قالت الدكتورة نوال السعداوي إنه رغم كل ما كتبته عن تحرير المرأة، إلا أنها لم تكتب ما تريد عن الفساد والإزدواجية والكذب فى الحياة والعلاقات السياسية، مشيرة إلى حزنها الشديد لأن من يقول كلمة صادقة يدفع ضريبة كبيرة من حياته وحريته. أضافت خلال، ندوة خيمة المقهى الثقافي، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس الاثنين، أن العالم مبنى أساسا على الكذب وكل دولة تجسس على الأخرى لتحقيق مصالح الأنظمة بينما لا قيمة للإنسان فى هذا العالم، وكذا العلاقة بين القهر الجنسى والأخلاقى والسياسى والاقتصادى فى بلادنا وفى العالم بأسره، قائلة إن (حياتنا الجنسية كلها كذب والسياسة كلها نفاق وكلاهما يفضى إلى الآخر، ولكنى لو كتبت كتابا كهذا سيرمونى بالرصاص). وأعربت عن سعادتها بهذا اللقاء، وعودتها إلى معرض الكتاب بعد 25 سنة من الحظر الذي فرض على اسمها، فى ظل الأنظمة القمعية التى تحاول إخراس أى صوت يعرى فساد السلطة ويدعو العقول إلى التحرر من قيود الجه، ووجهت الشكر للقائمين على الندوة. وقالت السعداوي إنها لم تعش أبدا كإنسانة وكامرأة لها الحق فى التعبير عن ذاتها وعن رؤاها للكون وللحياة، مؤكدة أنها دفعت فاتورة أستخدم العقل ورفض المجتمع الذكورى الطبقى الدينى ، وفصلت من العمل بوزارة الصحة واتهمت بالكفر والجنون والإلحاد واضطررت إلى العيش فى المنفى لمدة 25 سنة. تابعت (هاجمت الرأسمالية الطبقية التى رسخها السادات وعارضت سياسياته فى التطبيع مع إسرائيل وموالاة أمريكا مقابل حفنة من الدولارات فألقانى فى السجن آكل خبز وفول معفن فى زنزانة تملأها الفئران والصراصير)، مؤكدة أنها عندما خرجت كانت تتمنى إرسال برقية شكر للسادات بعدما تعلمت تحويل الألم والشقاء والمعاناة إلى عمل إبداعي. وإصدار كتاب مذكراتى فى سجن النساء التى كتبتها داخل السجن على ورق تواليت بقلم حواجب.