لا تسألني من أنا ، أنا من هنا ، من رحم المعاناة ولدت ، ومن ثديها أرضعتني حليب المرارة علقما ، الإسم : أحمد والأب خالد والعشق مصراوي ، جدع من الجمالية لكن العشق مصرواي ، كنت ناوي أوهب عمري ليكِ ولسه ناوي ، بس لو برمش العين تبصي لي وقلبك يكون غاوي ... آه يا بلدي . أنا من بحر زاخر العباب بلا شطئان ، أحدثكم من غيابات الجب ، الجب الذي لا تطرقه سيارة ولا حتى طياره ، ظلمات بعضها فوق بعض وأخرج يدي أمام ناظريّ ولا أكاد أراها ، جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ولقد أبصرت أمامي طريقا مرسوما مسبقا فمشيت ، أحببت كلية الشرطة وتفوقت في مادة العلوم ودرست في معهد عالي للتجارة وقد اجتهدت حتى حجزت لي مكانا لائقا في رصيف البطالة " يعني هما اللي اشتغلوا خدوا إيه !! " نعم لم يأخذوا غير وجع القلب لأن الآخرين أخدوا " كل حاجه ومبقاش في القلب حاجه ما أخدتو كل حاجه " ولم يتركوا للباقين سوى " وجع القلوب يا اهل الله تعب القلوب يا اهل الله " الله يرحمك يا محرم فؤاد لابد أنه قد مات بسكتة قلبية ، ماذا يفعل شاب مثلي لسه بيقول يا هادي ؟؟!!....ولا أقولك الليلة دي سيبني أدوب وأحب فيك ، للأسف حتى دي مافيهاش أمل ، لأنه يبدو أن آخر جرعة قد أتت عليها الست أم كلثوم في أغنيتها ذائعة الصيت " الأمل " والتي لايمل السياسيون والحكومات من إذاعتها ليلا ونهارا وأهي القرعة بتتباهى بشعر بنت أختها ، ويا بنت السلطان حني على الغلبان الميه في ايديكي وبلد النيل عطشان ، ليه بقى لأن الميه بقت في شركة الميه ولازم تركب عداد سعادتك وتدفع الفاتورة ، وإلا ها نقطع الحرارة ونشيل العدة ... بيني وبينكم كلنا بنخاف على العدة فبندفع على طول مع إني ما فيش خدمه من أصله ، نعمل إيه سلو بلدنا كده وإللي عاجبه على الكحل يتكحل واللي مش عاجبه من البلد يرحل ، ترحل تروح فين يا مسكين والخليج اتقفل وبيشغلوا ولادهم وأوربا فلست ومش ناقصة بلاوي ؟ لسه ناوي ع الرحيل ؟ ! تفتكر مالوش بديل ؟ !! ، ولا يكون عند سعادتك فكرة استلف قرشين من واحد قريبك وبيّع والدتك حتتين السيغة اللي شايلاهم لجهاز اخواتك البنات وحط نفسك في مركبه من اللي دايما بيغرقوا دول ...إيهي... بتوع ايطاليا وما تشغلش بالك خالص البحر ها يعمل الواجب وسمك القرش ها يكمل المهمة بس المهم الباسبور تحطه في كيس متين عشان ما يبوظش وأهلك يتعرفو عليه وباقي الجتة ها تبعتها الحكومة الايطالية هوم ديلفري لترب العائلة ونسألكم الفاتحة ، طيب نعمل إيه ؟ ... أمري إلى الله وسأبقى سائرا شئت هذا أم أبيتُ ، أما عن مثلي الأعلى فواحد صحفي غلبان ساكن جنبنا هوا اللي خلاني أتخبط في نافوخي وقال لي انت كويس فكتبت المنشور ده ، وانا لوحدي يا باشا وما حدش حرضني ، أنا قلت جايز بس تحبو تعرفوا حال الشباب وشايفها ازاي بعد ما شرب من نيلها وجرب يغني لها وما عملتلوش حاجه ، وسابته يحاسب على المشاريب لوحده مع انه كان ناجح وطالع بتقدير فقالوا له منك كتير ، والدليل قالوا له وشكرا ، لسه برضه بتسأل عن حالي .... حالي أنا ؟ !! ، أما أنا مهما جرى هافضل أصون عهد الهوى وإن غابت عني يوم ولا سنة هافضل أنا هافضل أنا برضه أنا " تخيل ... منتهى " المازوشية " !!! .