كتب - إيمان عبد القادر وهبة الشافعى بعد تأكيد الدكتور محمد مرسى رئيس مصر المنتخب أن عصره سيكون عصر حرية الصحافة والاعلام ولن تغلق فيه جريدة أو تصادر، وبعد تعيين وزير إعلام ينتمى الى جماعة الإخوان المسلمين فى وقت رآه الكثيرون سيحد من حرية التعبير ويضع قيوداً عليها ، نفت جميع المصادر ذلك، ولكن الوضع سريعاً ماتغير ليصبح الكلام ليس فعلاً. وكعادة المسئولين وبحد وصف أمثال المصريين "كلام الليل مدهون بزبده"، لنفاجأ بعد انقشاع الليل وظهور صباح جديد بمصادرة الصحف وإغلاق القنوات الفضائية بعيداً عن أحكام قضاية، وتسليماً لأوامر السلطة التنفيذية والنظام الحاكم، سابقاً كان الحزب الوطنى ومبارك ورجاله ، وحالياً مرسي والإخوان. بدأت المر بتوقف الكتاب عن مقالاتهم ،والإكتفاء بوضعها بيضاء تحمل أسمائهم فقط فى إحتجاجٍ واضح عن عدم حرية الإعلام بدأت نشرها جريدة "اليوم السابع" ومع كتاب مشهورون . ثم جاء الإعتداء على مقر قناة الفراعين فى مدينة الإنتاج الإعلامى ، وسواء اتفقنا أو اختلفنا معها فاننا بالطبع نرفض أى إعتداء على الحريات دون صدور أحكام قضائية قاطعة ، وماجاءت على أثره من أحداث إعتداء على كبار الإعلاميين والصحفيين وتحطيم سياراتهم . ثم جاءت مصادرة جريدة الدستور، وتردد إشاعات عن مصادرة جريدة صوت الامة أمس مما أحدث حالة من البلبلة فى الوسط الاعلامى والصحفى. وحول حرية الإعلام ووعد الرئيس بذلك ومصادرة الجرائد كانت البداية مع أ.طارق السنوطى ناب رئيس تحرير الأهرام المسائي حيث رفض مصادرة أى جريدة مهما كان السبب، وقال "إذا كانت هناك أى أخطاء وقعت من محرر أو حتى من رئيس التحرير فيجب اللجوء للقضاء، والمهنة تمنع السب والقذف". وطالب السنوطي أن تكون سلطة المنع ومصادرة الجرائد بعيدة عن السلطة التنفيذية ورئيس الدولة ، وقال أن اللجوء لغلق أو مصادرة أعداد صحيفة هو إسلوب استفزازى، ووصف ذلك التصرف بالرجوع الى الوراء. أما حسام الدين مصطفى فقال ان الحريات ترجع الى محورين اولهما يتصل بالصحفى وحقه فى النشر والاخر بحقوق الأشخاص ومايتعلق بحماية حياتهم الشخصية بغض النظر اذا كان الفرد مسئوول او رئيس او شخص عادى. وأضاف "نحن كصحفيين لانحب وضع قيود علينا ، ولكن يجب بالمقابل ان ندرك حدود النقد حتى لاتتحول الى سباب او فى بعض الاحيان الى وصلة ردح"، وعلق "حسام الدين" على أداء بعض الصحفين قد يصل الى حدود الردح وهو مايشوه المهنة باكملها، ولكن الكثيرون ينقدون نقداً بناءا، وأكد أن سياسة الجريدة التحريرية تؤثر بالطبع على أداء الصحفى المهني. وطالب بالنهاية عدم خلط الأمور فعندما يخطئ صحفى أو جريدة لايجب أن تكون الصورة سيئة بشكل كلي عن المؤسسات الصحفية والصحفين عامة، وقال "حتى لاتصبح صورتنا لامؤاخذة عند عامة الشعب ". وأضاف جمال فهمي، عضو مجلس نقابة الصحفيين، ما يحدث من غلق القنوات ومنع الصحف من النشر لمجرد اختلافها مع النظام الجديد هو مصادرة للحريات وهذا قد يؤدى بالبلاد الي كارثة ولا احد سيقبل هذا ، وان النظام الجديد لا يختلف كثيرا عن العهد السابق خاصة ان جماعة الاخوان المسلمين تتعامل مع المعارضين بعنف شديد وهذا لا يليق بدولة الديمقراطية ، مضيفا لماذا يتم مصادرة هذه الجرائد بالذات علي الرغم من وجود العديد من القنوات الدينية التى تثير الفتن ولم يستطيع احد الاقتراب منها مؤكدًا أن جماعة الاخوان لا يهمهم سوى السيطرة على الحكم وعلى استعداد لمحاربة اى شخص يقف ضدهم . كما انتقد الإعلامى الساخر باسم يوسف قرار غلق القنوات والصحف حيث أكد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" أن قرار غلق القنوات إعادة لما كان يحدث فى عهد مبارك، قائلا "مبارك كان بيقفل قنوات وصحف و كله بالقانون..احنا ماقمناش بثورة عشان نقفل على الناس تاني حتى لو كلامهم مدلس. الصحف الصفرا موجودة في كل الدنيا". معلنا رفضه التام لهذه السياسة التى كان يتبعها مبارك سابقا بقوة القانون بحجة إثارة الفتنة بين الشعب المصرى، موضحا أن الرئيس المخلوع أصدر قرارا بغلق بعض القنوات بقوة القانون .