"نحن نهدد بشن عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة" تلك هي كلمات وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني من القاهرة وقبل 48 ساعة فقط من عملية الرصاص المصبوب. خمسة أعوام مرت على هذه العملية التى أستشهد فيها 1430 مواطنا فلسطينيا وإصابة نحو 6000 حيث بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية من خلال تنفيذ ضربات استباقية بدأتها في تمام الساعة الحادية عشر والنصف من صباح يوم السابع والعشرين من ديسمبر 2008, سبعون طائرة إسرائيلية حلقت فوق قطاع غزة الفلسطيني موجهة صواريخها تجاه المقرات الأمنية التي كانت تمتلئ بعناصر أمن الحكومة الفلسطينية بغزة فاستشهد نحو 200 شخص في أولى تلك الضربات التى استمرت على مدار 22 يوما وسط استهداف عشوائي للمدنيين ولكل من يتحرك في شوارع القطاع. وتصدت لهذه العملية حركة المقاومة الإسلامية "حماس", حركة الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية حيث استهدفوا قاعدة بلماخيم للدفاع الجوية, قاعدة تل نوف الجوية, المجدل, أسدود, بئر السبع, كريات غات, قاعدة حتسريم الجوية, مستوطنة سديروت, مستوطنة العين الثالثة, مستوطنة مفتاحيم, موقع الدفعية الإسرائيلية شرق البريج والمغازي, كيبوتس بئيري, مستوطنة تلمي يوسف, مستوطنة نير عوز, مستوطنة عامي عوز, خانيونس , مستوطنة مجين, مستوطنة الياهو, كرم أبو سالم, ناحال عوز, إسناد صوفا, قاعدة تسليم البرية, مستوطنة نتيفوت, أشكول, ملكة, مستوطنة كفار عزة, موقع الارسال, قاعدة حتسور الجوية, مستوطنة أوفكيم , مستوطنة كريات ملاخي, مستوطنة نير إسحاق, مستوطنة زيكيم مسفرة عن مقتل 14 إسرائيليا منهم 11 جنديا و 3 مدنيين و 300 جريح منهم 120 جنديا و180 مدنيا. وارتكب الجيش الإسرائيلي جرائم حرب بحق المدنيين في القطاع خلال الحرب فاستهدف منازل الآمنين كمنزل آل السموني التي استشهد 17 شخصاً من أفرادها معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة لاستهداف العشرات من العوائل كما لوحظ خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة استخدام الجيش الإسرائيلي لأول مرة مادة "الفسفور الأبيض" وهي من الأسلحة المحرمة دوليا بالإضافة لاستخدام صواريخ ارتجاجية وأخرى تُحدث حروق كبيرة بالإضافة لبتر في أجساد الآدميين. وحسب إحصاءات لجنة توثيق الحقائق الحكومية والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فقد أدت عملية الرصاص المصبوب إلى استشهاد أكثر من 1436 فلسطينيا بينهم 1223 ذكرا و 213 أنثى منهم نحو 410 أطفال و104 امرأة ونحو 100 مسن فيما بلغ عدد الشهداء من الطواقم الطبية 14 شهيداً و4 صحفيين. فيما جرح أكثر من 5400 من بينهم أكثر من 400 إصابتهم خطيرة وبلغت نسبة الأطفال والنساء من بين الجرحى نحو 50% بينهم مئات الإعاقات. وحول الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والتي قامت اللجنة بتوثيقها حيث سجلت 253 جريمة قتل توزعت على قطاع غزة "84 في الشمال، 96 في مدينة غزة، 28 في الوسطى، 24 في خان يونس،و 21 في رفح". وبشأن الاعتداء على الطواقم الطبية والدفاع المدني بلغت 12 اعتداء نصفهم في الشمال والنصف الآخر في غزة فيما تم توثيق 20 حالة من التعذيب والمعاملة اللإنسانية توزعت كالآتي17 في الشمال، 2 في غزة، حالة واحدة في خان يونس. كما ذكرت لجنة التوثيق أن الاحتلال أخذ 20 مواطناً رهائن "18 في الشمال، و1 من غزة، و1 من خان يونس، في حين استخدم أسلحة محرمة دولياً عدد 21 "16 شمال، و3 غزة، و2 خان يونس". كما وثقت اللجنة الحكومية الخسائر المادية التي لحقت بالمنشآت العامة والخاصة حيث هدم الجيش الإسرائيلي 4100 مسكن بشكل كلي و17000 بشكل جزئي فيما دمر 20 مسجدا و25 مدرسة وجامعة ومستشفى. أما خسائر المرافق الحكومية الفلسطينية فتضرر 173 مرفقا تابعا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية منها تدمير 155 مسجداً حيث تم تدمير 45 مسجداً بشكل كلي و55 بشكل جزئي ومثلهم ضرر خفيف. كما قدرت خسائر مرافق وعقارات تابعة لوزارة الأوقاف 13 مرفقاً حيث تم تدمير 6 مرافق بشكل كلي و7 بشكل جزئي كما تضرر 5 مقابر. وفيما يخص خسائر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، سجلت لجنة التوثيق تضرر 62 منشأة حيث تم تدمير مقار الأجهزة الطبية العسكرية عدد 3 تدمير جزئي, مقار الأمن والحماية "بشكل كلي و6 بشكل جزئي", الأمن الوطني "3 تدمير كلي و 1 تدمير جزئي", الدفاع المدني "2 تدمير كلي و3 شبه كلي و4 جزئي" ، القضاء العسكري "2 تدمير كلي". وكانت مطالب إسرائيل بعد اجهادها فى تلك العملية تتمثل فى توقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة بشكل تام ومنع التهريب التام للأسلحة إلى غزة والتهدئة الدائمة أما حركة حماس فطالبت بوقف العدوان على غزة وفتح المعابر بشكل دائم وتعويض سكان غزة عن الدمار الذي أصابة وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفض التهدئة الدائمة ورفض القوات الدولية.