خبراء: المصريين يختاروا رئيسهم.. وتصريحات قيادات الإمارات والسعودية شخصية السناوي: الدول العربية الداعمة للثورة تتعرض لضغوط أمريكية لوقف دعمها للسيسي اللاوندي: ضغوط أمريكية على الإمارات والسعودية لسحب دعمهما للسيسي ألفي: الخليج يدعم السيسي رئيساً أو وزيراً للدفاع ويحترم إرادة المصريين اثار التراجع في نبرة التصريحات الخليجية المؤيدة لترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع خلال الانتخابات الرئاسية القادمة، جدلاً بين الخبراء بين متشكك في تغيير مواقف تلك الدول تجاه مصر وثورتها بضغوط أمريكية، وآخرين أكدوا أن تلك التصريحات شخصية ولا تعبر عن مواقف تلك الدول من السيسي أو دعم خارطة الطريق بمصر بعد ثورة 30 يونيو. أكد الكاتب والمحلل السياسي عبد الله السناوي، أن الدول العربية الداعمة للسلطة المصرية تتعرض لضغوط أمريكية، مشيرًا إلي تباين دولة الإمارات العربية المتحدة ما بين وجهات النظر بين مدينتي دبي وأبو ظبي، بعد التصريحات التي كان قد أدلى بها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس الحكومة الإماراتية، حول أنه يأمل ألا يترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، للرئاسة، ويبقي في الجيش ويترشح شخص آخر للرئاسة، وإرسال "أبو ظبي" إشارات إستنكار لتصريحات "محمد بن راشد" واضحة وصريحة، وأن تصريحاته ليست موقفًا رسميًا، مؤكدة دعمها لخارطة الطريق المصرية ودعمها لترشح "السيسي" لرئاسة الجمهورية. وأشار السناوي، عبر تصريحات خاصة ل"الوادي"، إلى شدة الضغوط الأمريكية التي تتعرض لها كلاً من دولتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، متوقعًا أن تستمر دول الخليج العربي في دعم السلطة المصرية لسببين، الأول: "أن الدول العربية لديها خشية من تمديد دور الإخوان المسلمين وتهديد النظم الحاكمة فيها، موضحًا بأن خوفهم بيرجع إلي رهان الولاياتالمتحدة على دور الإخوان في ترتيبات ما بعد الأزمة السورية، وأن دول الخليج الأخري تُراهن على نظام الحكم الجديد في مصر لإيقاف تمدد جماعة الإخوان المسلمين. وتابع السناوي، أما السبب الثاني: "هو خشية بعض دول الخليج في التقارب الأمريكي الإيراني، دون أن يوضع في الحُسبان دورهم الرئيسي، مما يدعوها للرهان على الدور المصري وسلطتها الحاكمة الإنتقالية بأن تقف مصر على قدميها مرة أخرى وتتعافى اقتصاديًا واستراتيجيًا بما يحفظ التوازن العام في المنطقة بما يحفظ الدور المصري ويوازيه بالدور الإيراني. وأوضح الكاتب الصحفي، أن استثمار الدول الخليجية بمصر ليس مبني على علاقات عاطفية ما بين أشقاء، ولكن مصالح مشتركة تخدم كلا الطرفين. وأكد السناوي، أن مراد الضغوط الأمريكية أنها لا تريد "السيسي" رئيسًا للبلاد، لأنه أزاح الإخوان من السلطة بدون الرجوع إليها أو الحصول على ضوء أخضر منها للقيام بذلك، كما أنه أقترب من دولة روسيا في محاولة لتنويع مصادر السلاح دون موافقة الولاياتالمتحدة. وقال الدكتور سعيد اللاوندي الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تصريحات بعض قيادات دول الخليج وخاصة الإمارات والسعودية حول تفضيلهم عدم ترشح السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة لا يعني بالضرورة رأي الشعب السعودي أو الإماراتي تجاه السياسية الداخلية بمصر، مضيفاً أن هناك ضغوط تمارسها الإدارة الأمريكية على دول الخليج لوقف دعمها لمصر خاصة بعدما أوقفت الولاياتالمتحدة جزء كبير من معونتها لمصر بعد 30 يونيو. وأكد اللاوندي، ل"الوادي"، أن الشعب المصري هو من ينتخب رئيسه وليس الإماراتي أو السعودي، معتبراً ذلك شأن مصري بحت لا يجوز التدخل فيه، مشيراً إلى أن وزير الدفاع الحالي لم يعلن حتى الآن صراحة ترشحه للرئاسة وأكد أنه يفضل الاستمرار في منصبه وزيراً للدفاع. وشدد الخبير السياسي، على أن المعونات والمساعدات التي يقدمها الخليج لمصر ستتوقف خلال عام من الآن على الأكثر ولن تستمر سواء جاء السيسي رئيساً لمصر أو أي شخص أخر. فيما قال الباحث السياسي أكرم ألفي، إن قيادات دول الخليج تدعم تنفيذ خارطة الطريق في مصر وتضغط على الإدارة الأمريكية لعدم التدخل ضد ثورة 30 يونيو، مضيفاً أن تصريحات بعض قيادات دول الخليج وعلى رأسهم محمد بن راشد حاكم دبي تعبر عن وجه نظره الشخصية وليست الموقف الرسمي للحكومة الإماراتية التي تدعم ترشح السيسي وتنفيذ خارطة الطريق في مصر. وأوضح ألفي، ل"الوادي"، أن هذا الدعم جاء لمواجهة خطر جماعة الإخوان بدول الخليج والذي سيردعه وزير الدفاع الحالي في حالة توليه منصب رئيس الجمهورية أو الاستمرار في منصبه الحالي، مؤكداً أن سياسية دول الخليج تجاه مصر كانت دعم السيسي والإن دعم الشعب المصري الذي يختار بأرادته. وتحدث الباحث السياسي عن إجتماع جمع قيادات من دول الخليج مع السيسي اكدوا خلاله على دعمهم مصر في حالة توليه منصب رئيس الجمهورية بإستثمارات وخطط إقتصادية تجاوز ال 200 مليار دولار، مستنكراً الحديث عن وجود ضغوط أمريكية على دول الخليج للتراجع عن دعم مصر. وشدد على أن دول الخليج تضغط وبقوة على الإدارة الأمريكية لقبول خارطة الطريق التي وضعها الشعب المصري وعدم الوقوف أمام ترشح السيسي للانتخابات، مشيراً إلى أن دول الخليج ستستمر في دعم مصر اقتصادياً وسياسياً بعد انتخاب القيادة الجديدة. من جانبه، استنكر الدكتور محمد السعيد إدريس، الخبير السياسي، الحديث أن تكون دولتي السعودية والإمارات قد تحولت مواقفهما تجاه مصر، من خلال استشعارهما لميل الشعب المصري لترشح الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، لرئاسة الجمهورية وإبدائه ترحيب مبدئي لذلك، مؤكدًا أن الدول العربية تربطها بمصر علاقات وطيدة وخاصة السعودية والإمارات، مشيرًا إلى دورهما الملحوظ والداعم لمصر في 30 يونيو وحتى الأن، وأنه لا يجوز أن نحسب تصريحات الشيخ محمد بن راشد، رئيس الوزراء الإماراتي، حول أنه يفضل أن يظل الفريق أول "عبد الفتاح السيسي" القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الدفاع والإنتاج الحربي، في منصبه، على دولة الإمارات ككل التي أكد شعبها أكثر من مرة أن الشعب المصري حر في إختياراته، ولكنها تعبر عن رأيه الشخصي فقط. وأكد إدريس، عبر تصريحات خاصة ل"الوادي"، أن مصر لا يمكن أن تبني سياستها واقتصادها على الدعم الخارجي، مشيرًا إلى أنها تستطيع أن تزدهر من خلال الدعم الداخلي بشكل ثري ومحترم، مطالبًا بأن نركز مجهوداتنا في استعادة أموالنا في الخارج لأننا نملك المليارات خارج البلاد، ولكن الحكومة المصرية التي يترأسها الدكتور حازم الببلاوي، والدكتور زياد بهاء الدين، حكومة ليس لها أي علاقة بالاقتصاد، بل أنها أعتادت على سياسة التسول الخارجي، وتلقي الدعم والتبرعات من أمريكا ودول الخليج العربي، ولكنها لا تسعى أن تكون دولة "محترمة"، على حد قوله، لذلك فإن مصر يتراجع وزنها الإقليمي والعربي بسبب تلك التنازلات.