أعلن النائب السابق لرئيس جنوب السودان ريك مشار، اليوم الثلاثاء، في حديث حصري لإذاعة فرنسا الدولية، أنه مستعد لإجراء محادثات مع رئيس الدولة سيلفا كير، في أثيوبيا، وذلك بعد مشاورات أجراها مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير خارجية أثيوبيا تيدروس إدهانوم، مؤكدا أنه شكل وفدا رفيع المستوى بغرض التوصل إلى اتفاق. من جهة أخرى أعلنت المفوضة العليا في الأممالمتحدة المكلفة بحقوق الإنسان نافي بيلاي، اليوم الثلاثاء في جنيف، أنه قد تم العثور على مقبرة جماعية في جنوب السودان في بنتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية (شمال)، بينما تستمر المواجهات بين القوات الحكومية ومقاتلين تابعين لنائب الرئيس السابق ريك مشار. وقالت "بيلاي" في بيان نشر في جنيف: "لقد عثرنا على مقبرة جماعية في بنتيو ويمكن ان تكون هناك مقبرتان جماعيتان في جوبا".كما نددت بالاعدامات الجماعية بلا أي محاكمة بالإضافة إلى استهداف افراد على اساس انتمائهم الاتني والاعتقالات التعسفية التي تجري في جنوب السودان منذ حوالى 10 ايام. ودعت "بيلاي" إلى وقف العنف ضد المدنيين في البلاد قائلة "يجب ان تصدر تصريحات واضحة وخطوات من قبل كل الذين يتولون مناصب سياسية او عسكرية تفيد بان انتهاكات حقوق الانسان غير مقبولة وان المسئولين عنها سيحالون على القضاء".وفي ضوء ذلك، طالبت المفوضة العليا جميع القادة السياسيين سواء كانوا اعضاء في الحكومة او لا باتخاذ تدابير فورية لتفادي اي انتهاكات جديدة لحقوق الانسان في البلاد، كما طلبت بيلاي ايضا من الاسرة الدولية مضاعفة الجهود لحماية المدنيين بما في ذلك تعزيز بعثة الاممالمتحدة في جنوب السودان. فى المقابل لذلك ، قال وزير الإعلام في جنوب السودان خلال مؤتمر صحفي في جوبا، إن ولاية الوحدة أصبحت تحت سيطرة قوات رياك مشار، مضيفا أنه في حال وجود مقبرة جماعية فذلك يعني أن قوات مشار هي التي ارتكبت مجزرة. الجدير بالذكر أن جوبا تخضع لسيطرة حكومة الرئيس سلفاكير، وإذا ثبت وجود مقابر جماعية، فمن المتوقع أن يضع ذلك الحكومة في حرج دولي. وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين عن مزاعم بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان، وعمليات تطهير عرقي، مشيراً إلى أن الوضع في جنوب السودان طارئ ويستدعي اهتمام المجتمع الدولي. وحيال حجم الازمة اوصى الامين العام للامم المتحدة مجلس الامن بتعزيز القوة المنتشرة حاليا في البلاد والتي تضم سبعة الاف رجل ب5500 عنصر. ويشهد جنوب السودان مواجهات عنيفة منذ أن اتهم الرئيس كير نائبه السابق الذي اقيل في يوليو بتنفيذ محاولة انقلاب قبل اسبوع. ونفى مشار هذا الامر متهما كير بانه يريد القضاء على خصومه.