اهتمت بعض الصحف العالمية بالقضية التي أثارت جدلاً داخل مصر وخارجها، وهي توجيه تهمة الإرهاب إلى شخصية "أبلة فاهيتا" وانتماءها لجماعة الإخوان المسلمين، فترى صحيفة "واشنطن بوست" أن ذلك علامة على مناخ الخوف والذعر التي تعيش فيه مصر، بينما ترى "فورين بوليسي" أن ذلك "سخافة". ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرا للصحفية المختصة بشئون الشرق الأوسط، إيرين كانينجهام حول هذا الشأن، وقالت الصحيفة أن الحملة التي شنتها الحكومة المصرية على الإسلاميين جعلتهم يتهمون "دمية" بالإرهاب، فالتحقيق مع دمية ما هو إلا علامة على مناخ الخوف والذعر التي تعيش فيه مصر بكثافة في الأسابيع الأخيرة. وترى كانينجهام أن الحكومة المصرية المدعومة من الجيش أعطت الجيش الشرعية لقمع المعارضة باسم "الأمن القومي"، فاليوم يجري قمع المعارضة للحكومة بشكل وحشي أكثر مما كانت عليه في ظل نظام حسني مبارك، والحملة التي تشنها الحكومة ضد منتقديها تجاوزت الإسلاميين. وقالت إيرين إن الحكومة المصرية أصابها جنون العظمة، وأخذت تبحث عن أي مشتبه بالتجسس. ونقلت الصحيفة عن سارة كار، كاتبة بريطانية مصرية، قولها إن الأوضاع في مصر أصبحت تسير نحو "تبجيل الفاشية"، والقضاء على المعارضين أو المنتقدين للدولة، وأشارت كار إلى أن "أحياناً تبدو مصر إما في قمة المأساة أو قمة الكوميديا، لا تبلغ الوسط أبداً". وأضافت كانينجهام أن سخر مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على "فيسبوك" و"تويتر" من التحقيق مع "أبلة فاهيتا" على نطاق واسع، وقام مستخدمي تويتر بعمل هاشتاج #FreeFahita. ونشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية تقريراً للمحررة كاتلين فوسيت، حول التحقيق مع أبلة فاهيتا، قائلة: "إن حماسة الحكومة المصرية المتزايدة ضد الإخوان المسلمين قد أصبح سخفاً، ولكن فضلاً عن أن ترتكب جماعات إرهابية من سيناء تفجيرات وتنسبها الحكومة لجماعة الإخوان المسلمين، فالشيء الأكثر سخفاً هو التحقيق مع دمية بتهمة نقل رسائل مشفرة". وسخرت المجلة من البلاغ المقدم ضد الدمية، قائلة "يبدو أن هذه الشكوى دفع بها المطرب المصري عمرو مصطفى، الذي قال أن شعار شركة فودافون – القوة بين ايديك- كان بمثابة رسالة بعثت بها الشركة البريطانية لتشجع المصريين على الاحتجاج ضد مبارك". واختتمت فوسيت تقريرها "سنة التهكم لم تكن سهلة أبداً في مصر، ففي 2013 انتهى تعاقد السياسي الهزلي باسم يوسف لبرنامجه، بسبب الاستهزاء من القيادة العسكرية في البلاد، لكن مطاردة دمية بتهمة الإدلاء برموز، فيبدو أن الكوميديا السوداء لا تطول كثيراً، فالحكومة المصرية برهنت على أنها الأكثر ابتكاراً بين كل الساخرين".