وسط الحر والقهر والتمني وقف العشرات من المواطنين أمام ديوان المظالم يترقبون من يتلقى قبول شكواهم للرئيس الجديد محمد مرسي ، أمال كبيرة يعقدها هؤلاء على رئيسهم الجديد وأحلام بلا سقف لكن يبدو أن أحلامهم تلك بدأت تتراجع بعد طول الانتظار وفرض " سيستم " الروتين فى إجراءات الديوان ، معظم المطالب ، بسيطة : علاج على نفقة الدولة و أحلامهم أبسط .. سكن متواضع يسترهم ويحميهم من ذئاب الشوارع الطليقة والجائعة عم محمد الذى يبلغ من العمر ال44 عاما يعمل فى تصليح الاحذية لديه من الابناء ثلاثة اناث الذين لم يكملوا تعلميهم وذلك بسبب قله دخله كما ان زوجته تعانى من بعض الامراض مثل الغضروف التى تجعلها غير قادرة على العمل فى البيت وفى اى مكان لمساعدته ، عم محمد لم يطلب فى شكواه لديوان المظالم تغيير مهنته لتوفير دخل اكبر ولمعيشة افضل أو لسترة وزواج بناته اللاتى اصبحن فى سن الزواج بل يريد فقط ان يمتلك شقة خاصة به بديلة لشقته الحالية التى يرتفع قيمة إيجارها كل عام ن جانب المالك ويعجز عن السداد الاغرب بحسب كلام عم محمد أن صاحب البيت استغل ضعف هذا الرجل ليفرض عليه سلطته فى طرده من منزله ولم يستطع عم محمد فعل شىء أو شكواه لأى جهة رسمية لفقدان العقد منه وقد تم طرده من منزله ليلجأ الى وزير الاسكان و المحافظة و الحى لكنه قوبل بلامبالاه وبعد فترة طويلة من المعانة لجأ الى ديوان المظالم والذى اعرب عن اختناقه قائلا " انا مش عارف ربنا مستكتر علي الشقة ليه" أكد عم محمد أنه يتردد على الديوان من أسبوعين لكن بدون جدوى سوى المذيد من الروتين الخانق والوعود الطويلة ومن عم محمد إلى السيدة السيدة فهيمة جابر الكيلانى " 60 عاما " المسأة أشد ، قابلناها أمام الديوان ترتدى "كاب" خوفا من اشعة الشمس .. ترملت بعد سنتين من زوجها أنجبت فقط طفلا عاشت له ولاجله رافضة الزواج ، كبر الطفل وتزوج ، ونسى الجميل وطرد الأم العجوز من شقتها لتسكن الشارع وأردفت " أحمد ربنا كثيرا لان هناك الكثير مثلها الذى يعانى من امراض كثيرة بحكم سنها ولكنها تعانى من الم بسيط فى اذنها مطالبة بسكن بسيط يحمى ضعفها بعيدا عن جحود الابن .. واستمرت فى الحكى .. الحياه صعبة والايد قصيرة والرزق يوم بيومه من أهل الله .." تعرفوا .. هكذا سألتنا : طعم اللحمة مابشفوش الا فى موائد الرحمن فى رمضان وقالت انها لجأت كثيرا لاكثر من جهة للحصول على شقة كما انها استفت الكثير من الاوراق كما تم الموافقة على حالتها من اكثر من جهة ولكنها لم تحصل على الشقة حتى الان ثم انرطت فى البكاء رافعة بوجهها إلى أعلى قائلة : لنا رب اسمه الكريم فيما ترفع الست " نجية " شعار: الشكوى لغير الله مذلة شاهدناها تجلس أسفل ظل احد الاشجار امام الديوان تنتظر دورها في سماع اسمها فهي 65 عام ومن 39 عام تعمل في كشك لبيع الحلويات مصدر رزقها الذى يساعدها علي المعيشة .. هي مثل كثيرات من النساء المكافحات .. تعول 5 أبناء اكبرهم تخرج فى الجيش بعد ان اصيب بامراض "فشل كلوي ,وإخلال بخلية المخ نتيجة نقل دم فاسد له اثناء اجراء عملية له بمستشفي عسكرى ولم يعد يقدر علي الذهاب الي اي مكان للعمل وكذلك الابن الاصغر تجده غير قادر علي الحركة لاصابته بكسر بالعمود الفقري و" نجبة " أيضا مريضة بالسكر والضغط وحساسية علي الصدر وتحتاج الي علاج ب 800 جنية شهريا غير ايجار الشقة التي تسكن بها وتعجز عن سداد إيجارها منذ اكثر من سنة و8 اشهر "نجية " تاتي منذ ثلاثة اسابيع الي الديوان وتقول "نفسي الاقي مكان ولو شبر تابع للحكومة انام فيه أنا والعيال بدلا من الشارع " متمنية انه يكون الرئيس " مرسى " نموذجا للرئيس الراحل "عبد الناصر" الذى كان يشعر بالغلابة وفقراء البلد .