"سأظل أناضل لاسترجاع الوطن لأنه حقي وماضيّ ومستقبلي الوحيد.. لأن لي فيه شجرة وغيمة وظل وشمس تتوقد وغيوم تمطر الخصب.. وجذور تستعصي على القلع" لأول وهلة عندما تقع عيناك على تلك العبارة التي تبث روح النضال والكفاح من أجل الوطن إلا أنها من ضمن العبارات التي شدى بها غسان كنفاني في رسائل حبه للكاتبة السورية غادة السمان .. الحب الذي لم يكتمل بالزواج فرغم كل الشوق والهيام الذي يكنه لها الأ انه لم ينس قضية بلده وبهذا فقد كنفانى الحب والوطن ولكنه لم يفقد ان يحرضنا على الحياة. يقول كنفاني مخاطباً زوجته " أتعرفين ما هو الوطن يا صفية ؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله" كتبها بشكل يوحي بالوجع في رواية "عائد إلى حيفا" فهو الكاتب الذي منذ مولده وهو متنقل ما بين البلاد العربية عندما أجبر سنة 1948على اللجوء مع عائلته في بادئ الأمر إلى لبنان ثم الى سوريا،وبعدها عاش وعمل في دمشق ثم في الكويت وبعد ذلك في بيروت منذ 1960 . ولد كنفاني في الثامن من أبريل عام 1936 في عكا شمال فلسطين ، وهو واحد من أشهر الكتاب والصحفيين العرب فقد كانت أعماله الأدبية من روايات وقصص قصيرة متجذرة في عمق الثقافة العربية والفلسطينية وكان عضو المكتب السياسي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . من أهم أعماله الأدبية " رجال في الشمس ، عائد إلي حيفا ، رسائل إلي غادة السمان ، ما تبقي لكم " و كثيراً ما كان غسان يردد: (الأطفال هم مستقبلنا)، لقد كتب الكثير من القصص التي كان أبطالها من الأطفال. ونُشرت مجموعة من قصصه القصيرة في بيروت عام 1978 تحت عنوان "أطفال غسان كنفاني. وفي 8 يوليو 1972 استشهد في بيروت مع ابنة أخته لميس في انفجار سيارة مفخخة على أيدي عملاء إسرائيليين. أصدر غسان حتى تاريخ وفاته المبكر ثمانية عشر كتاباً ،وكتب مئات المقالات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني. وفي أعقاب اغتياله تمت إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية في طبعات عديدة ، وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات. وتُرجمت معظم أعمال غسان الأدبية الى سبع عشرة لغة ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتم إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة.