مشهد الاول : الميلاد فى يوم 27 مايو عام 1931 ولدت الفنانة فاتن حمامة في السنبلاوين أحد مدن محافظة الدقهلية وذلك حسب سجلها المدني لكنها وحسب تصريحاتها ولدت في حي عابدين في القاهرة،وكان والدها موظفا في وزارة التعليم. المشهد التانى : البداية .. بدأت وعمرها لم يتجاوز التاسعة من العمر، وقتها كانت قد فازت بلقب «أجمل طفلة في مصر» فأرسل والدها صورتها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن «أنيسة» تلك الطفلة التي تسكن مع الفنان محمد عبد الوهاب في ذات المنزل وتمثل له أقرب أصدقائه بحلو حديثها في فيلم يوم سعيد. ولم يكد محمد كريم يرى الصورة حتى أيقن أن تلك الطفلة هي ضالته المنشودة، فسارع إلى توقيع العقد مع والدها، ولتحصد فاتن فيه إعجاب الجميع إلى حد تلقيبها بلقب الطفلة المعجزة، بينما شبهتها الصحافة بطفلة هوليوود الشهيرة وقتها شيرلي تمبل. المشهد الثالث : فاتن ويوسف وهبى لاحظ يوسف وهبي موهبة الفنانة الناشئة وطلب منها تمثيل دور ابنته في فيلم "ملاك الرحمة" (1946)، وبهذا الفيلم دخلت مرحلة جديدة في حياتها وهي الميلودراما وكانت عمرها آنذاك 15 سنة فقط وبدأ اهتمام النقاد والمخرجين بها. واشتركت مرة أخرى في التمثيل إلى جانب يوسف وهبي في فيلم "كرسي الاعتراف" (1949)، وفي نفس السنة قامت بدور البطولة في الفيلمين "اليتيمتين" و"ست البيت" (1949)، وحققت هذه الأفلام نجاحا عاليا على صعيد شباك التذاكر. كانت الخمسينيات بداية ما سمي العصر الذهبي للسينما المصرية، وكان التوجه العام في ذلك الوقت نحو الواقعية وخاصة على يد المخرج صلاح أبو سيف. قامت بدور البطولة في فيلم "لك يوم يا ظالم" (1952) الذي اعتبر من أوائل الأفلام الواقعية واشترك هذا الفيلم في مهرجان كان السينمائي. وكذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج يوسف شاهين "بابا أمين" (1950) ثم في فيلم صراع في الوادي (1954) الذي كان منافسا رئيسيا في مهرجان كان السينمائي. كذلك اشتركت في أول فيلم للمخرج كمال الشيخ "المنزل رقم 13" الذي يعتبر من أوائل أفلام اللغز أو الغموض. في عام 1963 حصلت على جائزة أحسن ممثلة في الفيلم السياسي "لا وقت للحب" (1963).[13 المشهد الرابع .. الزواج في عام 1947 تزوجت من المخرج عزالدين ذوالفقار أثناء تصوير فيلم أبو زيد الهلالي (1947)، وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائية قامت بإنتاج فيلم موعد مع الحياة (1954) (وكان هذا الفيلم سبب إطلاق النقاد لقب سيدة الشاشة العربية عليها). وظلّت منذ ذلك اليوم ولحد آخر أعمالها وجه القمر (2000) صاحبة أعلى أجر على صعيد الفنانات. انتهت العلاقة مع ذو الفقار بالطلاق عام1954 وتزوجت عام 1955 من الفنان عمر الشريف. كانت فاتن عند عز الدين الأروع والأبقى والأجمل والأكثر تأثيرًا، وكان يصفها بأنها «المعجزة الثالثة في القرن العشرين مع أم كلثوم وعبدالوهاب» وكان يراها «تتصدر قائمة الممثلات وهى الممثلة الأولى في مصر وتظل بعدها عشر خانات في القائمة فارغة لا تجد من ينافسها حتى تصل إلى القائمة الرقم 11 الأسماء الأخرى». ومن جانبها قالت فاتن عن هذا الزواج في أحد المقابلات الصحفية إن «علاقتها بذو الفقار تدهورت لأنها اكتشفت أن علاقتها معه كانت علاقة تلميذة مبهورة بحب الفن وانجذبت لأستاذ يكبرها بأعوام عديدة، ولهذا انفصلت عنه». المشهد الخامس : بداية الاعجاب بدأت حكاية فاتن حمامة مع عمر الشريف .. عندما طلب المخرج يوسف شاهين من الفنانة فاتن حمامة أن تقوم ببطولة فيلم «صراع في الوادي» عام 1955 أمام الفنان شكري سرحان، ولكنها رفضت بشدة لأنها كانت تعلم هي والوسط الفني بأسره طبيعة المشاعر التي يُكنها سرحان إلى فاتن، حتى بعد زواجها من المخرج عزالدين ذوالفقار، ولهذا السبب استبعدت أن يكون سرحان بطلا أمامها في فيلم «صراع في الوادي»، بحسب ما نشر في موقع «روزاليوسف». إنقاذا للموقف قام شاهين بترشيح وجها جديدا لبطولة الفيلم، شاب اسمه «ميشيل شلهوب»، ووافقت النجمة فاتن على مقابلته، وكان اللقاء الأول بينهما فى منزل فاتن، وكان ميشيل شلهوب مترددا خائفا، كأنه سيخوض أهم امتحان فى حياته، فهو سيقابل سيدة الشاشة العربية، وأهم ممثلة موجودة على الساحة السينمائية، ماذا ستقول له وعن أى شيء ستسأله؟ وبماذا سيرد؟ أسئلة كثيرة، وارتباك وخوف وتردد، وتحضير لكلمات عديدة، لكن ما أن التقيا حتى ضاع كل شيء من رأسه، فقد نظرت له فاتن ولم تنطق بكلمة واحدة. المشهد السادس : الوقوع فى الحب ظل «شلهوب» صامتا ينظر للأرض، ثم رفع رأسه فجأة فوقعت عيناه على «بورتريه» رسمه الفنان الكبير صلاح طاهر لفاتن، فتحدث عمر الشريف همسا: «الله.. بورتريه رائع رسمه فنان مبدع.. بس فعلا ما يساويش حاجة جنب الإبداع اللى عمله ربنا.. رسم وصور أجمل ملامح.. بأعظم ريشة فى الكون وجسد الإبداع كله فى أرق مخلوقة ممكن الإنسان يقابلها فى حياته». وقفت فاتن وقد تسمرت قدماها، وشعرت بأنها تلميذة صغيرة تستمع إلى أول عبارة إعجاب فى حياتها، وأحست بأن هذا الرجل قد نفذ إلى قلبها ولن يخرج، بحسب ما نشرته «الأهرام العربي». المشهد السابع : فاتن وجمال عبد الناصر استنادا إلى مقابلة صحفية لها مع خالد فؤاد فإنها غادرت مصر من عام 1966 إلى 1971 احتجاجًا لضغوط سياسية تعرضت لها، حيث كانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن، وكان السبب الرئيسي وعلى لسانها "ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلماً للسجن في منتصف الليل، وأشياء عديدة فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية"،وقد تعرضت إلى مضايقات من المخابرات المصرية حيث طلبوا منها "التعاون معهم" ولكنها امتنعت عن التعاون بناءً على نصيحة من صديقها حلمي حليم "الذي كان ضيفهم الدائم في السجون"، ولكن امتناعها عن التعاون أدى بالسلطات إلى منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد تخطيط طويل. أثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبد الناصر بأنها "ثروة قومية". وكان عبد الناصر قد منحها وسامًا فخريًا في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاة عبد الناصر. وعند عودتها بدأت بتجسيد شخصيات نسائية ذات طابع نقدي وتحمل رموزًا ديمقراطية كما حدث في فيلم إمبراطورية ميم (1972)، وحصلت عند عرض ذلك الفيلم في مهرجان موسكوعلى جائزة تقديرية من اتحاد النساء السوفيتي وكان فيلمها التالي "أريد حلا (1975) نقدًا لاذعًا لقوانين الزواج الطلاق في مصر. وبعد الفيلم قامت الحكومة المصرية بإلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن، وبالتالي سمحت بالخلع.