تعرض رئيس الجمهورية، الدكتور محمد مرسي، للإهانة في إعلان إسرائيلي يروج لبناء هيكل سليمان من جديد، على أنقاض المسجد الأقصى، حيث يصور الإعلان إحدي العائلات الإسرائيلية على شاطئ البحر، في الوقت الذي يقوم فيه الأب بقراءة خبر في جريدة إسرائيلية، في حين يقوم أبناؤه ببناء الهيكل على رمال الشاطئ. ومع نجاح الأبناء في بناء الهيكل الرملي، يصطحبون والدهم من مكانه ليرى ما قد بنوه فيقف الثلاثة منتبهين أمام الهيكل حتي تقع الجريدة من بين يدي الأب، فتقع تحت قدميه، وبها صورة الدكتور محمد مرسي، وهذا ما طرح تساؤلا كبيراً حول موقف الرئيس المصري من بناء الهيكل وما إذا كان سيسمح للكيان الصهيوني بالإستمرار في مخططهم المزعوم بالإعتراف بدولة اسرائيل أم لا؟ أم تلك بداية الحرب النفسية الإسرائيلية الشعواء ضد الرئيس المصري توجسا من وصول التيار الديني لحكم مصر؟. تساؤلات عديدة طرحتها "الوادي" علي الخبراء والمتخصصين للوقوف علي المغزي الحقيقي من وراء الإعلان الإسرائيلي الذي يبث يوميا عبر قنوات التلفزيون الإسرائيلي. وهو ما وصفه الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للدراسات السياسية، ضمن سلسلة من المواقف الاسرائيلية التي تعتبر هيكل سليمان تحت المسجد الاقصي، موضحاً أن اسرائيل تسعي بكل كياناتها الاقتصادية والسياسية والاعلامية للتأكيد علي تلك النقطة، فضلاً عن الشعور بالإستقرار والتقدم في قيام دولة اسرائيل وبناء الهيكل المزعوم. وأشار سيد أحمد أن الاعلان مرتبط بمحاولة الدكتور محمد مرسي تبسيط القضية علي الرغم من انه مخطط قديم وكل ما يفعله الرئيس يساعد علي تقوية هذا المخطط ،مؤكداً أنه خلال هذه الفترة سادت حالة من الصمت من قبل جماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسي وذلك واكب قيام اسرائيل بمزيد من الاجراءات لبناء الهيكل . وأوضح مدير مركز يافا للدراسات أن علاقة الدكتور "مرسي" القوية مع دولة أمريكا ساعد في طمأنة اسرائيل ولذلك علي الرئيس أن يكشف عن "العين الحمراء" لاسرائيل حتي يعرفوا حجمهم جيداً ,مشيراً إلى أن هذا الاعلان ترس من عجلة كبيرة لبناء الحلم الاسرائيلي ولا يمكن فصله علي حده. فيما أعربت جماعة أمناء بناء الهيكل في إسرائيل غير ذي مرة عن توجسها الشديد من انتخاب الرئيس محمد مرسي رئيسًا لمصر، معتبرة أن انتخابه من الممكن أن يعيق إسرائيل عما أسمته بممارسة حقها في إحياء هذا الهيكل. في حين قال الدكتورعماد جاد، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية أن الاعلان جاء كنتيجة متوقعة لخدمة قدمها الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية إلى دولة إسرائيل دون أن يدري بعد محاولاته الدائمة وتحدثه بإستمرار عن الدولة الدينية ذات المرجعية الاسلامية . وأضاف "جاد" أن إسرائيل تسعى إلى استغلال ما يطالب به مرسي من شعارات، في دعم توجهه لانشاء دولة اسرائيل الدينية اليهودية، وهو ما قامت اسرائيل باعلانه الآن صراحة دون تخوف. في المقابل أشار الدكتور عصام العريان، رئيس حزب الحرية والعدالة إلي أن الإعلام أقام الدنيا ولم يقعدها بعد اعلان شركة فودافون مع محمود الخطيب، نائب رئيس النادى الأهلي بسبب قيام الأخير بتصوير إعلان لصالح الشركة المنافسة "فودافون"، للشركة الراعية "اتصالات". واعترضت الشركة الراعية على عدم احترام المسئول الكبير تعاقدات النادي، واضطر حسن حمدى، رئيس النادي إلى الذهاب إلى مقر شركة "اتصالات" لاستيعاب غضبهم وتطييب خاطرهم، في حين أن رئيس دولتهم يهان علي يد الكيان الصهيوني ولا حس أو خبر وهذا في حد ذاته إهانة للمصريين قبل أن يكون في حق الرئيس مرسي؟ وفي ذات السياق قال الناشط السياسي أحمد دومة إن "مرسي" والتيار الاسلامي في مصر بصفة خاصة، عقبة قوية في طريق تحقيق حلمهم القديم وهذا الإعلان ما هو الا محاولة يتيمة لتبديد حالة الخوف والرعب التي يعيشون فيها ليل نهار بعد فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية ومن ثم فإن هذه الامر نقطة في صالح مصر وليست ضدها - على حد قوله -. ومن جهتها أكدت ليلي هاشم درويش، إحدي العاملات بشركات الدعاية والاعلان أن هذا الإعلان يرمز الي ربط العلاقة بين وصول "مرسي" للحكم واكتمال بناء الهيكل وهو ما أرجعته "درويش" إلي إما انهم يريدون القول بأنهم سوف يواصلون تنفيذ مخططهم القديم وأن وصول الاسلاميين إلى الحكم لن يكون عائقاً امام حلمهم وهي رسالة طمأنة إلى اليهود وإما انهم استخدموا صورة الرئيس "مرسي" كرمز يشيرون به إلى اسطورة بناء الهيكل في عام 2017، "في ذكري مرور 70 عام على قيام اسرائيل". ومن نبوءات تلك النظرية انتشار الثورات في العالم الاسلامي وبما ان هذه الثورات "التي رمزوا اليها بصورة مرسي" قد حدثت فعلا فان ذلك يؤكد ان تلك الاسطورة صحيحة وان بناء الهيكل سوف يتحقق وفي هذه الحالة تصبح رسالة تفاؤل وبشرى لليهود ، مشيرة إلي أنها تستبعد من يرددون أن استخدام صورة مرسي كان بريئا ومحض صدفة ولا دخل لها بما يخططون فيه مستقبلا.