قبل الإجابة على هذا السؤال نتعرف أولأ..ما هو الجوع؟ هو شعور الإنسان عندما ينخفض مستوى الجليكوجين أى النشا الحيواني بالكبد عن مستوى معين، وبعدها يشعر الإنسان بالرغبة في تناول الطعام. وهذا الشعور غير المريح يبدأ في منطقة تحت المهاد بالمخ تسمى (الهيبو ثلامس )متأثرا بمستقبلات عصبية في الكبد. وبالرغم من أن الإنسان متوسط التغذية يستطيع أن يعيش عدة أسابيع بدون تناول الطعام إلا أن الشعور بالجوع يبدأ عادة بعد الانقطاع عن الأكل بساعتين. وآلية الحدوث عندما ينقطع الإنسان عن الأكل لعدة ساعات يزداد افراز هرمون "الجريلين" الذى يؤدى الى الشعور بالجوع على العكس عندما يبدأ الانسان فى الأكل يبدا الجسم فى إفراز هرمون "الليبتين" الذى يؤدى إلى الإحساس بالشبع. والحالة العاطفية لها دور فى الاحساس بالجوع مثل الغضب والفرح وغير ذلك. وتزداد مستويات الجوع بانخفاض مستوى سكر الدم لذا يشعر مريض السكر بالجوع أكثر. وتكون مشاعر الجوع أكثر في حالة صغار السن والأصحاء الذين يتميزون بقوة عضلات الجهاز الهضمي. أما احساس الشبع أو الامتلاء فهو اختفاء الجوع بعد تناول الطعام. وهي عملية تتم من خلال مركز معين في منطقة تحت المهاد وهو مركز الشبع, وهناك بعض الهورمونات التي تتدخل في عملية الاحساس بالشبع مثل هورمون "ليبتين" الذي يزيد في حالة الشبع، بينما يزيد هورمون "جريلين" عندما تكون المعدة خالية, ومع ذلك فإن الشبع هو احساس نفسي بالامتلاء أو الرضا أكثر منه احساس جسدي مثل ما يحدث بعد حشو المعدة بكمية كبيرة من الطعام. واحساس الشبع يؤثر مباشرة في الشهية التي تتركز في منطقة مختلفة في المخ. نعود للاجابة على سؤالنا في البداية وهو لماذا نشعر بالجوع ؟ ببساطة لأننا نحتاج للغذاء لكي نبقى أحياء فالجوع عبارة عن محفز يمكننا من معرفة أننا بحاجة إلي الغذاء اللازم لأجسامنا. لكن كيف يحدث ذلك؟ الشعور بالجوع لا يخضع فقط للعامل البيولوجي ، ولكن أيضا للعامل النفسي ، فهناك نوعان من الجوع : الجوع بسبب بيولوجي، والجوع بسبب نفسي. وما يفرق الإنسان عن الحيوان هو أن الإنسان لا يأكل فقط ليشبع جسمه فسيولوجيا بل أيضا ليشبعها نفسيا,وهناك تداخل بين النوعين و احدهما يؤثر بالآخر فوضع الطعام بالفم لمجرد الأكل لا يشبع الجوع النفسي" في حالة المرض يفقد الإنسان رغبته بالأكل رغم شعوره بالجوع. ومشاكل الأكل تبدأ من هنا فالسمنة تحدث عندما نحاول بشكل خاطئ إشباع جوعنا النفسي عن طريق الأكل ,وحتى نعلم أننا نحتاج تغذية عقولنا بشيء ما ، و ليس أجسامنا فإننا لن نشعر بالشبع أبدا وسوف تكون هناك مشاكل فى الوزن. وهناك ثلاث نظريات تحاول تفسير الشعور بالجوع لكن لكل نظرية عيوبها 1- الجوع الحيوي 2- الجوع التعلمي وهو من اسمه مكتسب بالتعلم 3-الجوع الإدراكي اولا- الجوع الحيوي: يحدث الجوع بعد تقلص المعدة ،فعند وضع بالون بالمعدة ونفخه يزول الشعور بالجوع . من جهة أخري الأشخاص الذين تمت لهم إزالة المعدة أيضا يشعرون بالجوع. وعند انخفاض مستوى السكر بالدم يشعر الإنسان بالجوع .لكن عند الشخص الطبيعي تغير مستوى السكر بالدم أثناء الجوع والشبع هامشي غير مهم. وزيادة الأنسولين بالدم تؤدي للشعور بالجوع .لكن الكل هو الذي يحفز إنتاج الأنسولين وليس الجوع و نقص حرارة الجسم تزيد الشعور بالجوع لذلك نأكل أكثر في حالة البرد. ثانيا - الجوع التعلمي: النظرية البيولوجية وحدها لا تفسر الشعور بالجوع لأننا لا نستطيع إغفال العامل النفسي و العامل الإدراكي عند الإنسان . علي عكس الكائنات الحية الأخرى فإننا كبشر نستخدم الوقت في تحديد حاجاتنا اليومية. فاذا تعود الإنسان الأكل عند الساعة الثانية فإنه في نفس الوقت كل يوم سوف يشعر بالجوع ,وهذا الجوع يتم تحفيزه بالتعلم و الخبرة, علاوة علي ذلك الطعم والرائحة أو قوام الطعام تنبه الشعور بالجوع ،فإذا كنت تحب طعام معين فرائحته سوف تثير عندك حاسة الجوع و العكس صحيح,و هذا التحفيز يتم اكتسابه بالتعلم . كذلك يشعر الإنسان بالجوع لبعض الأطعمة حسب أربعة مذاقات الحلو، الحادق، الحامض، العفن. مثلا يشعر الإنسان بالجوع لشيء حلو و لا يشعر بالشبع إلا بعد تناول شيء حلو. ثالثا - الجوع الادراكى: للألوان تاثير علي الجوع ، فالنظر لموزه صفراء ينبه الشهية لأكلها لكن لو كانت حمراء أو بنيه فلا تشعر بالشهية نحوها، اللون الحمر و الأصفر يثير الشهية نحو أكل التفاح . علي عكس اللون الأزرق فهو لا يثير الشهية بل يخففها، لأنك من الصعب أن تجد منتج طبيعي باللون الأزرق, فالطبيعة الأم لا تنتج طعام ازرق.لذلك فللألوان دور كبير بالشعور بالجوع. بعض الناس يعتمد استهلاكهم للطعام حسب معرفتهم بمدي فائدته و قيمته الغذائية، وهذا السلوك يتم تعلمه و إدراكه مع الخبرة. اما الشبع وآليته فشعورنا بالشبع لا تعاكس بالضرورة آلية شعورنا بالجوع . ويوجد آليتين للشعور بالشبع الأولي علي مستوي الدماغ والثانية علي مستوي المعدة. وجد في الدماغ منطقة الوطاء ,وفيها يتم التحكم بالشعور بالأكل و الشبع و الجوع هو الذي يسيطر علي الشبع,أما المعدة فتعطي إشارة للدماغ بالشبع ولكن هذه العملية تأخذ وقت قديستمر إلي 20 دقيقة. الدكتور فادى ناجى اخصائي العلاج الطبيعي وعضو الجمعية المصرية الطبية لدراسة السمنة