دفع إزدياد أعداد المقاتلين الأوروبيين في سوريا والذين ينتمون في غالبيتهم لتنظيمات تابعة للقاعدة، عدة عواصم غربية إلى إستئناف التواصل الدبلوماسي والإستخباراتى مع دمشق، حيث لاتزال سفيرة جمهورية تشيكيا ايفا فيليبي فى دمشق، بينما يتواجد كل من ممثلي النمسا ورومانيا واسبانيا والسويد والدنمارك، والقائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في العاصمة السورية بشكل منتظم وبعضهم شارك قبل يومين في لقاء مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، بينما تحظر حكومات هؤلاء الدبلوماسيين عليهم لقاء أي من الشخصيات المدرجة أسماؤهم على لائحة المسئولين السوريين التابعين لنظام الأسد والمشاركين في القمع ضد الشعب السورى. وفى السياق ذاته، زار دمشق خلال الفترة الأخيرة وبشكل بعيد عن الأضواء مسئولون في أجهزة استخبارات غربية أجروا اتصالات مع نظرائهم السوريين، والتقى بعضهم اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، وبحثوا معه كيفية استئناف التعاون مع بلاده. وبحسب مصدر دبلوماسي أوروبي قامت فرنسا هى الأخرى بإرسال اثنين من عملائها للقاء رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك ليستوضحا إمكانية استئناف العلاقات القديمة بين اجهزة استخبارات البلدين، الا ان الاخير رد بالرفض. وبات من المعلوم أن المئات من الشباب الأوروبي المسلم توجهوا إلى سوريا في الأشهر الأخيرة من أجل الانخراط في صفوف جبهة النصرة لأهل الشام، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، أو إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام. وهما الفصيلان الأكثر تشددا على الساحة السورية . الجدير بالذكر أن تنظيم دولة العراق والشام التابع للقاعدة مؤلف وحده من ما يقدر ب10 آلاف مقاتل غالبيتهم من العرب والأجانب. وبحسب تقديرات أخيرة، تعتقد أجهزة الاستخبارات الفرنسية أن حوالي 440 شخصا يقيمون في فرنسا توجهوا إلى سوريا أو يأملون في الذهاب اليها لمقاتلة نظام الرئيس بشار الأسد وغالبية هؤلاء يسعون للانخراط في صفوف المجموعات الجهادية. وفى سياق متصل، أفاد مصدر قضائي فرنسي أنه تم التحقيق، الجمعة الماضية، مع رجل في الخامسة والثلاثين من العمر، كان قد اعتقل الثلاثاء شمال فرنسا ذلك في إطار تحقيق حول شبكة لتجنيد مقاتلين وإرسالهم للقتال على الأراضي السورية في صفوف المعارضة المسلحة، ثم أخلي سبيله تحت رقابة قضائية. أما في ألمانيا فقد أكد رئيس جهاز الاستخبارات الألمانية الخارجية "جيرهارد شيندلر"إن تأثيرالارهابيين المرتبطين بتنظيم القاعدة يزداد بين صفوف المعارضين السوريين، واضاف في حوار مع صحيفة "بيلد" الألمانية يوم 31 مارس2013 قائلا :"تنشط في سوريا هياكل ارهابية ترتبط بتنظيم القاعدة والحديث يدورعن بضعة آلاف من المقاتلين (..)." وتحدث معهد "واشنطن لدراسات الشرق الأدنى" عن وجود ما لا يقل عن 20 ألف مقاتل غير سوري من 50 دولة، 10% منهم قدموا من أوروبا وأميركا وأستراليا. كما تحدث وزير الداخلية الفرنسي عن 130 فرنسياً أو مقيماً في فرنسا يقاتلون حالياً في سوريا بينما تقول الاستخبارات البريطانية إن هناك ما لا يقل عن 150 بريطانياً سافروا إلى تركيا لدخول الأراضي السورية، كما يقدر مسؤولون روس وجود 300 مقاتل روسي في صفوف مجموعات مقاتلة في سوريا. من جهة أخرى أكدت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الدبلوماسيين وأجهزة الاستخبارات الغربية رصدوا الزيادة الحادة فى عدد المقاتلين الجهاديين الذين ينحدرون من القوقاز، بما فى ذلك الشيشان، والذين يتوجهون إلى سوريا عبر نقطتى عبور فى أوروبا، الأولى من العاصمة النمساوية، فيينا، التى تعد مفترق طرق يمكن من خلاله تمرير هؤلاء للانضمام إلى الجهاد فى سوريا عبر تركيا، وأضافت الصحيفة أن الأجهزة الفرنسية، بما فى ذلك الإدارة المركزية للاستخبارات الداخلية، كشفت أيضا عن قناة أخرى لعبور الجهادين الأجانب من خلال مدينة نيس فى ألب ماريتيم (فرنسا).