علق الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد علي بيان المجلس العسكري الذي تلاه منذ قليل، وطالب فيه باحترام القانون والشرعية، مشدداً علي حمايته للرئيس الشعبي، قائلا " المجلس العسكري كعادته يواصل مسلسل إصدار البيانات الإنشائية التهديدية التي يؤكد من خلالها علي أهمية احترام أحكام القضاء المصري وما يأتي به الصندوق الإنتخابي، ومن ثم فإنه يسير وفقاً لخطوات مرتبة ومعدة سلفاً بهدف رئيسي هو بقاء نظام مبارك بكل سياساته ورموزه البائدة منذ أن استولي علي السلطة بتكليف باطل من الرئيس السابق. وأوضح زهران أن المجلس العسكري لن يسمح بسقوط هذا النظام القديم الذي يستمد منه كافة صلاحياته علي عكس إرادة الثورة، متسائلاً عن سر ابقاءه علي أشخاص بعينهم في المناصب القيادية العليا بالدولة، مؤكدا ان لسان حال المجلس العسكري يتلخص في أربعة كلمات "ساعدونا في تمرير مشروعنا". ومن جهته أشار جمال أسعد، المفكر القبطي، أن المجلس العسكري يرتب للدفع بأحمد شفيق رئيساً للجمهورية وهذا ما بدي جليا خلال جولة الإعادة للإنتخابانت الرئاسية وبداية التمهيد لهذا المشهد العبثي عبر انتخابات وهمية أدت إلي حل مجلس الشعب. وقال الدكتور محمد يسري سلامة، المتحدث الرسمي بإسم حزب النور السلفي، إن ما فهمه من بيان المجلس العسكري أنه يسعي لإعلان فوز الدكتور محمد مرسي رئيسا للجمهورية، ولكنه لن يقبل بإستمرار جلسات مجلس الشعب بعد صدور حكم المحكمة الدستورية بحله، كما لن يتم إلغاء الإعلان الدستوري المكمل الذي اصدره قبل أيام، مع استمرار الجمعية التأسيسية الحالية لوضع الدستور في ممارسة أعمالها. وأضاف، أن النزول للميادين أصبح ورقة ضغط سياسية علي المجلس العسكري وليس عملا ثوريا، تماما مثل دبابات الجيش المنتشرة في الشوارع. أما الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، فأكد علي ان انشقاق القوي السياسية علي الساحة الان وتمسك الاخوان المسلمين بالاحزاب اليمينية فقط ومحاولة السيطرة عليها وحشد الشارع المصري اليها من خلال التحدث باسم الدين من جهة ورفض كل قرارات المجلس العسكري وكأنهم جهة معادية للشعب المصري من جهة اخري، الامر الذي أدي الي صدام وشيك بينهما وصراع سياسي لن يحل الا بالقوة من قبل "العسكري" حتي يعرف كل طرف منهما حدوده ويلتزم بها. وأضاف "صادق" انه في اعتقاده انه كانت هناك 3 سيناريوهات قبل اذاعة البيان أولهما فوز شفيقوهو ما دفع الاخوان لنزول الميادين وبداية لنشر الفوضي والتهديدات بتصعيد الامور اعتقادا منهم بتزوير الانتخابات الرئاسية. والسيناريو الثاني هو فوز الدكتور محمد مرسي وتسليم المجلس العسكري السلطة له، وحينها لن يكون هناك صدام عنيف بين أنصار "شفيق" و "العسكري" لأن صلاحيات "مرسي" في حال صعوده رئيسا ستكون مقيدة للغاية، وثالث تلك السيناريوهات عبارة عن اتفاق وهدنة بين الاخوان الملسمين والمجلس العسكري لتقسيم الكعكة السياسية وهذا هو السيناريو الباكستاني. ولكن بعد اذاعة البيان فأكد "صادق" علي اعلان المجلس العسكري فوز الفريق احمد شفيق رئيسا للدولة وبسبب خوفه من ردود الافعال كان لابد التعامل مع الأمر بحزم. وقال الناشط السياسي باسم طارق، عضو حركة 6 أبريل إن المجلس العسكري، يطلب من الشعب، صاحب الشرعية أن يحترم القرارات غير الشرعية، مشيرا الي أن المجلس العسكري في بيانه الأخير يؤكد علي سيادة قانون "ساكسونيا" ويحذر من تعطيل أحكام قضاء "ساكسونيا" وإلا تعرض الشعب المصرى للضرب والسحل من قبل القوات المسلحة والشرطة المدنية ومن سيعترض علي أحكامه سيتم اعتقاله وتعذيبه - علي حد قوله. واختتم طارق كلماته بأن البيان ما هو الا استمرار لسياسة التهديد والوعيد لمن يعترض على إرادة المشير ومجلسه العسكري.