أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في الاحتفالية التي نظمتها مؤسسة القدس الدولية في قلعة صلاح الدين، والتي ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد جميعة، مدير عام الإعلام بالأزهر، علي أن القدس الشريف أمانة في أعناقنا جميعًا، والعمل على تحريره من قبضة الصهاينة الغاصبين المعتدين فريضة إنسانية وعربية وإسلامية ، مؤكدًا أننا إذ نحتفل اليوم بذكرى فتح القائد المسلم الفذِّ صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس، ينبغي أن نستعيد روح صلاح الدين في عزيمته وإرادته وحبه لدينه ومقدساته، وحِرصه على نصرتها وتحريرها، صلاح الدين الذي قال عندما سأله بعض جنوده: لماذا لا تبتسم أيها القائد؟ فردَّ قائلًا: كيف أبتسم والأقصى أسير؟! فما مرَّ عامان إلا وكان الفتحُ المظفَّر، إنه الإيمان والثقة بالله. وأكد على ضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني على الفور بين الحركات الوطنية الفلسطينية؛ لأن الاتحاد هو الطريق الوحيد للنصر وتحرير القدس من الصهاينة أعداء الأمة. وشدد الطيب على أن هذا الكيان الصهيوني الخبيث هو المستفيد الأول من هذا الانقسام؛ لذلك يلعب دائمًا على الخلافات التي تحدث بين شعوب الأمة، مؤكدًا على أن بداية الانطلاق لتحرير فلسطين هو اتحاد أبنائها تحت راية واحدة وهدف واحد؛ حتى يواجهوا المخاطر المحدقة بهم جميعًا، وفي مقدمة تلك المخاطر ما يعانيه المسجد الأقصى الجريح من اعتداءات واقتحامات متكررة من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة بحراسة وحماية من الشرطة الصهيونية، وحفريات مستمرة تحت جدرانه، وتصاعد الإجراءات التهويدية لمدينة القدس بكاملها؛ ببناء المستوطِنات وتهويد المعالم الرئيسية للمدينة، والعدوان المستمر على التراث العربي والإسلامي فيها، وكذلك الاعتقالات المستمرة لأهلنا في المدينة المقدسة، وكذلك هدم الطرق والجسور المؤدية إلى المسجد الأقصى, ومنع المصلين من الصلاة فيه، وهذا من أشد أنواع الفساد في الأرض... إلى آخر هذه الاعتداءات التي ستظل وصمة عار في جبين البشرية جمعاء. وقد حضر الاحتفالية الدكتور صابر عرب، وزير الثقافة، وخالد مشعل، رئيس حركة حماس، وموسى أبو مرزوق، والعديد من قيادات حركة حماس، ونخبة من المفكرين والمثقفين والسياسيين.