قاد التنامي السريع في عدد سكان جمهورية مصر العربية وزيادة التوسع الحضري إلى ارتفاع مستويات استهلاك الطاقة في الدولة إلى مستويات قياسية. وبالتالي، توجب على الحكومة المصرية التعامل مع مشاكل انقطاع التيار الكهربائي، التي تسببت بها هذه الطفرة في الاستهلاك، ما اضطرها للاحتفاظ بموارد النفط والغاز التي كانت تعتمد على صادراتها كمصدر للدخل لعقود من الزمن، وتعدى الأمر ذلك لاضطرارها إلى استيراد كميات إضافية من الخارج. إلا أن هنالك مصدر بديل للطاقة يمكن لمصر أن تتحول إليه؛ ألا وهو الطاقة الشمسية، والتي تمثل حلاًفعالاًلمشاكل انقطاع التيار الكهربائي المستمر في العديد من الدول حول العالم، فالشمس تعد مصدراً مستداماً للطاقة يضمن إمدادات مستمرة من الكهرباء. ولا داعي للتنويه أن انقطاع التيار الكهربائي، سواء في مصر أو أي بلد آخر حول العالم، له تأثيرات كبيرة على مستويات معيشة سكان هذه الدول وتبعات قد تمنعهممن مواصلة تسيير أمور شؤون حيوية جداً في حياتهم اليومية؛ فمثلاً لا يستطيع الطلاب الدراسة، وتتوقف أعمال الشركات، وتنقطع خدمات الاتصال مثل الإنترنت والتلفزيون، فضلاً عن تعطل خدمات أساسية مثل تكييف الهواء وما شابه. ولا شك أن انقطاع خدمات الاتصال يعد من أبرز هذه التبعات وأكثرها تأثيراً، فهو يخلف لدى الناس شعوراً بالعزلة. وقد ثبت أن الاعتماد على النفط والغاز كمصادر للطاقة الكهربائية غير فعال ولا يتيح مواكبة معدلات الاستهلاك المتنامية، وبرزت الحاجة لاستكشاف مصادر بديلة. وبالنظر إلى وفرة الأيام المشمسة في مصر، فالطاقة الشمسية تمثل خياراً فعالاً للغاية،ولا سيما لتوفير الطاقة لمرافق خدمات الاتصال. ولا تقتصر فوائد هذا الأمر على ضمان توافر خدمات الاتصالعلى الدوام، بل تتعدى ذلك إلى الحد من حاجة هذه المرافق للطاقة الكهربائية، وتحويل هذا الفائض للاستخدام السكني والتعليمي والتجاري، وبالتالي رفع مستويات معيشة السكان. ومن المعلوم أن قطاع خدمات الاتصال يستهلك قدراً كبيراً من الطاقة. لذا لا تقتصر جهودنا في إريكسون على تلبية متطلبات القطاع من حلول الاتصال، بل نحرص على تسخير الوقت والجهد والموارد لتطوير تقنيات متطورة في مجال الإنشاءات من شأنها أن تسهم في دفع عجلة التحول نحو مستقبل مستدام. ونلتزم أثناء قيامنا بذلك بأخذ المقومات الثلاث للتنمية المستدامة بعين الاعتبار؛ ألا وهي المجتمع، حيث نسعى إلى تحسين العدالة الاجتماعية؛والبيئة، إذ تشمل جهودنا تعزيز الكفاءة من الناحية البيئية؛والاقتصاد، حيث نعمل على تعزيزالفوائد الاقتصادية. وضمن إطار جهودنا الرامية إلى أن تصبح عملياتنا أكثر استدامة، واستكشاف تقنيات مبتكرة لإنتاج الطاقة، طورتشركتناالعديد من الحلول التي يمكن اعتمادها بسهولة لتطوير شبكات الكهرباء الوطنية. وينظر العديد من الدول إلى الطاقة الشمسية على أنها مصدربديل فعال لتوليد الطاقة الكهربائية، حيث عملنا في إريكسون على تطوير تكنولوجيا تعمل بالطاقة الشمسية لتكون بديلاً عملياًعن أنظمة الاتصالات التي تعمل بالوقود الأحفوري. وقد تم تطبيق هذه التقنيات بنجاح في العديد من المواقع العالمية على مدى عقد من الزمن، حيث يمكن لحلول إريكسون الشمسية أن تولد ما يصل إلى 100٪مناحتياجاتهامنالطاقة عبر الشمس، وتقدمبالتالي لشركات الاتصال خياراًمستداماً، وتوفر لبلد مثل مصرحلاً ناجعاً بشكل استثنائي. ولا تقتصر فوائد تقنيات الطاقة الشمسية على توفير مصدر موثوق للطاقة يضمن توافر خدمات الاتصال في الدولة، ولكنها أيضاًتقلل من انبعاثات الكربون. وقد اعتمدت اتصالات المغرب حلول إريكسون للطاقة الشمسية خلال العام 2000، الأمر الذي سمح للشركة توفير خدماتها في المناطق الريفية، ودفع عجلة نموها، وفي نفس الوقت حد من النفقات التشغيلية وخفض مستويات الانبعاثات الكربونية. وتلا ذلك اعتماد حلول إريكسون الشمسية في دول عدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المكسيك وإثيوبيا وإندونيسيا وسورينام وغيانا والكونغو وإندونيسيا وكمبوديا وباكستان وغينيا. وقد شهدت الفترة الماضي استكشاف العديد من الشركات حلول وتقنيات مبتكرة لتوليد الطاقة، كما قدمتشركتنا العديد من الحلول التي يمكن اعتمادها بسهولة لتطوير شبكات الكهرباء الوطنية.وأحد أهم الأمثلة على ذلك تقنيتنا المسماة 'البرج الأنبوبي‘، والحائزة على جوائز مرموقة كان في مقدمتها الجائزة الأولى عن فئة التصميم التكنولوجي خلال حفل توزيع جوائز وول ستريت جورنال الابتكار التكنولوجي في العام 2008. وتمثل هذه الأبراج حلاً مستداماً وصديقاً للبيئة يحل محل أبراج الاتصالات التقليدية،ويساعد شركات الاتصال على خفض التكاليف التشغيلية وزيادة التزامها بالمعايير البيئيةعبر الحد من انبعاثات الكربون، فضلاً عن تميزهابأرقى معايير التصميم الجمالية والإبداعية. علاوة على ذلك، فهيتتطلب مساحة أقل مقارنة مع الأبراج التقليدية، وبالتالي تساعد على تخفيض المزيد من التكاليف. وقد شركة اعتمدت الاتصالات السعودية هذه الأبراج بنجاح، حيث يوجد لديها في الوقت الحالي العديد من الأبراج الأنبوبية. وغني عن الذكر أن فوائد تبني مصادر الطاقة البديلة تتجاوز الحد من انبعاثات الكربون. وفي حين أن عمليات التركيب الأولية تتطلب تخصيص نفقات رأسمالية، إلا أن كون هذه التكنولوجيا مستدامة يجعل منها استثماراً بحد ذاتها ويوفر في النفقات التشغيلية. علاوة على ذلك، فمصدر الطاقة اللازم لتشغيلها مجاني، على عكس الوقود الأحفوريالمكلف، حيث تقتصر معظم التكاليف على متطلبات الصيانة المحدودة. أما عن المزايا والفوائد التي ينعم بها المستهلكون، فهي لا تعد ولا تحصى، من أهمهاتوفير خدمات اتصال موثوق بها، فهي تعتمد على شبكاتتعمل بطاقة مستدامة، لذا فهي تضمن الاستمرارية للأعمال، وبالتالي تساهم في تعزيز مستويات الإنتاجية وتدعم الاقتصاد. وقد بات واضحاً أننا من خلال اعتماد مصادر أكثر استدامة، وفي مقدمتها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتجددة، سنكون قادرين على إيجاد حلول لواحدة من أكثر المسائل إلحاحاً في يومنا هذا؛ ألا وهي تنامي مشاكل عجز الطاقة على المستوى الوطني. وتتيح هذه المصادر للدول ضمان توفير خدمات الاتصال بشكل موثوق، وفي نفس الوقت الحد من انبعاثات الكربون، والمساهمة في تحسين مستوى المعيشة، في يومنا هذا وللأجيال القادمة.