مدير قناة العربية ينصحه بعدم الترشح ويصف موسى ب«السياسي المخضرم» وصباحي ب«الزعيم الناصري» صحفي سعودي: السيسي زعيم المرحلة وإن رأى البعض فيه عودة للدكتاتورية والسلطوية والخنوع الجار لله للسيسي: حي على الفلاح.. وجهاد الخازن يمتدح الفريق ويعلن: لو أنا مصري سأنتخب صباحي! حاكم دبي يتراجع: نصيحة أخوية.. وجريدة قطرية: العسكري عارض فكرة ترشح السيسي مع انتهاء عملية التصويت فى الاستفتاء على الدستور الجديد، انشغل عدد من الكتاب العرب بمسألة ترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الأمر الذي كشف عن خلاف واضح في رؤيتهم للأمر؛ ففي الوقت الذي وصفه البعض برجل المرحلة، نصحه آخرون بعدم الترشح. المواقف الخليجية كتصريحات رئيس الوزراء الإماراتي، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وافتتاحية أحمد الجار لله في جريدة «السياسة» الكويتية بعنوان «السيسي حي على الفلاح» تطرح تساؤلًا جادًا عن موقف الأنظمة في الخليج من ترشح وزير الدفاع لمنصب رئيس الجمهورية، فيما اعتبر البعض أن الخليج يدفع بمساندة الأمين السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، أو رئيس التيار الشعبي حمدين صباحي، مؤكدين على ذلك بما كتبه عبد الرحمن الراشد عن الرجلين واصفًا موسى ب«السياسي المخضرم» وصباحي ب«الزعيم الناصري». وكانت صحيفة «اليوم» السعودية أبرزت تصريحات رئيس الوزراء الإماراتي، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن أمله في ألا يترشح وزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، في انتخابات الرئاسة المقررة في وقت لاحق من العام الحالي. وكان آل مكتوم قال في مقابلة خاصة مع هيئة الإذاعة البريطانية، "آمل أن يبقى في الجيش، وأن يترشح شخص آخر للرئاسة"، قبل أن يتراجع عنها بقوله «نصيحة أخوية». من جهته، وصف الصحفي السعودي هاشم عبد هاشم، الرئيس السابق لتحرير جريدة «عكاظ» السعودية، السيسي ب«رجل المرحلة» قائلاً «عقلانية ووطنية ودهاء رجل المرحلة السيسي قادرة على قيادة بلاده إلى مرحلة الأمان من أي موقع يختاره الشعب المصري له، سواء كان رئيسًا، أو رئيسًا للوزراء ووزيرًا للدفاع قائدًا عامًا للجيش أو عبر أي صيغة ثالثة تفرضها المرحلة وتوجبها مصلحة مصر». وراح هاشم يكيل كافة الصفات جميعها للفريق «إن السيسي زعيم مرحلة بكل المقاييس، وبعيدًا عن كل الوقائع والأحداث والأحكام والقرارات التي صدرت. وربما ساهمت في إيصال البلاد إلى مرحلة الاحتقان والتوتر الشديدين»!! ناصحًا المصريين قائلًا: «إذا أراد المصريون لبلادهم الخير فإن عليهم أن يستبعدوا كلمة «لا» من قاموسهم في هذه المرحلة بالذات.. وإن اعتبر البعض هذا التوجه عودة إلى الدكتاتورية والسلطوية والخنوع بالرغم من معرفتهم بأن الظرف لا يسمح أبدا بوقوع مزيد من الاختلاف والتصدع من جهة». من جهة ثانية، كتبت جريدة «السياسة» الكويتية في افتتاحية عدد اليوم الخميس، تقريرًا عن الفريق السيسي بعنوان «السيسي حي على الفلاح»، موضحًا رئيس تحرير الجريدة أحمد الجار الله أن «مصر اليوم تتطلع إلى السيسي الذي قال حين سألناه ذات لقاء عن ترشحه إلى الرئاسة الأولى: "لكل حادث حديث", مصر نفسها تقول له الآن ها هو الحادث يفرض عليك الحديث». وأكد الجار لله، في الجريدة الأبرز بالكويت أن «مصر اليوم تفتح ذراعيها للسيسي ليعيد ما سرقه "إخوان" القتل والسلب والإرهاب في غفلة من الزمن, والمصريون الذين يراهنون على الفريق الأول رئيسًا وقائدًا هم الغالبون, وسيرددون خلف مؤذنهم الجديد "حي على الفلاح"». مقالات وتصريحات الكاتب الفلسطيني الأصل جهاد الخازن تشير إلى استمرار إعجاب المحلل السياسي بشخصية السيسي، الذي سبق وأن قال عنه أنه «أكثر ثقافة ومعرفة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عند تسلمه السلطة!». مؤكدًا أنه «أنقذ مصر» إلا أن الخازن علق على ترشيح حمدين صباحي للرئاسة قائلاً «صباحى سنه الآن مناسب لتولى الرئاسة ولو أنا مصرى سأنتخبه». أما عبد الرحمن الراشد، الإعلامي السعودي ومدير قناة العربية، فنصح السيسي بعدم الترشح، «ليظل راعيًا للرئاسة وليس الرئيس»، واصفًا قرار الترشح ب«المغامرة الخطيرة» ف«النظام السياسي ليس مستقرًا بعد، وكل خطوة خاطئة تكلف كثيرًا». وتابع الراشد، في مقالة له بجريدة الشرق الأوسط السعودية، «أما لماذا السيسي يخطئ فالسبب أنه أهم من أن يكون رئيسًا للجمهورية، موقعه ودوره أن يكون ضابط الإيقاع السياسي، وحارس الدستور الجديد، وحامي النظام. أما عندما ينزل إلى المنصب التنفيذي يصبح جزءًا من المشكلة، ولن يكون هناك من يرعى الانتقال التاريخي ويدافع عنه، كما فعل منذ شهر يوليو الماضي، بعد المظاهرات الشعبية التي أدت إلى عزل الرئيس مرسي وإيقاف حكم الإخوان الفاشي». وتابع «نزول الفريق السيسي من رعاية الرئاسة إلى الرئاسة نفسها ستضعه في مرمى المشكلات المتوقعة للسنوات الأربع الصعبة المقبلة. لن يكون خصوم الرئيس المقبل الإخوان وحدهم، بل ستخرج إلى الشارع وتنضم إلى صفوف المعارضة جماعات مختلفة لها مطالب اقتصادية واجتماعية، ستفرزها الظروف الصعبة التي تمر بها مصر. وعلى الفريق السيسي أن يقبل بحقيقة أنه قد يضطر إلى الاستقالة قبل نهاية السنوات الأربع المقبلة إن بلغت الاعتراضات درجة الغليان». فيما لا تزال قطر ثابتة على موقفها من الفريق السيسي ومن نظام 30 يونيو كاملًا، بدا ذلك في بيان الخارجية القطرية اعتراضًا على اعتبار جماعة الإخوان «إرهابية»، معتبرة ذلك "مقدمة لسياسة تكثيف إطلاق النار على المتظاهرين بهدف القتل". الأمر الذي ردت عليه مصر باستدعاء سفير الدوحة لدى القاهرة، وتوجيه رسالة شديدة اللهجة معتبرة البيان «تدخل غير مقبول بالشأن المصري». فيما رددت بعض وسائل الإعلام المصرية، دون تأكيد أو توثيق، عن تدشين قطر لحملة ضد السيسي حال ترشحه لرئاسة الجمهورية. من جهتها، نشرت جريدة «الشرق» القطرية تقريرًا مجهلاً يفيد بأن أغلبية قادة الأسلحة بداخل المجلس العسكري عارضوا فكرة ترشح السيسي، وذلك خوفًا من فشل تجربة حكمه إذا ما نجح في الفوز بالانتخابات.