تفجرت الأوضاع مجددا داخل قرية دهشور بمركز البدرشين، جنوب محافظة الجيزة لليوم الخامس على التوالي حتى تحولت القرية إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، بعد دفن جثة الشاب معاذ محمد حسن، ضحية الأوضاع الطائفية التي تصاعدت مجددا أمس ،الثلاثاء، وسط ترديد الأهالي هتافات "لا إله إلا الله، الشهيد معاذ ضحية البلطجة". وكانت مشادات حادة قد وقعت بين كل من "أحمد ضاهر"، كهربائى، مسلم، (23 سنة)، و"سامح سامي يوسف"، مكوجى قبطى، (30 سنة)، بسبب معاكسة أحد أبناء الأول لإحدي بنات الثاني وليس نتيجة قيام الأخير بحرق قميص الأول، كما نشرت كافة المواقع والجرائد والقنوات واستعانة كل طرف منهما بأقاربه بعد ما قام المكوجى القبطى بإلقاء زجاجات المولوتوف على أقارب الكهربائى المسلم، الذين تجمعوا أمام منزله للثأر منه. في ظل حالة من الغضب العارم التي سادت داخل القرية وسط جموع من الشباب والأهالي الذين حاصروا المستشفى الإسلامي "الجمعية الشرعية" بعد تزايد حالات الإغماء في صفوف المواطنين في ظل عدم وجود أطباء بالمستشفى، خاصة بعد القاء قنابل الغاز المسيلة للدموع من قبل قوات الأمن المركزي التي تصاعدت رائحتها في كافة أرجاء القرية في الساعات الأخيرة من مساء أمس الأمر الذي أدى إلى حدوث مشادات بين العاملين بالمستشفى والمصابين وذويهم وهو ما إضطر القائمين على شئون الجمعية بإغلاقها خوفا من هجوم وسطو البلطجية عليها وسرقة ما بها من معدات وأجهزة طبية خاصة بالمرضي. هذا وقد ارتفع عدد المصابين في أحداث دهشور إلى 7 ضباط و 3 مجندين وأكثر من 24 مواطنا من أهالي القرية أصيبوا بإصابات بالغة بعد تجدد الاشتباكات، وتم نقلهم إلى المستشفى جميعا للعلاج. يذكر أن قوات الأمن قامت بقطع الكهرباء ليلة أمس عن القرية بالكامل لما يزيد عن ثلاث ساعات متواصلة وهو ما أدى إلى إنتشار البلطجية في القرية بصورة كبيرة، خاصة في ظل حالة من عدم التأمين لمداخل ومخارج القرية بإستثناء كنيسة مارجرجس بدهشور التي تواجدت قوات الأمن المركزي أمامها بشكل كبير. ومن جانبه حاول كلا من محمد إبراهيم "عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة" والقسيس عاطف جرجس، القائم علي شئون كنيسة ماري جرجس لتهدأة المواطنين الثائرين من أجل الإنتقام للشاب المحروق ولكن دون جدوي وعرض الدية علي أهالي القتيل ولكن والد الشاب رفض قول الدية كما رفض تلقي العزاء في نجله. وفي الحادية عشر من صباح اليوم توجه كلا من اللواء أحمد سالم الناغي، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة واللواء طارق الجزار، نائب رئيس المباحث والعميد جمال نفادي مامور مركز البدرشين والعميد خالد عميش، مفتش المباحث والمقدم سعيد عابد، رئيس مباحث البدرشين ووكلاء نيابة البدرشين لمعاينة التلفيات التي أحدثها الأهالي بمحلات ومساكن الأقباط. وأكد عمر حسن حسب الله شقيق القتيل أنهم لن يتلقوا العزاء في مقتل معاذ إلا بعد أن يستردون حق الشهيد وهذا ما أعلنوه في مساجد القرية اليوم وأمس وعلى صعيد أخر تزايد الغضب والعنف في نفوس الشباب داخل القرية من أصدقاء القتيل وأقاربه ضد الأقباط الذين يتراوح أعدادهم من (300 350 ) مسيحي وما يقرب من ثمانين أسرة، أشهرهم عائلات "جرجس عريان ملاك" ويتاجرون في الذهب ومحلات العصائر والملابس وإستديوهات التصوير. وفي ذات السياق تم حرق منزلين عائلتي المتهم وعريان، فضلا عن سرقة كافة محلات الأقباط بالقرية بعد إقتحامهما وتكسيرها وإشعال النيران فيها. ومن جهته حاول معاذ حسب الله، والد القتيل تهدأة أهالي القرية فصعد إلي منبر مسجد الوحدة في الحادية عشر من مساء أمس قائلا "أنا مش عايز البلد تخرب بسببى أنا وابنى، لكن مش هاسيب حق ابني". وفي المقابل كانت هناك خطة لتهريب المسيحين من القرية عن طريق الحاج عبد المنعم أبو حمبولي الذي إستضاف الأسر المسيحية الثمانين في حديقة فيلته الخاصة وإخراجهم جميعا من القرية ليلا حتى تهدأ الأوضاع المتأججة داخل دهشور. وفي ظل تلك الأوضاع الطائفية المشتعلة أصيب العميد محمود فاروق، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الجيزة، فجر اليوم إثر اشتباكات وقعت بين العشرات من المسلمين والمسيحيين بالقرية وقامت بعض اللجان الشعبية برئاسة الحاج حمادة أبوفاتي في القرية بمحاولات تأمين سرقة بعض المحلات والمخازن الخاصة بالمسيحيين في دهشور وحالوا دون سرقة تلك المحلات ولكن البلطجية انتشرت بصورة كبيرة داخل القرية ومازال البحث جاريا عن خمسة متهمين وهم كالتالي "رمضان ضاهر وأولاده أحمد وسيد وعادل" والمتهم الخامس لم تُحدد هويته بعد. وتصاعدت منذ ساعات دعوات في أرجاء القرية بوقفة احتجاجية أمام نيابة البدرشين أثناء نظر القضية وترقب للمتهم سامح سامي يوسف من اجل الانتقام لذويهم الذين يرقدون بين الحياة والموت في المستشفيات وتسود حاليا حالة من الترقب الحذر داخل دهشور مع احتمالات تصاعد العنف مجددا خلال الساعات القادمة.