نشطاء يتداولون صورة «الفدائي» تحت شعار «لا للإرهاب».. وآخرون يستنكرون: «التهمة فلسطيني»! أماني أبو رحمة: حماس حركة رجعية متعصبة لكنها واجهت الاحتلال حتى تورطت بالسلطة استمرارًا لمسلسل ملاحقة الفلسطينيين بتهمة الإرهاب، جراء ما تسميه الحكومة المصرية ب"الحرب على الإرهاب"، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ملصقًا يحوي الصورة التعبيرية عن "الفدائي الفلسطينية" ب"كوفيته الشهيرة" وحركة يديه المعروفة تحت شعار "مصر ضد الإرهاب". الصورة التي لُطخت بالدماء وحملت عبارات أخرى مثل "لا للإرهاب"، و"الإخوان منظمة إرهابية"، تثير الإساءة إلى صورة رمزية لنضال الشعب الفلسطيني الممتد منذ بداية الاحتلال الاستيطاني، وتشطب ذاكرة من الصمود والمقاومة في وجه مجنزرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حين كانت "الكوفية الفلسطينية" و"الفدائي الملثم" رمزًا للشرف العربي وللمقاومة. بانتشار الملصقات التي تتهم كل ما هو فلسطيني بالإرهاب، بعد أن أعلنت الحكومة المصرية جماعة "الإخوان المسلمين" منظمة إرهابية في الداخل والخارج، لم يعد الأمر قاصرًا على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فالإعلام المصري، بعد أن نسيّ نشيد "فدائي يا أرضي يا أرض الجدود" الذي صاغه الشاعر الفلسطيني سعيد المزين ولحنه الموسيقار المصري علي إسماعيل، يحيل المستمسكين بأرض الجدود إلى إرهابيين و"خونة". "التهمة فلسطيني" هكذا توقع عدد من النشطاء بموقع "الفيس بوك"، ساخرين، قيام وسائل الإعلام بتلفيق كافة تهمة العنف إلى الفلسطينيين، ضمن إطار الحملة التحريضية ضد الفلسطينيين منذ اندلاع مظاهرات 30 يونيو، وكتب البعض "من عناوين الأخبار في الفترة المقبلة: القبض على عدد من الفلسطينيين يشتبه في تورطهم بأعمال إرهابية. ضبط عناصر فلسطينية متسللة بحوزتها عملات إسرائيلية. إبطال مفعول قنبلة بسيارة يقودها طالب فلسطيني في شبرا. الأمن يتمكن من ضبط خلية فلسطينية تخطط لتفجير الكاتدرائية والأزهر وكشري أبو طارق". على صعيد متصل، قالت الباحثة والمترجمة أماني أبو رحمة، إن شعار "لا للإرهاب" مع الصورة النمطية للفدائي الثائر الذي عرف بها منذ خمسينيات القرن الماضي، أمر مفزع وتحول خطير يقصد به نزع تلك الصورة التي حظيت بقدسية في العالم كله وتحويلها إلى صورة نمطية لمجرم إرهابي يستهدف الأبرياء والمدنيين. والسؤال هنا، لم يثبت تورط فلسطيني في أعمال تفجير؛ فلماذا كانت كوفيته رمزَ الإرهاب في مصر؟ وأضافت الناقدة الفلسطينية المقيمة في غزة في تصريحات ل"الوادي"، أن عمر الكوفية في فلسطين أضعاف عمر الإخوان في العالم، الذين لم يفكروا في توظيفها بحال لا في مظاهراتهم ولا في منشوراتهم أو إعلاناتهم، فكيف لصقها الإعلام بهم؟ الكوفية رمز فلسطين، يرتديها الناشطون من كل العالم، ليؤكدوا أنهم يتضامنون مع الحق. فيما يقول الإعلام المصري إنها رمز الدموية وقتل الأشقاء! وأوضحت صاحبة كتاب "الفضاءات القادمة"، أن الطامة التي ابتلينا بها بالربيع الدموي تتمثل في موجة الكراهية والتحريض المبرمجة والمخطط لها ضد الفلسطينين أنفسهم، وبالرغم من أنني لا استثني أيا من دول الربيع المتحول من هذه الموجة التحريضية، إلا أن الإعلام المصري الرسمي والخاص الأبرز والأكثر نشاطًا، وربما عدوانية غير موضوعية ضد الفلسطينيين. ورأت أبو رحمة أن الإعلام يمارس تحريضًا غير مسبوق ضد كل ما هو فلسطيني فلا يخلو برنامج أو نشرة إخبارية من شتم واتهام وتحريض لفلسطيني مجهول قبض عليه في مكان مجهول يقوم بفعل مجهول أيضًا ضد منشأة لم تحدد، هكذا فقط، استند التحريض إلى علاقة حماس بالإخوان المسلمين حتى بات المرء يعتقد أن نشأتهم الأولى من فلسطين وليس في مصر منبع حسن البنا وسيد قطب. ونسي الإعلام أن حماس التي حكمت غزة بتسهيلات مصرية فترة من الزمن حتى أيام حسني مبارك لم تعلن انضمامها إلى حركة الإخوان إلا بعد استشهاد مؤسسها. وأشارت إلى أن حماس في غزة، تحارب السلفيين والفكر المتشدد، تلك حقيقة، وصل الأمر إلى هدم مسجد على رؤوس المصليين الجمعة. كما أن انتماءها الفكري للإخوان لا يعني إنها بالضرورة ستدعم تخريب مصر أو العبث بأمنها، الإخوان ومنهم حماس حركة فكرية متعصبة رجعية تخلط الدين بالسياسة، إلا أنها لا تمارس التفجير والقتل، كما أنها وللتاريخ قارعت الاحتلال حتى تورطت بالسلطة.