"جواز عتريس من فؤادة..باطل" من منا لم تقع علي مسامعه هذه الجملة الأشهر في تاريخ السينما المصرية بل كنا نرددها مع فناني العمل في فيلم شئ من الخوف المأخوذ عن للكاتب الكبير ثروت أباظة - القصة التي توضح انتصار ارادة وحق الشعب مهما بلغ الظلم - الذي نحيي ذكرى ميلاده اليوم. وتقول الكاتبة سكينة فؤاد في ذكرى ميلاده إن قصة شئ من الخوف تعد من القصص الرائعة التي كتبها ثروت أباظة والتي لا تنساها فعندما يذكر أسم ثروت أباظة يذكر معه "شئ من الخوف" ، فهي علامة مميزة في تاريخ السينما المصرية فمن منا لا يتذكر "فؤادة وعتريس" فؤادة التي ترمز لمصر الذي لا يستطيع الحاكم أن يهنأ بها، فنأخذ منها عبرة أن مهما بلغ الظلم ذروته سيأتي يوماً للحق أن ينتصر". وأشارت إلى أن تلك القصة كان عليها جدل في عرضها في السينما لتعبيرها عن الحاكم الديكتاتور الذي يرمز في شخص "عتريس" ولكن الرئيس جمال عبد الناصر سمح بعرض هذا الفيلم. وتذكر فؤاد أن الكاتب ثروت اباظة كان يعمل رئيساً لمجلة الإذاعة والتليفزيون وعملت معه كصحفية ،فأتسم بمدي احترامه وتقديره للكفاءة والقيمة الإنسانية. يذكر أن الروائي المصري ثروت دسوقي أباظة ولد في 15 يوليو 1927 بقرية غزالة مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وهو من عائلة أباظة الشركسية أعرق عائلات مصر وهي أسرة أدبية وعلى رأسهم والده الأديب دسوقي أباظة. وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول عام 1950 وبدأ حياته العملية بالعمل بالمحاماة. ولكنه بدأ حياته الأدبية في سن السادسة عشر عن طريق كتابة مقالات وإرسالها إلي مجلتي الثقافة، والرسالة واتجه إلى كتابة القصة القصيرة والتمثيلية الإذاعية وبدأ اسمه يتردد بالإذاعة ، ثم اتجه إلى القصة الطويلة فكتب أول قصصه وهي ابن عمار وهي قصة تاريخية ، كما كتب مسرحية بعنوان الحياة لنا. تولى رئاسة تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون عام 1974، ورئاسة القسم الأدبيبصحيفة الأهرام بين عامي 1988,1975 وظل يكتب في الصحيفة نفسها حتى وفاته، كما أنه شغل منصب رئيس اتحاد الكتاب. تولي أباظة منصب وكيل مجلس الشورى، كما كان عضواً بالمجلس الأعلى للثقافة وبالمجالس القومية المتخصصة ومجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون ورئيس شرف لرابطة الأدب الحديث وعضواً بنادي القلم الدولي. ارتبط بعدد كبير من مثقفي عصره أمثال توفيق الحكيم ونجيب محفوظ وطه حسين ، فقال عميد الأدب العربي «طه حسين»، عن روايته "هارب من الأيام" أنها أحسن ما كتب عن القرية في الأدب العربي، حيث صور فيها «أباظة» شرزمة من الأشرار وهى تروع القرية وتسلب أموال أهلها، وتعث في الأرض فسادًا. حصل الأديب ثروت أباظة على عدة جوائز منها جائزة الدولة التشجيعية عام 1958، كما نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة الدولة التقديرية عام 1982. ومن أعماله "شيء من الخوف" و"هارب من الأيام"، "ثم تشرق الشمس"، و"الضباب" و"أحلام في الظهيرة" و"طارق من السماء" و"الغفران" و"لؤلؤة وأصداف" و"جذور في الهواء" و"أوقات خادعة" و"طائر في العنق" و"قصر علي النيل" و"بريق في السحاب"، ومجموعات قصصية متعددة في مقدمتها "حين يحمل الميزان". وفي 17 مارس 2003، توفي الروائي المصري ثروت أباظة بعد صراع طويل مع المرض إثر إصابته بورم خبيث في المعدة