بعودة دولة القمع والاستبداد مرة اخرى أو التصدى للتظاهرات والاضرابات بالقوة، والثانية هى أن القوى الوطنية ليس بقلة ولها جمهور كبير فى الشارع المصرى وتستطيع الحشد لعرض مطالبها. واشار عطية في تصريحه ل"الوادي"، إلى ان الاستعلاء الذى تمارسه جماعة الاخوان المسلمين على باقى القوى السياسية وسعيهم الى اقصاء الاخر لم يعد مقبولا الآن، فشعور الإخوان انهم بمفردهم على الساحة السياسية لم يعد له الآن محل من الاعراب، وعليهم احترام الاخر لبناء مجتمع ديمقراطى يؤسسى لدولة المواطنة. واكد سمير سليم القيادى بالحزب الاشتراكى المصرى ان مسيرات 19 اكتوبر من مسجد السيدة زينب ومصطفى محمود اثبتت ان القوى السياسية لديها القدرة على الحشد ضد الاخوان. واضاف سليم فى تصريحات ل"الوادى" بان القوى المدنية اثبتت بالامس ان الثورة لم تمت ومازال الحراك الثورى مستمر فى الشارع المصرى، وأن هناك رفض شعبى لسطوة الاخوان وسعيهم الى اقصاء القوى السياسية الاخرى. واستطرد سليم قائلا "تظاهرات الامس اعطتنى امل فى ان التغيير قادم لا محالة خلال فترة زمنية قصيرة". وهاجم سليم قناة الجزيرة قائلا "الجزيرة اثبتت انها القناة الرسمية لجماعة الاخوان المسلمين فهى لم تتحل بالموضوعية فى تغطية تظاهرات الامس وافتقدت الى المهنية و الحيادية". واشار سليم الى ان تظاهرات الامس ضمت الدكتور والمهندس والقاضى والعامل والفلاح وكل طبقات وفئات المجتمع المصرى ففاحت من الميدان رائحة ثورة 25 يناير. ومن جانبه، ابدى هيثم محمدين المتحدث باسم حركة الاشتراكيين الثوريين اندهاشه من تقليل البعض لقيمة تظاهرات الامس، وقال فى تصريحات خاصة ل"الوادى": "ان نجاح التظاهرات لا يقاس بعدد المشاركين فى الفاعلية ولكنه يقاس بالحراك السياسى الذى تسببت به تلك التظاهرات. واستطرد قائلا "19 اكتوبر اثبتت ان شهر العسل بين جماعة الاخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى من جانب والشعب المصرى من جانب اخر قد انتهى مبكرا، فالمزاج الشعبى العام الان ضد الاخوان بسبب مواقفهم السياسية التى لا تختلف كثيرا عن سياسات النظام السابق. واشار محمدين الى تصاعد موجة الغضب الشعبى ضد الإخوان، والذي بدا واضحا من خلال زيادة اعداد المشاركين فى التظاهرات بداية من 31 اغسطس و 22 ستمبر مرورا بتظاهرات 12"كشف الحساب" و"مصر مش عزبة". واعتبر محمدين ان الاخوان يسيروا الان على نهج مبارك على طريقة "خليهم يتسلوا"، وسوف يدفعوا الثمن غاليا بثورة شعبية قادمة لا محالة ضد حكم الجماعة.