أعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن استنكارها البالغ للهجمة على حرية الرأى والتعبير، والمتمثلة فى منع نشر العديد من المقالات فى الصحف القومية، وكانت هذه الهجمة قد بلغت ذروتها حين توقفت صحيفة "الأخبار" عن نشر مقالات الكاتب "إبراهيم عبد المجيد" والتى اعتادت الأخبار على نشرها صباح كل خميس. وقالت الشبكة في بيان لها اليوم أن قرار وقف نشر المقال يأتى منسجما مع السياسة التحريرية التى بدأها الرئيس الجديد لتحرير الصحيفة وهو الكاتب محمد حسن البنا المعين من مجلس الشورى الأسبوع الماضى. وأشار "عبد المجيد" أن سياسة رئيس التحرير الجديد هدفها وقف التعامل مع الكتاب الذين لهم مواقف واضحة فى نقد جماعة الإخوان المسلمين ،مضيفا أن مسئولى الصحيفة قد أبلغوه بأن كل مقالات كتاب الرأى من خارج الصحيفة سيتم وقفها ،معربا عن اسفة بإن رؤساء التحرير الذين كان يعينهم الحزب الوطني كانوا أكثر مهنية. وفى ذات السياق أعلن الكاتب "مدحت العدل" عن توقفه عن الكتابة ل"الأخبار" بعد التدخل الواضح من قبل المكتب التحريرى فى مقالاته, مشيرا أن هذا يحدث بسبب تغيّر السياسة التحريرية فى اتجاه يساير التيار الإسلامى. وأضافت الشبكة أنه ترددت أنباء عن توقف جريدة الأخبار عن نشر صفحة "آراء حرة" بأكملها ،وهى صفحة يومية يداوم على الكتابة فيها العديد من الكتاب والمبدعين المصريين منهم "محمود الوردانى ،ومدحت العدل،إبراهيم عبد المجيد". واشارت الشبكة أن مشرف صفحة الرأى بالجريدة برر هذا الأمر, بأن الحريدة فى حاجة ماسة لصفحات اقتصادية وبريد قراء ومحليات ،ولم تشذ جريدة "الأهرام"عن النهج الجديد، فقد قامت هى الأخرى بمنع نشر مقال القيادى الإخوانى السابق "ثروت الخرباوى"، والذى اعتاد على نقد جماعة الإخوان المسلمين فى مقالاته. وأعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، عن بالغ الاستياء من هذه الهجمة الشديدة التى استهدفت حرية الرأى والتعبير، وحذرت الشبكة، من العودة لممارسات النظام السابق فى تكميم الأفواه ،والتضييق على حرية الصحافة، التى هى الضمانة الأهم لقيام حياة سياسية سليمة. وقالت الشبكة العربية إن ما حدث من تكرار منع المقالات فى الصحف القومية يمثل ردة على حرية الرأى والتعبير, والتى كان تفعيلها من أهم مكتسبات ثورة 25 يناير. وأضافت الشبكة العربية إنها تخشى من أن تكون السياسات الجديدة فى الصحف القومية تهدف إلى منع انتقاد جماعة الإخوان المسلمين, فى ظل سيطرة مجلس الشورى ذو الأغلبية المنتمية إلى الجماعة, على تعيينات قيادات هذه الصحف،مطالبه بضرورة تغيير قوانين ملكية الصحف ،وتحريرها من سيطرة الحكومة، والبدء في اجراءات إصلاح المنظومة الاعلامية، وذلك لضمان خلق إعلام مستقل ومهنى وصادق.