تستكمل غدا الثلاثاء، الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بمقر أكاديمية الشرطة، سماع مرافعة دفاع المتهمين في القضية المعروفة إعلاميا ب"مذبحة ستاد بورسعيد" التي راح ضحيتها 74 شهيد من شباب الألتراس الأهلاوي والمتهم فيها 73 متهماً من ألتراس النادي المصري وبينهم 9 من القيادات الامنية و 3 من مسئولي النادي المصري والتي وقعت احداثها أثناء مباراه الدوري بين فريق النادي الاهلي و النادي المصري في الأول من فبراير. عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد السعيد محمد وعضوية المستشارين سعيد عيسي حسن وبهاء الدين فؤاد توفيق وبحضور كل من طارق كروم ومحمد الجميل وكلاء النيابة وبسكرتارية محمد عبد الستار وأحمد عطية. بدأت الجلسة وتم إحضار المتهمين من محبسهم وإيداعهم قفص الاتهام، وإستمعت المحكمة لمرافعة دفاع المتهمين إستهل المحامي نيازي يوسف مرافعته عن موكله المتهم الرابع و الثلاثين " محمد شعبان " بالدفع بعدم اتساق شهادات شهود الإثبات عنه، وأشار إلي تصريحات صحفية للمحامي "رجائي عطية" محامي أهالي الشهداء في الواقعة قال خلالها ان الشاهد يمكن ان يكذب حتى لو أقسم، ليؤكد بأن تلك التصريحات من الممكن ان تكون إستشعاراً لما تكنه سرائر شهود إثبات القضية، وأن شهود الواقعة والذين تستند إلي أقوالهم النيابة في اسناد الإتهامات لموكله عددهم خمسة تناقضت اقوالهم ولم تتسق مع بعضها أو من الواقع, مشيراً الى ان الشهود الخمسة اتفقوا جميعاً في التأكيد على تعرضهم للإعتداء من المتهم واتفقوا كذلك في عدم قيامهم بالكشف الطبي لإثبات تلك الإصابات، كما أن شهود الإثبات اكدوا ان فريق المعتدين بلغ ستة افراد في حين ان المجني عليهم في حدود رؤيتهم بلغ ثمانية أشخاص , ليعلق الدفاع مستنكراً كيف لأشخاص في حالة فزع شديد ان يقوموا بحصو فريق المعتدين و المعتدى عليهم بهذه الدقة. وشكك الدفاع بالتحريات الأمنية، مستشهداً بواقعة اغتيال اللواء نبيل فراج، وعرض على هيئة المحكمة صورة اللواء الشهيد نبيل فراج، وقال إن المحكمة حين أصدرت حكماً على المتهمين بقتله استبعدت التحريات، وقالت فى حيثيات حكمها إن التحريات وحدها لا تكفى، وأبدى إعجابه بحكم المحكمة وطالب بالتعلم منها فى التعامل مع البيانات والمعلومات الأمنية، وخاصة التحريات، ثم شكك فى تحريات الضابط خالد نمنم بقضية مجزرة الاستاد. وطلب الدفاع براءة المتهمين مستنداً إلى أقوال شهود الإثبات، ودفع بتناقض أقوال الشهود حيث أفاد أحدهم وهو عمرو عبد المنعم عبد السلام بأنه تعرض للضرب بالشومة 3 مرات على رأسه، من قبل المتهم الذى كان يرتدى سويت شرت أسود اللون وعلق الدفاع قائلاً "ما شاء الله عليه 3 ضربات بشومة وفايق ومركز يحدد المتهم..مفيش شخص طبيعى يحتمل ذلك"، كما ذكر مضمون الشاهد الرابع محمد فايد عبد العزيز، الذى قرر أن المتهم كان معه خشبة ويرتدى بلوفر كحلى غامق مخطط بالأبيض وبنطلون ثلجى اللون، وقال عدد آخر من الشهود إنهم رأوا فريق أخضر –فى إشارة لجماهي النادى المصري- يطاردون فريق أحمر، واعتبر ذلك سبباً لبراءة موكله لكونه لا يرتدى ملابس خضراء وقت الأحداث خلال روايات الشهادة المتناقضة. قال الدفاع أنه منذ الأمس وتليفونه المحمول لم يتوقف عن إستقبال التليفونات التي تحثه على ذكر ما حدث بالأمس في إستاد الدفاع الجوي بمباراة الزمالك وعقد المقارنات بينها وبين الموقعة محل القضية، وأنه يرفض ذلك الطرح لأن " الوطن في مأزق " وانه يرفض ان يكون من المتاجرين بالدم و الروح, مشيراً في الوقت نفسه الى انه يعلم ان عدالة المحكمة أكثر فطنة، ودفع بتناقض اقوال الشهود و الدليل الفني المستمد من تفريغ الأسطوانات، لأن شهود الإثبات اختلفوا فيما بينهم في تحديد هيئة المتهم وما كان يحمله وقت الحادث، فأكد ان أحد شهود الإثبات من التراس أهلاوي وقال في أقواله أن المتهم كان يرتدي " سويت شيرت ابيض " و انه كان يحمل كرسي حديد بغرض الإعتداء في حين ان شاهد آخر اكد ان السويت شيرت كان أزرق وانه كان يحمل شومة طولها 3|4 ممتر، بينما اكد شاهد آخر ان المتهم كان يرتدي بلوفر كحلي وكان يحمل شومة طولها 3 امتار، وأن لجنة الإذاعة و التلفزيون وفي تقريرها اكدت بأنها لم ترى سوى أشخاص يرتدون اللون الأخضر , لينتقد عضو الدفاع ما اوردته النيابة العامة بأن المتهمين من الممكن ان يكونوا قد قاموا بتغيير ملابسهم اثناء الواقعة مؤكداً عدم اتفاق ذلك مع المنطق حيث ان في الأوقات العصيبة يٌصبح الإنسان غير قادراً على النظر في ما يرتديه اصلاً. وأضاف الدفاع أن رجال المباحث انتفضوا كالأسود الضواري لتقديم المتهمين بالإشتراك في الواقعة لتهدئة الرأي العام، وأن مجري التحريات كانوا يأتون بأي شخص ويٌقحمونه في القضية لكي يصل اعداد المتهمين لرقم مماثل لعدد الضحايا حتى يهدأ الرأي العام. ودفع بعدم جدية التحريات، ملوحاً للقاضي بخبر قبول طعون المتهمين بقتل اللواء " نبيل فراج " والذي ورد في حيثياته ان التحريات وحدها لاتكفي لإدانة المتهمين ليعلق قائلاً " أمريكا بتاعة جوانتانمو.. تيجي تتعلم من قضائنا" مؤكداً في الوقت ذاته بأنه وبالإضافة إلي ذلك فإن التحريات فاسدة وليست جدية. وانتقد المحامي غنيم جبر عضو الدفاع عن المتهمين، أن يرد في مرافعة النيابة تهنئة للنادي الأهلي " نادي القرن" وكيف انه أسعد المصريين موجهاً عبارة حادة في حق النادي الأهلي قائلاً " ملعون ابو نادي القرن "، مشدداً بأن الكرة لم تٌفيد اهالي الشهداء ذاكراً اسماء لاعبي الأهلي " محمد ابو تريكة " و " عماد متعب " و رئيس النادي حينها " حسن حمدي " متهماً اياهم بأنهم يتاجرون بهذا الشعب و بأحاسيسه.