أثارت الهجمات الإرهابية التي شهدتها العاصمة باريس هذا الإسبوع عدة تسأولات حول أسباب فشل أجهزة المخابرات الفرنسية في مواجهة مثل هذة الإعتداءات. وربط المدير السابق لوكالة الأمن الداخلي الفرنسي برنار سكوارسيني، بين فشل الاستخبارات الفرنسية في مواجهة الجهاديين على أراضيها وبين فقدانها للتعاون مع الاستخبارات الخارجية في الدول المهمة بعد انطلاق الربيع العربي، مثل مصر وتونس وليبيا ، جاء ذلك في تصريحات خاصة لصحيفة "لوموند" الفرنسية. من جهته ، اعتبر مركز "سيمون ويزنتال" ، المختص في محاربة معاداة السامية ومقره لوس أنجلوس ، أن هجمات الجهاديين ضد صحيفة "شارلي إبدو" ومتجر في باريس تعتبر "كارثة" بالنسبة لأجهزة المخابرات الفرنسية وتسلط الضوء على فشلها. وقال الحاخام مارفين هيير، مؤسس ومدير المركز "يتوجب على السلطات الفرنسية بوضوح أن تفعل المزيد لمعرفة من يدخل إلى البلاد" مشيرا إلى أن الكثير من الجهاديين يتدربون في الخارج خصوصا في سوريا والعراق واليمن." من جانبه ، هاجم الكاتب الفرنسي جون مارك لوكلير، المتخصص في الشئون القضائية والأمن الداخلي، إسقاط المراقبة عن الأخوان كواشي، مرتكبي مجزرة "شارلي ابدو"، من قبل جهاز الأمن الداخلي بفرنسا، مؤكدا أنه يتعين على الحكومة الفرنسية تفسير ما حدث خلال الأيام الماضية، فضلا عن ضرورة تشكيل لجنة جديدة للتحقيق. وتساءل الكاتب - في مقاله الذي نشرته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية - كيف تم تجاهل مخاطر صعود فريق كواشي؟ واصفا قرار إسقاط المراقبة بأنه "دليل على غياب الفطنة عن السلطات في فرنسا". كما وصف الصحفي الفرنسي حادث هجوم "شارلي إبدو" بأنه يشير إلى وجود "فجوة أمنية" لدى جهاز الأمن الفرنسي اعترفت بها الحكومة الفرنسية نفسها، الأمر الذي يؤكد حاجته الملحة لتحسين أدواته، على حد تعبيره. وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قد أقر بوجود "ثغرات" في الاستخبارات الفرنسية، بالنظر إلى عدد الضحايا الذين قتلوا في الهجمات الإرهابية التي شهدتها فرنسا هذا الأسبوع. على جانب أخر ، أكد مسئول كبير في مجال الأمن والإستخبارات الفرنسية لصحيفة "لوموند" أن الإستخبارات الفرنسية قد تركت ملف شريف كواشي وأميدي كوليبالي دون أن تضع في اعتبارها التجاوزات التي ارتكبها الجهاديين في السجن وتحولهما بعد ذلك إلى تعصب أكثر من ذي قبل.