استقبل المهندس إبراهيم محلب, رئيس مجلس الوزراء, بعض طلاب مدرسة "الفرير"، حيث أجرى معهم حواراً مفتوحاً عن عدد من قضايا التعليم، والملفات المطروحة على الساحة. فى بداية اللقاء أكد رئيس مجلس الوزراء أنه بعد توفيق الله يدين لمدرسة "الفرير" التى تعلم فيها الانضباط والالتزام، بل والوطنية، بجانب إتقانه للغتين الانجليزية والفرنسية، وهو ما فتح أمامه آفاقاً كثيرة. وأشار إلى أن المدرسة لها تاريخ، وسمعة طيبة، حيث تخرج فيها 3 رؤساء وزراء، وعدد كبير من الوزراء والمحافظين، وسفرائنا بالخارج. وقال رئيس الوزراء: أهم ما تعلمته فى المدرسة هو القيم والاخلاق، وأن أكون صادقاً مع نفسى، بالاضافة إلى التسامح، فقد تعايشنا مع زملائنا من الديانات الاخرى، حتى دون أن نسأل عن دياناتهم، كما كان هناك نوع من التنافس الشريف بيننا على جميع الاصعدة، الدراسية، والثقافية، والاجتماعية، والرياضية. وأجاب المهندس ابراهيم محلب عن أسئلة الطلاب عن خطط تطوير التعليم، ومشروع قناة السويس الجديدة، والتحديات التى تواجهنا فى هذه المرحلة، حيث أكد أن هناك استراتيجية لتطوير التعليم مبنية على ضرورة أن يهتم التعليم بالفهم والتفكير، والمعرفة والبحث، وليس بالحفظ والحشو والتلقين، وهذا ما نسعى لتنفيذه من أجل إحداث نقله كبيرة فى هذا الملف، كما يوجد اهتمام كبير بالتعليم الفنى المتخصص، حيث ان مستقبل مصر فى هذا المجال من التعليم. وأضاف محلب: ذهبنا إلى مدارس فى قرى فقيرة وكانت حالتها صعبة جداً، وأدرت حواراً مع مجموعة من تلاميذ المدرسة على مستوى راق جداً ، وهذا ما يجعلنى أراهن على أن مستقبل مصر زاهر بإذن الله، مشيراً إلى أن كل مدرسة خاصة لو قامت برعاية مدرسة حكومية بجوارها فسيكون هناك كسر للمرارة بين من عنده ومن ليس عنده، وسنعلى من قيم التكافل المجتمعى. وأشار محلب إلى أنه عمل منذ وقعت بعض الحوادث فى المدارس على استنفار المجتمع الهندسى كله، سواء نقابة المهندسين، أو الوزارات، أو شركات المقاولات، واتحاد المقاولين، بهدف إجراء مسح شامل للمدارس، وإجراء الصيانات اللازمة، واكتشفنا بالفعل خطورة فى بعض المدارس، وابلغنا المحافظين بذلك، وحملت مدير كل مدرسة مسئولياته تجاه هذه المهام، وضرورة التأكد من صلاحية مدرسته للعملية التعليمية. وأكد رئيس مجلس الوزراء أن أى دولة تريد النهضة لشعبها فعليها أن تهتم بملفى: الصحة والتعليم، وهذه إحدى قناعاتى ، ولذا فأنا لست راضياً حتى الآن عما نبذله من جهود، خاصة أن التحديات كبيرة، ولكن أطمئن الجميع أن لدينا إرادة لتحقيق الافضل فى هذين الملفين. وقدم المهندس ابراهيم محلب شرحاً للطلاب عن مشروع قناة السويس الجديدة، مشيداً بالروح الوطنية للمصريين الذين جمعوا 64 مليار جنيه فى 8 أيام للمشروع، وهذا لم يحدث فى أى بلد فالمصريون مصممون على بناء بلدهم بايديهم، ومن جيوبهم. ورداً على سؤال: ماذا تطلب من طلاب المدارس، قال المهندس ابراهيم محلب: أطلب من طلابنا أن يحبوا بلدهم، ولتعلموا أن الوطن هو أغلى ما نملكه، وانظروا إلى المنطقة حولكم لتدركوا أو لتتيقنوا أن الله حفظ بلدكم وحماها، واذا كانت مصر قد عادت لنا، فعلينا أن نحبها، ليس بالكلام أو الاغانى، ولكن ليبدأ كل منا بنفسه، ابدأ بمدرستك، بشارعك، ولنصطف جميعاً من أجل مصلحة الوطن، وليساعد الغنى الفقير، ولتجعلوا مدرستكم نموذجاً للنجاح بين المدارس سواء فى التفوق العلمى ، أو العمل الاجتماعى، وخلافه. وأضاف: لا تسمحوا لاحد مهما يكن أن يحبطكم، حولوا التحديات إلى محفزات ، ومن رماكم بحجر، فاجمعوا هذه الحجارة، وأبنوا بها سلماً للترقى والتفوق ، ولا تنظروا إلى الخلف، وضعوا دائماً الله ثم الوطن أمامكم. وفى نهاية اللقاء قال رئيس الوزراء: مبدئى أنا وزملائى فى الحكومة هو مصارحة الشعب بكل شئ، بدأنا بجراحات صعبة ، والحمد لله هناك نجاح فى ملفات سياسية واقتصادية، شهد بها حتى المنظمات الدولية، وآخرها تقرير" فيتش" الذى صدر اليوم،وأشاد بالاقتصاد المصرى، والاصلاحات التى أجرتها الحكومة، وسياسياً نعمل على الانتهاء من المهمة، واتمام المرحلة الاخيرة من خارطة الطريق بانتخابات برلمانية نزيهة، لتكون لدينا دولة ديمقراطية مدنية حديثة، وهذا سيكون مصدر فخر لنا جميعاً.