التقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بعددٍ من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر من أعضاء القوافل الدعوية الداخلية والخارجية بالأزهر. وشدَّد" الطيب " على ضرورة أن تجوب القوافل الدعوية من الأزهر كلَّ أرجاء المعمورة لنشر الوعي والفكر المستقيم بين الناس في كلِّ مكان، مؤكدًا ضرورة مقاومة الفكر المعوجِّ بالفكر الوسطي المستقيم الراشد، الذي يتبنَّاه الأزهر الشريف عبر تاريخه الطويل. وأجمع المجتمعون على الثمرات الكبيرة التي تجنيها هذه القوافل، من حب الناس وإكبارهم للأزهر الشريف ولشيخه الإمام الأكبر، الذي أثرت مواقفه العلمية والوطنية في كل الشعب المصري، وأوضحوا له حبَّ الجماهير الغفيرة للأزهر واشتياقهم لمزيدٍ من القوافل الدعوية، وتطلُّعهم إلى زيادتها وانتشارها في المساجد والأندية والوزارات وجميع المصالح الحكومية؛ للإسهام في نشر فكر الأزهر الوسطي المستقر في ضمير ووجدان الشعب المصري. كذلك التقى الإمام الأكبربعدد من عمداء وأساتذة جامعة الأزهر، وخلال اللقاء أكَّد الإمام الأكبر أهمية تحرُّك علماء الأزهر وانتشارهم بين الناس في النوادي ومراكز الشباب والقرى، وضرورة الوصول إلى عقول الناس ونفوسهم وقلوبهم بجميع أعمارهم وطبقاتهم وفئاتهم؛ لمواجهة الانحراف بالدين أو الفكر، عقديًّا كان أو سياسيًّا، والتصدي للتطرف والمتطرفين. وشدَّد"الطيب "على ضرورة استعادة دور الأزهر، وتقديم خطاب علمي وعملي وخلقي يصحح المفاهيم المغلوطة لدى بعض الناس، مطالبًا علماء الأزهر بوجوب التفرغ الكامل للعلم والدعوة التي هي رسالة الأنبياء، والقيام بواجب الوقت الذي تحتمه الظروف الحالية. وبَشَّر" شيخ الأزهر " بقرب افتتاح قناة الأزهر الشريف التي تطلُّ على العالم كله بوسطيَّة الإسلام، ووعَد فضيلته علماء الأزهر بتذليل كافَّة الصعاب أمامهم، ودعمهم بكل وسائل الدعم؛ لتسهل مهمَّتهم في نشر رسالة الإسلام السمحة بعيدًا عن العنف والتطرف والإرهاب. وثمَّن الأساتذة قيام الإمام الأكبر على جلسات الصلح التي تعمل على نزع فتيل الأزمات فيما يثار بين الناس من مشكلات، خصوصًا مشكلات الثأر التي تطلُّ برأسها علينا بين الفينة والأخرى. هذا وقد استقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفدًا من كبار أساتذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر وناقش الآليات المثلى لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتحريرها في القضايا الشائكة التي انعكست مدلولاتها عند كثيرٍ من الناس، وضرورة التصدِّي للأفكار التكفيرية بكل السبل الممكنة. كما تطرَّق اللقاء إلى مناقشة بعض القضايا المتداولة إعلاميًّا، والأفكار الخاطئة التي تمسُّ أصول الدِّين والعقيدة. وكلَّفهم الإمام الأكبر بإعداد كتاب يجمع بين دفَّتَيْه رأي العقيدة الإسلامية الصحيحة في بعض القضايا الشائكة المثارة على الساحة، والذي سيتم تدريسه لطلاب المرحلتين: الإعدادية والثانوية؛ لتحصين الطلاب ضد الأفكار المعوجة المتشدِّدة والمفرِّطة، وفي بناء فكر مستقيم لعقول النشء، خاصة من حملة الشهادات الأزهرية؛ حتى يكونوا دعاة خير ولا يُستَدرجوا لأيِّ فكرٍ شاذ أو معوج يُؤثِّر على سلوكهم ومجتمعهم.