الموافقة على الدستور كانت متوقعة .. ومصداقية الاستفتاء تعد اختباراً للسيسي خبير: لا معنى لنتائج الاستفتاء لطالما لم تشارك جماعة الإخوان المسلمين في التصويت اهتمت بعض الصحف العالمية بمتابعة سير عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة ومتابعة عمليات فرز الأصوات التي تشير حتى الآن إلى الموافقة على المسودة بنسبة كبيرة، فنشرت صحيفة "التليجراف" البريطانية اليوم، الخميس، تقريراً عن نتائج الأولية للاستفتاء على الدستور لمراسلها في القاهرة، ريتشارد سبنسر، بعنوان "مصر تصوت بأغلبية ساحقة لصالح الدستور المدعوم من الجيش"، وأشار المراسل إلى أن معظم الأصوات على الاستفتاء ذهبت نحو "نعم" بنسبة 96.3%. قال سبنسر إن بنسبة أكثر من 96% من الناخبين صوتوا لصالح المسودة الجديدة، أي بنسبة أكثر بكثير من التصويت على دستور الإخوان في 2012، وذلك بعد حملة قصيرة في العديد من محافظات مصر لدعم الدستور مقابل تعرض المعارضون للمضايقة والاعتقال. يرى سبنسر أن نتائج التصويت بنعم لاقت ارتفاعاً في المناطق الحضرية في الشمال، وتراجع حاد في المحافظات في صعيد وغرب مصر حيث تسيطر جماعة الإخوان المسلمين، التي قاطعت الاستفتاء، على نطاق واسع فيهم. ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الموافقة على الدستور كانت متوقعة عالمياً، وقال مراسلها في القاهرة ديفيد كيرك باتريك، إن هناك مراقبين دوليين يراقبون نزاهة الاستفتاء. وقال المراسل إن مصداقية الاستفتاء وإقبال المصوتين يعد بمثابة اختبارات مهمة للفريق عبد الفتاح السيسي، وأن الموافقة على الدستور تعتبر أولى خطوات تسليم الشرعية والسلطة للجيش. وصرح الخبير ديفيد كارول، مدير برنامج الديمقراطية في مركز كارتر، للصحيفة أن نسبة المشاركة في الاستفتاء توضح لنا عدد الذين يؤيدون خارطة الطريق الذي وضعها السيسي وحكومته. وأضاف كارول "لا يوجد استقلال حقيقي، ولا معنى لنتائج الاستفتاء لطالما لم تشارك جماعة الإخوان المسلمين في التصويت". وأشارت الصحيفة إلى كثرة أعداد المصوتين هذه المرة عن سابقيها في العديد من مراكز الاقتراع في القاهرة، وقالت إن جنود الجيش وضباط الشرطة كانوا يحرسون مراكز الاقتراع وعددهم فاق عدد الناخبين في بعض الأحيان. وفي السياق ذاته، ركزت وكالة "اسوشيتيد برس" الأمريكية على المسيحيين في مصر، قائلة إن الأقلية المسيحية في مصر وجدت الثقة في الدستور الجديد، وتروج لدعم الدستور. وأشارت الوكالة إلى أن القرى في جنوبأسيوط ذات كثافة سكانية مسيحية شهدت ارتفاع في أعداد المصوتين لصالح الدستور، وفي الوقت ذاته شهدت المحافظة ذاتها وضعاً متناقضاً حيث كانت الشوارع خافتة ومراكز الاقتراع مهجورة في النجوع التي يسكنها أفراد جماعة الإخوان المسلمين.