جاء المؤتمر الأول للتيار الشعبي في ميدان عابدين، ليحمل العديد من علامات الاستفهام حول المصير الشعبي للتيار في ظل الهجوم الكثيف منذ بداية تأسيسه على جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها العام، الأمر الذي جعل الجميع يتخوف عن مصيره المجهول خوفاً من أن يلقي نفس مصير الكتلة المصرية وحزب الجبهة الديمقراطية وغيرهما من التحالفات الحزبية التي بدأت كبيرة وانهارت شعبيتها بخلافات شخصية وصراعات داخلية. "الوادي" طرحت تلك التساؤلات على القوى السياسية والحزبية والثورية وكذلك الشارع المصري وشباب الجامعات والحركات السياسية. بداية أكد محمد أبو العلا، عضو الحزب الناصري أن فكرة التيار الشعبي هي فكرة عبقرية وأنها ستكون قوة مصر الحقيقية لانها القوة الوحيدة في الوقت الحالي التي تجمع كل فئات وتيارات الشعب المصري بمختلف أيدلوجياتهم وإنتمائاتهم وطوائفهم. وأضاف أبوالعلا أنها خطوة جريئة تم اتخاذها في فترة صعبة، جاءت لتلبية جميع متطلبات الفترة الحالية للمصريين لإصلاح الوضع الحالي التي تعيشه مصر وما يدل على ذلك الحضور الجماهيري الواسع لمؤتمر التأسيس. وأشار "أبو العلا" إلى وجود تحالفات وقوى حصلت على تأييد كبير من الشعب على مدار التاريخ المصري الحديث فبداية من حزب الوفد في الفترة قبل قيام ثورة 23 يوليو عمل على جميع أطياف الشعب المصري في تنظيم واحد وكان له قوة كبيرة وأقل للمجتمع المصري وكان الحزب الذي يؤيده الأغلبية العظمى من المصريين ويساندونه. وأضاف أن هناك قوى أخرى ظهرت بعد ثورة 23 يوليو وهو الاتحاد الإشتراكي للزعيم جمال عبد الناصر، الذي يرى البعض أن عليه ملاحظات، وقال أنه يرى أن الاتحاد الاشتراكي جمع الشعب المصري حوله لأنه اهتم بمشكلاتهم وعمل على حلها وكان تحالف لكل المصريين وليس لفئة معينة فقط. وبعد غياب فكرة توحد المصريين على مدار أكثر من 30 عاما جاءت فكرة التيار الشعبي لتعيد للأذهان الانتماء والترابط بين قوى الشعب المطحونة وطوائف الشعب المختلفة، مشيرا إلى أن هذا كان استجابة المصريين للنداء واسعة وحضوره الجماهير أمس من كافة المحافظات اعترافا منهم باحتياج مصر لهذه الخطوة وأهميتها في الفترة الحالية، موضحا إنه يجد أن التيار الشعبي سيجذب كل القوى الأخرى للتحالف معه من أجل مصلحة الوطن وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير. وعن مصير التيار الشعبي واحتمالية أن يكون تحالف مؤقت كما في التحالفات التي ظهرت وتراجعت أكد أن التيار سيستمر لأنه له جذور داخل كل القرى والأحياء وأنه سيعمل على توصيل تلك الجذور ورعايتها لكي تصبح أقوى. وأضاف أن أهم الخطوات التي يجب أن يأخذها التيار الشعبي والتي تُحدث فارقا قويا مع المصرين هي أن يعمل على توفير إمكانيات ذاتية لتحقيق إستقرار مادي وأحداث تواصل إجتماعي واسع مع قوى الشعب المختلفة. مع أهمية إنشاء مؤسسات إنتاجية صغيرة لمساعدة جميع الفئات المطحونة، مضيفا أن يبقى قوى كما بدأ ولا يصاب باليأس مهما حدث لأنه يستم محاربته بشكل كبير. أما باسل عادل عضو مجلس الشعب المنحل عن حزب المصريين الأحرار فقال إن التيار الشعبي خطوة هامة كان يجب أن تحدث في مصر لتجميع القوى المختلفة حولها، مضيفا أنه يجب أن يمثل التيار الشعبي جميع التيارات المختلفة وأن القوي اليسارية هي المسيطرة على التيار الثالث ولابد من تمثيل كافة الألوان السياسية والأطياف الاجتماعية والحركات الثورية لينتزع شعبيته جماهيريا، مؤكدا أنه بشكله الحالي مجرد تيار يساري ناصري، مطالباً بضم ليبراليين، وسط إسلامي لكي يكون شعبي بمعنى الكلمة لأن الشعب هو كل الأطياف والألوان. وأوضح "عادل" أن إاتمرار التيار مرتبط بإستمرار حمدين صباحي وقوة حمدين صباحي وأضاف أنه يتمنى أن يستمر حمدين في هذه القوة لكي ننجح أفكاره الجيدة ويجمع المصرين تحت راية واحدة قوية. وعن شبح الكتلة المصرية التي بدأت أفكار والتيار يربط الجماهير القوتين ببعض قال إنه ليس هناك وجه تشابه بين الكتلة المصرية والتيار الشعبي لأن الكتلة المصرية كانت عبارة عن تحالف إنتخابي وليس قوة شعبية مستمرة. أما الفكرة القائمة عليها التيار الشعبي هي توحيد جميع الأطياف تحت راية واحدة مع ملاحظة أنه لم يضم بعد كافة الأطياف وأنه سيأتي لنجاح أكبر إذا إستطاع بجذب القوى المختلفة "ليبرالية إسلامية وسطية ، غيرها" ومن أهم الخطوات التي يجب أن يتخذها التيار للاستمرار أوضح أنه يجب الانتصار على أي معركة ضد الإسلاميين في الفترة القادمة لأن إذا لم يحرز نجاح ضدهم سيكون في موقف غير جيد أمام من أيده وسيبدأ الجماهير المؤيده له في فقدان الثقة في نجاحه. وأشار عادل إلى أن أول معركة يجب أن يكسبها التيار الشعبي هي الدستور ليس فقط موقف ولكن فعل قوي في الدستور، لأن هناك الكثير ممن يعارضون ولكن ليس هناك من يتخذ فعل قوى ومن سيفوز في معركة الدستور سيثبت أنه أحق بالشعبية وثقة الناس وليس الإسلامين، مؤكداً أن فوزه في أي معركة قبل الانتخابات هو بداية نجاح التيار. من جانبه قال أحمد فوزي عضو الهيئة العليا لحزب المصري الديقراطي أن التيار الشعبي الذي تم إطلاقه أنه غير مفهوم هدفه أو الغرض منه وتسائل هو هو تجمع مجموعة أحزاب أم تجمع لبعض الشخصيات "الناخبين" وقال إذا كان تجمع أحزاب فهذا شيء محترم وجيه وأن يجب أن يكون لهم نهج معنى مخالف لنهج الإخوان لخلق توازن في القوى السياسية في مصر. وأضاف أنه إذا كان عبارة عن تجمع لبعض الشخصيات العامة التي تنال شعبية عند المصرين فهذا غير مفهوم بنهجه وأن ما حدث هناك هو إلا إبراز حمدين كزعيم وطني مشيرا إلى أن الحل الوحيد لمواجهة الإخوان، وجعل هناك قوى سياسية محزمة تنافس في الإنتخابات هي إنشاء حزب قوي يحمل هذه الأفكار ويضم إليه الشخصيات العامة لأن الإخوان والأحزاب الإسلامية جاءوا إلى السلطة بالانتخابات وأفضل طريقة هي مواجتهم في الانتخابات وليس انتقادهم واتهامهم أمام العلن وعمل مؤتمر لانتقاد الجماعة والرئيس. وتساءل: كيف ينتقد صباحي الإخوان اليوم وتحالف معهم في التحالف الديقراطي وقت الانتخابات ولا يجوز تشبيه الإخوان بالنظام السابق حتى القول بأخونة الدولة غير مقبول. وأشار إلى أن ما حدث أمس في المؤتمر الخاص بالتيار الشعبي تكدس فكرة الفردية وإظهار التيار الناصري وقال إن الحل الوحيد لإقامة جبهة قوية هو ضم هؤلاء الأشخاص في إئتلاف أوحزب قوي له أهداف واضحة يمكن أن يغلب عليه طابع القومية كما إتضح في المؤتمر الأول للتيار في عابدين بألا يعمل على محاربة الإخوان بالهتافات والمؤتمرات ولكن مواجهتم تكون في البرلمان والإنتخابات والشارع حتي يتمكن حمدين أن ينشأ هيئات عمالية مستقلة لمساعدة العمال على الحصول على حقوقهم ومثلها في مجالات أخرى. ومن جهته رحب سمير الوسيمي، القيادي بحزب الحرية والعدالة ترحيبه الشديد بأي تيار جديد على الساحة يعمل على خلق تنافس شريف بين القوى السياسية وبشرط أن يقوم على المباديء العامة وعدم الخروج عنها، وتابع أن ملاحظته على ما حدث أمس كانت قد قام على الهجوم على الإخوان أو أنه لم يعرض أفكار التيار وأهدافه وخطته بشكل صريح وأضاف أن التيار إذا اتخذ هذا الاتجاه في الهجوم سيضعف تماما منه لأن النظام السابق استخدم طريقة مشابهة في معادية القوى التي اختلف معها وأن من كان يعمل هو الذي استمر. وأضاف أن التيار إذا نجح في العمل لصالح المواطن في المجال النقابي والاجتماعي والاقتصادي سيستمر ويكون له دور في العملية المصرية الفكرية، وأشار إلى أن التيار إذا ابتعد عن الناس والشارع وأخذ في القيل والقال سيخسر نفسه. وعن أفضل طريقة لبلورة فكرة التيار قال أنه يميل شخصيا لفكرة الأحزاب القوية التي لها هدف واتجاه معروف محدود وتابع أن فكرة "الكوكتيل" التي تجمع كل الاتجاهات هي محاولة للدخول بالقوى في الاستحقاق القادم في مجلس الشعب ولكن إذا استمر هذا الكوكتيل بين يساري وليبرالي وغيره من أيدلوجيات إذا حدث خلاف أيدلوجي جوهري كيف سيتم التعامل معه آراء المواطنين انقسمت بين مؤيد ومؤيد بتحفظات وشروط، وإن كانت اتفقت على أن العامل المشترك بين الكتلة المصرية والتيار الشعبي هو عداءهم للإخوان. فقال أحمد رؤوف أن الفكرة بشكل عام جيدة، ولكن طريقة تنفيذها غير سليمة وقال أنه لم يفهم هل هو حزب أو تحالف أو حركة، ولكن الفكرة في حد ذاتها جيدة أنها تجمع جميع أطياف الشعب في حركة واحدة لنفهم ما هي وجهة نظرهم ومواقفهم في الأحداث بشكل واحد. وقالت ندى عبد الرحمن 30 عام حمدين صباحي قائد وكان يجب أن يكون رئيس وأضافت أنه شخصية محبوبة من الشعب المصري كله، وأي حزب أوحركه تابعة له ستنجح وقالت أنها تثق فيه وفي موافقته وأنه يقف بجانب الفقراء ويعيد لأزهان عصر عبد الناصر. وقال عبد القادر محمود 43 عام موظف في مصلحة الضرائب أن الحل الوحيد للوقوف في وجه الإخوان ومنع سيطرتهم على الدولة هو إنشاء جبهة قوية تدخل الانتخابات وترصد أخطائهم وما فعله حمدين صباحي هو الحل الأمثل وبداية قوية للمعارضة في مصر ضد الإخوان ومنع أخونة الدولة. أما أحمد عبد الحميد، 45 عام ويعمل مدرس إبتدائي، فقال إن ما حدث في المؤتمر كان عبارة عن هجوم حاد من قبل أنصار التيار الثالث على جماعة الإخوان المسلمين وهذا ما يقلل من قيمة الفكرة بصورة كبيرة حيث كان يتوقع عرض أهداف وأفكار التيار وهل سيدخل انتخابات برلمانية أم لا ؟ وأضاف أن الإخوان لم يفعلوا مثل هذه الأشياء من هتافات وهجوم على من يختلف معهم قائلا: لو مش عاجبهم يعملوا زيهم". وقالت شريفة علي 35 عام، مرشدة سياحية إن حمدين شخصية محترمة ومعها شعبية كبيرة ووجوده داخل التيار هو ما منحه صك الجماهيرية والشعبية ولكن يملك أن يتوقف هذا التيار إذا حدث انشقاق من حمدين وإحتمال حدوث خلاف داخل التيار لتعدد الأطباق والتوجهات وقالت أن سيستمر إذا خدم الشعب ولم يسع لمصالحه. وعلى صعيد آخر لقى التيار الشعبي بزعامة حمدين صباحي المرشح السابق للرئاسة قبولا عند كثير من طوائف الشعب المصري، وخصوصا من قبل الشباب الجامعي منذ بدأ إنتخابات الرئاسة. يذكر محمد أحمد، 22 عاما، أحد شباب جامعة عين شمس أن حمدين صباحي شخصية محترمة ويتفائل خيرا به، خاصة أن التيار الشعبي الذي يترأسه سيلقي إستحسان قطاعات كبيرة من الشعب المصري وسيكون له فاعلية وتأثير في الأيام المقبلة وأنه يحتاج فقط إلى الفرصة والدعم من القوى السياسية المختلفة ليظهر على الساحة كمنافس قوي أمام حكم الإخوان أو حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي للجماعة. كما يذكر أحمد عباس، صاحب إحدى أصحاب المحلات التجارية في العباسة أنه راضي كل الرضى عن الرئيس محمد مرسي والتغييرات التي قام بها وخصوصا في الجانب العسكري وأيضا حالة الانفتاح الاقتصادي في ظل الاتفاقيات التي قام بها في كثير من الدول الاقتصادية الكبرى. ويرى أن كثرة الأحزاب والتيارات السياسية تؤثر بالسلب على كل هذه النجاحات والتغيرات في ظل حكم الرئيس محمد مرسي أو حزب الحرية والعدالة. ومن جانبه أكد الشيخ علي محمد، 23 عام أن كثرة التيارات الشعبية تخدم مصلحة الوطن في الوصول إلى أفضل الحلول للمشاكل والأزمات في إطار الحوار والمناقشة الجادة والبنائه وخصوصا عن طريق لم شمل الأحزاب والحركات السياسية التي ظهرت بكثرة بعد الثورة وأيضا لفض الإعتصامات والإضرابات في القطاع العام والخاص.