أحتفظت فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي بقلب "فاطمة" بنت العشر سنوات ، الطفلة التى ولدت فى31 ديسمبر عام 1898، بمحافظة الدقهلية، وصدر لها شهادة ميلاد بتاريخ 4 مايو 1908 لانه لم يكن هناك توثيق رسمى وشهادات ميلاد فى هذا الوقت، وهو ما تمثل فى قيامها بدور الام عبر رحلتها التى أمتدت منذ نعومة أظافرها حتى وفاتها ، وعلى الرغم من أنها لم تنجب الا انها قامت بدور الامومة لمرتين، الاولى لاخيها الشيخ "خالد" منذ ان كانت تحفظ وتغني القصائد والتواشيح هي وأخيها فى سن العاشرة وتلقيها أمام الجمهور في بيت شيخ البلد في قريتها. وبدأ صيتها يذاع فى عام 1916حين تعرف والدها إبراهيم البلتاجي مؤذن قرية طماي الزهايرة، مركز السنبلاوين، على الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد الذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان وبكثير من الإلحاح أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم. كانت تلك الخطوة الأولى في مشوارها الفني. حينهاأحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجرا لها. غنت أم كلثوم للطفل في مهده، وكان ذلك سنة 1937 حين غنت أغنية بعنوان "نامي" من كلمات أحمد رامي وألحان محمد القصبجي أدتها في فيلم "نشيد الأمل"، وكانت بذلك أول أغنية سينمائية للأطفال غنتها مطربة كبيرة لشاعر شهير وملحن كبير. استمرت فى القيام بدور الام منذ ان عادت إلى القاهرة وأستقرت بها نهائياً عام 1923، وكانت مسؤلة عن أخيها الشيخ خالد الذى لازمها رحلة الكفاح ، وتعرف عليها كبار المال والاعيان فطلبوها للغناء في حفلاتهم داخل القصور والفيلات . حتى 8 يوليو عام 1953 العام الذى توفى فيه أخوها الشيخ خالد الذي كان من المفترض أن يكون صييت الأسرة، وفى عام 1954 خفضت أم كلثوم جدول حفلاتها الموسيقية بسبب المشاكل الصحية التي تعاني منها. وكانت ترتدى النظارة السوداء بشكل مستمر بسبب مرض الغدة الدرقية الذي أدى إلى جحوظ عينيها. كان هذا سببا أيضا لايقافها لنشاطها التمثيلي الذي اقتصر على 6 أفلام. على مدار 56 عاما من النجاح والشهرة، الا ان أضواء الكاميرات وتصفيق الجمهور لها فى مصر والوطن العربى والعالم لم ينسيها امومتها ، وهو ما التقطته عدسات الكاميرات فى عدد كبير من المشاهد التى دائما ماكانت أم كلثوم تداعب الاطفال وتلاعبهم، الا ان تزوجت عام 1954 تزوجت أم كلثوم، عن عمر يناهز ال56 عاما من حسن السيد الحفناوي أحد أطبائها الذين تولوا علاجها واستمر الزواج حتى وفاتها، ولم تنجب منه . فى يناير 1975.. وقعت أم كلثوم صريعة لمرض التهاب الكلى أغنية أثناء تأديها بروفات أغنيى "أوقاتى بتحلو معاك....و حياتي بتكمل برضاك"، وسافرت إلى لندن للعلاج ، وفي 22 يناير 1975 تصدرتْ أخبار مرض أم كلثوم الصحف وكانت الإذاعة تستهل نشراتها بأخبار مرض أم كلثوم وعرض الناس التبرع بالدم لأم كلثوم. وفي 3 فبراير 1975 في القاهرة تلف ملامح عدم التصديق وجوه الجميع.. تندمج اذاعات الشرق الأوسط والبرنامج العام وصوت العرب في موجة واحدة لتعلن الحقيقة. ظهر يوسف السباعي في تمام السادسة مساءا ليلقى النبأ .. وماتت "الهرم الرابع" السيدة أم كلثوم، وقد تم تشيع جنازتها فكانت جنازة مهيبة جداً وتعد من أعظم 8 جنازة في العالم إذ بلغ عدد المشيعين أكثر من 4 مليون شخص، وخرج فيها الالاف من الاطفال ينعون الام التى ابتسمت فى وجوهم أثناء الحفلات وغنت لهم .