كتب - ربيع السعدني ومعتز الجمل ومحمد فتحي نظم عدد من مختلف شباب وقادة القوى الوطنية السياسية اليسارية والعشرات من الحركات الثورية وعلى رأسها حركة الإشتراكيون الثوريون والحزب الإشتراكي المصري وحزب التجمع التقدمي الوحدوي واتحاد شباب ماسبيرو وقفة إحتجاجية مساء أمس الجمعة تحت شعار "لا لأخونة الدولة". طافت المسيرة اليسارية الثورية شوارع وسط البلد اعتراضاً على حكم المرشد وعدم أخونة الدولة أو هيمنة جماعة الأخوان المسلمين على كافة أجهزة الدولة وعلى كتابة دستور الثورة، فضلا عن مطالبتهم بسرعة الكشف عن مصادر تمويلهم والسعي نحو تقنين أوضاع الجماعة وكذلك رفضهم للخروج الآمن لأعضاء المجلس العسكري وقرض صندوق النقد الدولى، والإفراج عن المعتقلين السياسين فى أحداث 25 يناير. كما رفع المتظاهرون لافتات تطالب بوضع حد أدنى للأجور 1500 جنيه وحد أقصى 15 ضعف الحد الأدنى ولا تزيد عن ذلك. وقد بدأت المسيرة بوقفة احتجاجية من مئات المتظاهرين في ميدان طلعت حرب ثم طافت المسيرة بشوارع وسط البلد قبل أن تتوجه إلى ميدان التحرير وتنتهي في ميدان طلعت حرب حيث كانت نقطة انطلاقها وشارك فى الوقفة أحزاب آخرى من بينها إئتلاف شباب ماسبيرو، مرددين شعارات "الميدان مليان مليان يسقط يسقط الإخوان، والله زمان وبعودة ليلة أبوكوا ليلة سوده، يسقط يسقط حكم المرسي". وخلال ساعات قليلة تزايدت الأعداد بشكل كبير حتى وصلت إلى حوالي ألفي شخص، وخلال العودة إلى طلعت حرب كان الناشط اليسارى "كمال خليل" قد وصل إلى المسيرة وبدأ بإلقاء الحماسة في صفوفهم والقاء شعاراته الثورية البارزة، وأبرز مطالب وأهداف الوقفة الخاصة بتحقيق العدالة الاجتماعية والإفراج عن المعتقلين فى أحداث ثورة 25 يناير ممن كان نضالهم السبب الأكبر في وصول الرئيس محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة، مؤكدا على مشاركة جميع فئات المجتمع فى وضع الدستور المصرى. وفى تصريحات خاصة بالوادى أشار "كمال خليل" إلى أن "مرسي" ليس رئيساً شرعياً لمصر ولم يحقق شيئاً من مطالب الثورة حتى الآن وبعد أن انتهى من خطابه ظل المتظاهرون يرددون الشعارات الثورية ضد الإخوان وساعات وبدأت الأعداد تتناقص. ومن جانبه أكد الناشط السياسي عمرو عبدالهادي، عضو حزب التيار المصري على نجاح وقفة الأمس، ولم تكن كثورة الفلول "24أغسطس"، خاصة أنها جاءت بمطالب جديرة بالإحترام رغم عدم مشاركتهم في تلك الوقفة الا أن الحزب من أشد المؤيدين لمطالبها الخاصة بالإفراج عن المعتقلين ولاسيما بعد وعود مستشاري الرئيس المؤكدة بذلك . وأضاف أن المطالبة بعدم هيمنة الاخوان على الجمعية التأسيسية لوضع الدستور هو مطلب غير منطقي، واصفاً من يقومون بذلك بأنهم من الفلول وذلك لأن الرئيس محمد مرسي سبق أن أكد غير ذي مرة أنه لن ينفصل فصيل سياسي أو تيار بعينه بكتابة الدستور القادم، مؤكدا أن هذا المطلب جاء من قبل بعض المندسين على المسيرة اليسارية، خاصة أنصار حركة "اسفين يا ريس" ممن كانوا متواجدين بكثافة وسط جموع المتظاهرين من أجل الإساءة إلى تلك الوقفة وتشويهها أمام الرأي العام ولكن الله أحبط كيدهم. وفي تعليقه على مطالب البعض بتأجيل تلك الوقفات الاحتجاجية حتى النطق بالحكم في الطعن على الجمعية التأسيسية في غضون أيام قال "إن اللجنة الحالية لن تُحل وإن حدث ذلك فلن تتغير التأسيسية القادمة كثيرا عن الحالية حتي لا يتم إهدار الجهد السياسي والشعبي المبذول في كتابة الدستور وجلسات الاستماع في كافة المحافظات. فيما أشار إسلام لطفي، أحد أعضاء لجنة الإفراج عن المعتقلين إلى أن مطلب اليسار برفع الأجور والمرتبات سوف يحدث بصورة تدريجية للوصول به إلى 1500 جنيها ولكن لأن امكانيات الدولة لاتسمح بذلك في الوقت الحالي ومن ثم يصعب فيها رفع الأجور وكما يقول المثل "إذا أردت أن تطاع فأمر بقدر المستطاع". وفي المقابل كانت هناك بعض القوى السياسية المناهضة للوقفة الاحتجاجية ضد الرئيس، خاصة من قبل بعض شباب الأخوان وحركة 6 أبريل، وهو ما دفع أحدهم للقيام بسب المتظاهرين قائلاً "الله يخرب بيوتكم هتخربوا البلد ، هو الرجل لسه مسك علشان تقولوا يسقط يسقط الرئيس"، فاشتبك معه بعض المتظاهرين ولكن تدخل أصحاب المحلات بشارع طلعت حرب فك الإشتباك فيما بينهم . وفي ذات السياق تسائل محمد علي عثمان، أحد شباب الأخوان وعضو حزب الحرية والعدالة، قائلا "لا أعلم لماذا يخاف الفنانين والكتاب والمثقفين واليساريين من عصر الأخوان والسلفيين، فتاريخهم كله يشهد بالحرية فى الإبداع الفكري والحرية الثقافية ؟". ووجه "عثمان" رسالة عاجلة عبر "الوادي" الى الخائفين بدون سبب واضح ولديهم فوبيا أخوانية عقيمة قائلا "إليكم لمحة بسيطة من التاريخ، لقد ذُبح الإمام الطبرى، وصُلب الحلاج، وحُبس أبي العلاء المعرى، وسُفك دم ابن حيان، ونُفى ابن المنمر، وحُرقت كتب الامام الغزالى وابن رشد وأبي الفرج الاصفهانى، وكُفر الفارابى وأبو بكر الرازى وابن سينا والكندى، وذُبح السهروردى". كما طُبخت اوصال ابن المقفع فى قدر ثم شويت أمامه ليأكل منها قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بأبشع أنواع التعذيب، وابن جعد بن درهم مات مذبوحا، وعلقوا رأس احمد بن نصر وداروا به فى الازقة والشوارع والميادين، وخنقوا لسان الدين بن الخطيب وأحرقوا جثته، وكفروا ابن الفارض وطاردوه فى كل مكان". واختتم كلماته بتساؤل أخير: لا أعلم لماذا أنتم خائفون!